الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1246 | مشاركات: 0 | 2015-10-12 09:50:09 |

كاظم حبيب والحداثة السردية في الوقائع السياسية التاريخية المعقدة

جاسم المطير


ثلاث قضايا لا يصح النظر إليها بانفعال أو بفكر سطحي جامح او بنوع من التباهي او العجرفة.

تلك القضايا هي (الدولة) و(القانون) و(المواطنة) .

في بعض الأحيان يجد الإنسان العراقي نفسه بمواجهة مسألة تاريخية أو سياسية، مضى عليها زمن طويل أو قصير ، من دون أن يصل الى نظرية عدالة تحكمت فيها او حددت قياسها.

في احيان اخرى يجد العراقيون منطقاً ضبابياً حول حقيقة تضييع الهوية الوطنية لبعض مواطنيها.

في أحيانٍ ثالثة نجد وقائع ومقولات ثابتة أو متفردة أو بيروقراطية أو عاطفية أو عنصرية حول إشكالية (القوة) و(القسر) في العلاقة بين المواطن والدولة أو بين مواطني الدولة أنفسهم.

اشياء كثيرة قيلت و تقال حول قضيةٍ ما من قضايا الأزمات المتعلقة بــ(روح المواطنة) و(حقوق الانسان) و(الدولة) في مجتمعنا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 حتى عام 1950 حيث ظاهرة هجرة أكثر اليهود منها ليس بسبب الطائفية والضغينة والكراهية ، بل بأساليب وطرائق غلبت عليها مساحة واسعة من الخفاء والسرية والفوضى والقذارة السياسية.

منذ عام 1950 كان المؤرخ العراقي يتحدث أو يناقش هذه (القضية) من دون إخضاعها إخضاعاً مطلقاً لذات الحادثة التاريخية وما حظيت به من مواقف سياسية ومن مكائد السياسيين العراقيين والعرب والاستعماريين والصهيونيين . كانت أغلب وسائل البحث والدرس تقدم معرفة مبهمة أو ناقصة أو خاطئة بشأن تفاصيلها، السرية والعلنية، المحسوسة والملموسة. لذلك ما زالت قضية (هجرة اليهود) العراقيين من بلاد الرافدين - موطنهم وموطن ابائهم واجدادهم - تُقرأ بطرقٍ مختلفةٍ من قبل العديد من الباحثين العراقيين واليهود ايضا . بعضهم نظر إلى القضية بعين الماضي، حين كان (الاستعمار البريطاني) و(الحركة الصهيونية) يمتلكان فاعلية حركية في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد نشوء دولة اسرائيل، أيضاً . بعضهم الآخر نظر إلى قضية الهجرة ذاتها بعين الحاضر، أعني الحاضر الذي شهد ويشهد تغيراً نوعياً في العلاقات الدولية وفي التراكم الكمي لكثير من هجرات كثيرة من قبل عدد غير قليل من الشعوب انبثقت سابقاً و في مراحل لاحقة بعد كثير من الارتباك والاشكالية الدولية حول حقوق الشعب الفلسطيني – مثلاً - في أرضه المغتصبة ، المحتلة، وحول الصراع العربي - الاسرائيلي خلال الخمسين عاماً الماضية . كما كانت الهجرة الجارية ، في هذه الأيام، من سوريا والعراق وافغانستان ومن ألبانيا والبوسنة والهرسك، إلى البلدان الأوربية تشكل شكلاً جديداً من اشكال تجاوز التاريخ على إنسانية الإنسان من قبل حكامٍ طفيليين يدّعون، زوراً، باسم الاسلام أنهم يريدون تحقيق (النهضة) و(التقدم) لشعوبهم .

من ضمن الباحثين المثابرين كان الدكتور كاظم حبيب قد استدعى جهوده في البحث والتفكير بهذه القضية ، ليس بوصفها قضية تاريخية وليس بوصفها اشكالية سياسية، بل بوصفها إزاحة عنصرية لمجموعة من العراقيين الأصلاء ، عاشوا زمناً طويلاً في تاريخ العراق وتراثه وثقافته وفنونه ، كانوا، حقاً، منصة من منصات الوجود العراقي.

