-----
اعتصرت قلوب وعقول وضمائر ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في سوريا
والعراق والمهجر حزنا والما واسى عندما شاهدوا ولاول مرة الفلم المخيف والمرعب
الذي بثه تنظيم ما يسمى داعش الارهابي بتاريخ 7 - 10 - 2015 يظهر فيه إعدام
ثلاثة مختطفين من ابناء شعبنا من بين مجموع ما يقارب 200 مختطف من
بلدات شعبنا من قرى الخابور في محافظة الحسكة السورية والذين تم اختطافهم
بتاريخ 23 - 2 - 2015 بينهم العشرات من الاطفال والنساء وكبار السن ولا زال مصيرهم
مجهولا لعدم وجود اي مسعى او جهد دولي او اممي او اقليمي او كنسي او قومي جدي
وفعال لتحريرهم
ويظهر الفلم المصور قيام ثلاثة عناصر من تنظيم داعش الارهابي بإطلاق النار على روؤس المختطفين الثلاثة الذين عرفوا عن هويتهم قبل عملية الإعدام وهم الشهيد الدكتور (عبد المسيح عزاريا نويا) (36 عاماً) من قرية تل جزيرة والشهيد (آشـور إبراهام) ايضا من قرية تل جزيرة والشهيد (بسام عيسى ميشائيل) (39 عاماً) من قرية تل شميرام وقد نفذت عملية الاعدام بإطلاق الرصاص على رؤوس الضحايا من الخلف وظهر في الفلم أيضاً ثلاثة مختطفين اخرين من ابناء شعبنا يرتدون الزي البرتقالي المعد لتنفيذ الاعدامات لدى تنظيم داعش وأطلقوا نداء استغاثة لانقاذهم بأسرع ما يمكن وإلا سيكون مصيرهم كمصير من تم إعدامه للاطلاع على الخبر ومشاهدة الفلم الرابطين الاول والثاني ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - تعتبر العقيدة او المبدأ او الفكر (دينيا او قوميا او
ايدولوجيا) الجوهر الاساسي لقدسية الاستشهاد لدى الانسان بمعنى اخر قوة ورسوخ
الايمان بالمبدأ او العقيدة او الفكر يكشف استعداده للتضحية بالحياة او الموت في
سبيل العقيدة او المبدأ او الفكر وفي سبيل الحفاظ عليه والدفاع عنه بأغلى
ثمن وهناك ثلاثة عوامل وعناصر مهمة تلعب دورا اساسيا في مدى قوة الإيمان بالمبادئ
والمعتقدات والفكر لدى ابناء شعبنا وهي (ارضنا وتاريخنا وحضارتنا) او (عقيدتنا
وايماننا المسيحي) او (الانتماء الفكري - الايديولوجي) فالفرد من ابناء شعبنا الذي
يستشهد في سبيل عقيدته وايمانه المسيحي يعتبر (شهيدا مسيحيا) والذي يستشهد في سبيل
ايمانه القومي يعتبر (شهيدا اشوريا) لاننا جميعا ابناء الامة الاشورية العريقة
وهناك ترابط قوي بين الشهيد المسيحي والشهيد الاشوري لوجود تداخل حضاري وايماني
وفكري وقومي واجتماعي وتاريخي بين الحضارة الاشورية وارض الاباء والاجداد واعتناق
ابناء الامة الاشورية للديانة المسيحية منذ بداية القرن الميلادي الاول لذلك فأن
الشهداء الثلاثة هم شهداء الكنيسة وشهداء الامة الاشورية في ان واحد
2 - السيد المسيح له المجد كان حاضرا ورائدا وقدوة للشهداء الثلاثة لانه استشهد
على الصليب المقدس من اجل خلاص الانسان وان قدسية ورمزية استشهاد السيد المسيح له
المجد لها معنى ودلالة عميقة لدى ابناء امتنا حيث من خلال قراءة تاريخ كنيستنا
الام والتي تعتبر (كنيسة الشهداء) نجد قافلة طويلة من شهداء الايماء المسيحي من
ابناء امتنا ومنهم الرموز الشهداء مثل (مار شمعون برصباي ومار قرداغ ومار بهنام
