في العقود الماضية كانت الدكتاتورية قد غزت معظم البلدان العربية والأسلامية وكأنه وباء قد اصاب هذه المجتمعات نتيجة سيطرة الحكام على الحكم بأنقلابات عسكرية او بانتخابات صورية ولم يتركوا الحكم الا في حالة الوفاة او تغير الحكم بالقوة وهذا ما حصل في الربيع العربي ،وهناك امراض خطيرة لم تنتبه هذه الشعوب اليها وهي اخطر بكثير ومنها العنصرية القومية التي كانت واضحة في العراق عندما كانت الحكومات السابقة تشن الحروب على الشعب الكردي في العراق على اساس تمييز قومي وكذلك اكراد تركيا وأيران وسوريا الذين لا زالوا يقاتلون من اجل حقوقهم القومية لحد هذا اليوم ، ثم التميز على اساس طائفي كما كان الحال مع نظام صدام مع الشيعة الذي مارس ابشع انواع التنكيل بحقهم ولا زالت عوائل شيعية تسكن في ايران لحد الأن من الذين هربوا من بطش صدام بعد انتفاضة 1991، اما التمييز على اساس ديني فهو كان منهجا متبعا منذ نشوء الأسلام في شبه الجزيرة العربية وأنتشاره بالسيف عن طريق الجهاد في الحملات العسكرية التي مارسها اتباع الدين الجديد ضد المسيحيين في العراق ومصر وسوريا وضد اليهود وكذلك ضد الفرس والأتراك الذين والشعوب الأخرى الذين كانت لهم ديانات مختلفة ،
فقد تعرض المسيحيين الى كثير من المجازر بعد ان اصبحت بلدانهم تحت الأحتلال الأسلامي الذين لم يتحولوا الى الأسلام الذي فرض عليهم الجزية وأعتبرهم مواطنين من الدرجة الثالثة مع العلم ان المسيحيين في العراق هم الوريث الشرعي للحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين ، ومجازر الأسلام ضد المسيحيين معروفة للجميع عبر التأريخ .اما امراض التخلف الحضاري والأجتماعي الذي اصاب هذه المجتمعات فهي كثيرة منها انتشارالأمية والرشوة والفساد والمحسوبية والعشائرية والتطرف الذي انتشر بشكل مخيف في هذه الأيام ،مما اضعف حب الوطن مما زاد من عدد الفاسدين وأزدادت الجريمة المنظمة في معظم هذه لبلدان وأزدادت معانات هذه الشعوب بحيث وصل الأمر الى انتشار مرض الكوليرا في العراق ونحن في عام 2015 بسبب نقص الخدمات وعدم توفرمياه الشرب النظيفة بسبب الأهمال والفساد ، مع العلم ان العراق يصدر اكثر ثلاث ملايين برميل من النفط يوميا، ومن هنا نفهم الى اين وصلت هذه المجتمعات من الأنحدار في كل المجالات ، والسبب هو ان زراعة الشر الحصاد يكون الشر ايضا لأن الأمراض الموجودة في هذه المجتمعات هي التي تعيق اي تطور نحو الأمام. في حين هناك مجتمعات لا تمتلك ثروات ولا مناخ يساعد على الزراعة والعمل ومع ذلك خطت خطوات سريعة في التقدم والأزدهار ، لذلك اذا ارادت هذه الشعوب اصلاح الوضع والشروع في خطوات جدية عليها القضاء على هذه الأمراض التي ذكرناها وتؤسس لمواطنة صحيحة في المساوات والعدل ويكون القانون هو الأساس والحكم وليست اي اعتبارات اخرى ، والله من وراء القصد ....