كتاب ( يهود العراق والمواطنة المنتزعة ) الصادر عن منشورات المتوسط – إيطاليا عام 2015 هو حتماً من الكتب النادرة عن قضية يهود العراق ضم 800 صفحة من الحجم الكبير بضمنها وثائق وملاحق بلغةٍ مفتوحةٍ خاطبت الأذهان بمستوياتها كافة ، اضافة الى تضمينات توثيقية وتجديدية، ذات اتجاه انساني في عمليةٍ سرديةٍ، مثيرة ومؤهلة أن تكون مطابقة للواقع السياسي العراقي في فترات مختلفة حول تجارب الوجود اليهودي في العراق. منحته قدرته التحليلية نظرة متميزة على تفكيك شكل القشور الخارجية لقضية الهجرة والتهجير . كذلك منحته ثقافته الماركسية ميزة القدرة الصادقة على تفكيك اطار وجوهر الحدود السياسية والتاريخية ، التي تعاملت معها قضية (يهود العراق) في تأليف كتابٍ غزير المحتوى معتمداً على اساليب البحث المرئي والمقروء والمسموع والشفهي تضع القراء فوراً بمواجهة جريمة سياسية من جرائم النظام الملكي الشديد الصلة والقرابة مع مسرح وطقوس وخطط وزارة الخارجية البريطانية في خمسينات القرن الماضي .

من خلال اطلاعي على جدولة فهارس الكتاب في الصفحة الاخيرة منه وجدت العناوين نموذجاً علمياً دقيقاً ليس فيه غموض في العلاقة بين داخل هذه القضية وخارجها اتاحت له فرص البحث بمعقولية وحداثة معتمدة على قيم بحثية نزيهة من دون أي مساومة او اندفاع لوضع ِ لاحقِ الاحداث التاريخية مكان سابقها كما فعل بعض مؤرخين ذوي نظرة قومية متطرفة معادية للمواطنين من اتباع الديانة اليهودية. بمعنى ان بحثه التاريخي لم يكن بعيدا عن انتاج الحياة الاجتماعية والسياسية في بلاد الرافدين منذ قديم الزمان قادني بوضوح إلى أن المؤلف اعتمد في تحرير الكتاب على كثير من (الكتب) و(الوثائق) و(الابحاث العلمية) و(المقالات الصحفية) كتبها يهود عراقيون أو كتبها صحفيون ومؤرخون عراقيون ليسوا يهوداً. لا شك ان الدكتور كاظم حبيب بذل جهداً كبيراً مضنياً في جمع المصادر والاطلاع عليها مستهدفاً أن تكون سرديته السياسية – التاريخية متميزة بــ(الحداثة) و(العمق) متجاوزاً كل حواجز (الصمت) و(التردد) حول القضية اليهودية العراقية من قبل الكثير من القوى السياسية وكتـّاب التاريخ العراقي الحديث، ليجعل من كتابه مرآة تعكس الوجه الآخر للقضايا المتعلقة بـ(هجرة يهود العراق) مستفيداً من شهادات وكتابات بعض الضحايا من موهوبين يهود ولدوا في ارض عراقية وتعلموا فيها وتربوا من امثال (يعقوب قوجمان وساسون سوميخ واميل كوهين وسامي موريه وغيرهم) ، كانت تعكس ألم الافتراق عن الوطن الأم بعد مرور75 عاما على حادثة (الفرهود) التي كانت اساساً عدوانياً لمشروع تهجير اليهود العراقيين من ارض ابائهم واجدادهم . كان الدكتور كاظم حبيب راجحاً في اتباعه مسلكاً مخصوصاً في البحث والتدقيق لاستيفاء مقتضيات (العقل) و(الواقع) و(العلم ) في فصول كتابه جميعها، لتنشئة آلية الرؤية المنهجية ضمن سياق العصر ، الذي وقعت فيه حادثة التهجير واسبابها ومقاصدها. كما أنه تناول في سياق تفسيره للوجود اليهودي الوطني في العراق الدور الوظيفي التنويري العالي لعدد غير قليل من المناضلين اليهود، الذين وجدوا لهم مرتكزاً نضالياً داخل تنظيمات (الحزب الشيوعي العراقي) في بغداد والبصرة والموصل وغيرها أو في (عصبة مكافحة الصهيونية) التي أسسها هذا الحزب، مما جعل هذا الدور الوظيفي عملية مهمة في تجميع المتنورين من يهود العراق في جبهة النضال ضد الاستعمار والصهيونية حيث كانت هذه الجبهة تحمل عناوين منهجية رئيسية للشيوعيين العراقيين .