وشقيقته ساره ومار بنيامين شمعون ومار توما اودو ومار فرج رحو وختطاف واختفاء
المطرانين مار يوحنا ابراهيم ومار بولص يازجي في سوريا منذ 2013 ولغاية اليوم
وغيرهم الكثير) وهكذا نفس الحال مع الالاف من شهداء الامة من العلمانيين في
سيفو 1915 وكذلك قبل وبعد الحرب العالمية الاولى 1914 ومرورا بمذبحة سميل 1933
ومذبحة صوريا 1969 وصولاً للشهداء يوسف توما ويوبرت بنيامين ويوخنا إيشو في
زمن البعث الفاشي 1984 وشهداء مجزرة كنيسة سيدة النجاة 2011 وغيرهم الكثير فيكفي
للانسان من ابناء امتنا اعتزازا وفخرا انتمائه وايمانه بعقيدته المسيحية وبتاريخه
وبحضارته الاشورية من اجل ديمومة التواصل والثبات والتجذر في الارض في مواجهة
الصعوبات والتحديات مهما طال الزمن وغلت التضحيات
3 - يعتبر اعدام ثلاثة من ابناء شعبنا المختطفين من قبل تنظيم داعش الارهابي حلقة
في سلسلة المذابح والمجازر والجرائم التي تقترف بشكل ممنهج ضد شعبنا في سوريا
والعراق ومنذ 2003 وتستهدف القضاء على الوجود الديني والقومي والتاريخي والمادي
والحضاري لابناء امتنا وعموم المسيحيين في سوريا والعراق واقتلاعهم من وطنهم
التاريخي ومحو كل الوجود الحضاري والآثار التي تدل على دورهم التاريخي الفعال
والمشهود له في وطنهم ان مثل هذه الجرائم البشعة والمقرفة تنطبق عليها كل دوافع
ومواصفات جرائم الإبادة الجماعية فأبناء امتنا في سوريا والعراق لم يقاتلوا ولم
يحملوا السلاح بل قتلوا لمجرد هويتهم وعقيدتهم الدينية والقومية
4 - نطالب مجلس الامن الدولي (مصدر القرار العالمي) والمجتمع الدولي متمثلا بهيئة
الأمم المتحدة لحماية الشعوب الاصيلة والمكونات القومية والدينية الصغيرة وحماية
المدنيين العزل من ابناء شعبنا في سوريا والعراق (بموجب القوانين ولوائح الامم
المتحدة الخاصة بهذا الصدد) وذلك بتوفير مناطق آمنه لهم وحماية دولية والاسراع في
اتخاذ قرارات ملزمة لكل ألاطراف قبل انقراض الوجود الديني والقومي لشعبنا في سوريا
والعراق وانقاذ حياة العشرات ممن تبقوا مختطفين لدى تظيم داعش الإرهابي ومعهم
المطرانين المختطفين لان حياتهم باتت مهددة وفي خطر بعد اعدام الشهداء
الثلاثة
لذلك نحمل الهيئات والمؤسسات الانسانية وحقوق الانسان العاملة في الامم المتحدة
والعالم بشكل خاص والمجتمع الدولي وجميع مؤسساتنا الكنسية والقومية والانسانية في
الوطن والمهجر بشكل عام المسؤولية القانونية والاخلاقية والتاريخية تجاه المتبقي
من المختطفين من ابناء شعبنا في سوريا ونطالبهم بالتحرك السريع بكل الوسائل
المتاحة من اجل الافراج عنهم وإنقاذهم من الكارثة والموت المحتم
المجد والخلود لأرواح الشهداء الثلاثة ولكل شهداء الكنيسة والامة
الحرية لنيافة المطرانين مار يوحنا ابراهيم ومار بولص يازجي
الحرية لكافة المختطفين من ابناء شعبنا لدى داعش الارهابي
الموت الزؤام والخزي والعار للمجرمين القتلة الاوباش
الخبر
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=794001.0
الفلم
http://www.ankawa.org/vshare/view/8240/3-asyrian-killed-otv/
انطوان الصنا