لم يكن الباحث الموضوعي كاظم حبيب قد استدعى امكاناته في الرؤية العلمية – الواقعية كآلية مجردة في عملية الاستقصاء والبحث ،بل انه وجد نفسه داخل صفحات كتابه يستجيب لحاجة تاريخية متكاملة في تحقيق الأطر العامة المشتركة لدور اليهود العراقيين وثقافتهم في الحضارة العراقية، القديمة والمعاصرة. كما تجاوز في اسلوبه العميق بسردية تاريخية أمينة مستخدما الذات العراقية التاريخية عن اللغة والدين والتراث والعادات التي اجتمعت في الشخصية العراقية بغض النظر عن مفارقات الماضي او الحاضر أو عن مفارقات العرق والدين والمذهب، بمعنى انه اخترق اساليب البحث التقليدي لتحقيق (الحداثة) في خصوصية الرؤية لواحدةٍ من أعقد وأصعب قضايا التاريخ العراقي المعاصر. لذلك فهو ،كمثقف بارع ،وكباحث بنـّاء للعقل العراقي الحديث، لم يقع لا في اسلوب الثقافة الاسلامية المهيمنة ولا في حالة الغاء الخصوصية اليهودية، بل استطاع بمنهجه الماركسي الواثق من تكييف بحثه في هذا الكتاب من خلال الاحياء الايجابي في صفحات التاريخ العراقي الحديث حتى من خلال بعض صور العلاقات الاجتماعية بين اليهودي تاجر الساعات (داود عبدو) و(السيد خليل البناء) الذي كان يقوم ببناء بيت التاجر عبدو في منطقة باب الاغا ليظهر اهمية نتائج ومقدمات (الظاهرة الاجتماعية) في العلاقة بين المواطنين العراقيين بغض النظر عن اديانهم . وقد روّج في المبحث الرابع من الفصل الرابع لنوع ٍ من النسبية الثقافية في المجتمع العراقي لدى مجموعة غير قليلة من النساء اليهوديات الرائدات في عملية التنوير العراقي بجهد عقلاني ثقافي نسائي (( في وقت كان المجتمع العراقي قد تحرر لتوه من هيمنة الامبراطورية العثمانية المتخلفة والظلامية ،حيث كان الثلاثي المرعب، الفقر والجهل والمرض، يسود البلاد وكانت المرأة اكثر تخلفاً من الرجل إذ لم يكن التعليم الحديث قد شملها إلاّ في نهاية الثلث الأول من القرن العشرين تقريباً، رغم أن التعليم الحديث قد بدأ في أوائل القرن العشرين بالنسبة للبنات من العوائل اليهودية ولكنه لم يكن واسعاً وعاماً لهن ايضا)) .

كما أن كاظم حبيب أكد من خلال الكثير من التفاصيل اليومية تجليات (الظاهرة السياسية) للدولة العراقية، في تلك الفترة، التي ارتكبت فيها كوارث وبشائع خططت فيها الحكومات المتعاقبة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لمحاربة الحركة الوطنية الديمقراطية ، في مقدمتها الحزب الشيوعي، بالقمع واحكام الاعدام والسجون وتمهيد المجال لظهور حركات وتنظيمات اسلامية مناوئة للشيوعية، منها جماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير، وحزب الدعوة، ومنها ، أيضاً، جماعات قومية متطرفة مثل حزب البعث العربي الاشتراكي ، وقد امتدت انعكاساتها بأثر بعيد في الزمن العربي اللاحق. كما تناول الكاتب تفاصيل عن شخصية عراقية عميقة ذات علاقة بقضايا اليهود وبالنازية الالمانية هي شخصية الصحفي (يونس بحري) الذي حظي برعاية ادولف هتلر وبمعاملة ومواقف رقيقة من وزير اعلامه غوبلز. كانت التفاتة حسنة من الدكتور كاظم حبيب لجعل قارئ كتابه أمام نوع من نشاط اعلامي عراقي يتمتع بقدرة مفتوحة لإثارة الفوضى الفكرية حول القضية اليهودية عامة والعراقية خاصة ، مما اضفى رونقا على منظر معالجته القضية في كتابه الجديد .

تناول الكاتب بأسلوب الحداثة السياسيةالتاريخية ليس فقط مسائل التاريخ اليهودي في العراق فحسب، بل تناول جميع ما يتعلق بقضايا القومية والاستعمار في مباحث جميع فصول الكتاب باعتبارهما قضيتين مترابطتين في التاريخ العراقي الحديث . يمكنني الاشارة الى جميع الفصول التي اوجدت ترابطاً دراسياً بخطوطٍ تاريخيةٍ موحدة . معنى هذا ان الكتاب والكاتب قدما المؤثر والرائع والجميل عن يهود العراق مما اتاح للقارئ ، العراقي والعربي، ان يهتدي الى جميع متصلات القضية اليهودية في العراق على صفحات كتاب واحد محمل بالقيم العقلانية العميقة لتكون مستودعاً مهما يمكن استغلاله في دراسات مستقبلية .

من يتتبع فصول الكتاب يجد الباحث متابعاً دقيقاً في نظريته للتعمق في التاريخ السياسي العراقي الحديث بسلبياته وإيجابيات بعضه ، مصراً على الاستعانة بأساليب (الحداثة السردية) في البحث برؤية شاملة لكل حضارات شعوب وادي الرافدين والتوفيق بين الرؤية الماركسية في التحليل والمنهج العلمي في تصنيف التراث والصياغة الممتعة لأفاق الوقائع السياسية والتاريخية لحركة وانفتاح واندماج يهود العراق على دنيا حياتهم وثقافتهم الاجتماعية مع جميع مواطني العراق في مختلف العصور. وجدت الحداثة السردية السياسية – التاريخية في هذا البحث قد قامت على اساس اظهار العلاقة القائمة بين (النزعة العقلية) و(روح العلم ) و(عناصر البحث الحر) حتى توصل في بعض صفحات الكتاب ان يضع اشارات تتعلق بإحدى حقائق التاريخ النضالي في العراق حيث تم اعدام اثنين من اليهود هما (يهودا صديق و ساسون دلال) من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي يستحقان ان يكونا في قائمة شهدائه .

رغم وجود كثير من حالاتٍ اختفت فيها وسائل حريتهم الوطنية البسيطة وظهرت وسائل تقييد حياتهم ،خاصة بعد حوادث الفرهود عام 1941 التي اوجدت ظروفاً جديدة ، قاسية وصعبة، اجبرت اليهود العراقيين، على النظر الى بقاء عيش مائة وعشرين ألفاً منهم ، ومواجهة الاجابة الفورية السريعة على اسئلة البقاء في الوطن الأم أو القبول بدعوات الهجرة الى دويلة اسرائيل بعد صيرورتها قوة استقبال جاذبة في ذات الوقت الذي اصبح فيه الوطن العراقي قوة استبدادية طاردة .

انها قضية كبيرة من نوع القضايا ذات الاشكالية الاجتماعية المعقدة لأكثر من مائة ألف يهودي عراقي تابع الدكتور كاظم حبيب تفاصيلها الشاملة ، العامة والخاصة، بالبحث بما هو ابعد واوسع من خلال تعمقه ، أفقياً وعمودياً في جميع مفاصل التراث الوطني العراقي وكشف جميع مواطن الخطأ الفادح، الذي تورطت فيه السياسة العرقية للدولة العراقية آنذاك بما تمليه السيطرة الاستعمارية (من أعلى ) وبما تسوغ له التيارات والاحزاب القومية المتطرفة (من اسفل) أي من الشارع ، مما اجبر غالبية اليهود على الهجرة السريعة الشاملة في بداية خمسينات القرن الماضي ، ثم هجرة البقية الضئيلة الباقية بعد اعتقالات واعدامات النظام الصدامي بعد عام 1968  لعدد من الشخصيات التجارية اليهودية وغيرها من التجار الذين اتهموا بعلاقات مع الصهيونية واسرائيل.

انطلق مؤلف كتاب يهود العراق من جملة اعتبارات سياسية واجتماعية في الميدان السردي اعتماداً على اسلوب من (المناظرة) و(الحوار) استطاع به أن يخلق علاقة ديالكتيكية مع القراء. ربما كان يمكن تحقيق قراءة تداولية وحوار اوسع لو اعتمد على وسائل حوار مناسبة مع شخصيات اسلامية عراقية من الذين حملوا وجهات نظر شخصية حول تهجير يهود العراق. ان الاجتهاد في تجديد النظرة الفعلية حول الخصائص السياسيةالعنصرية في عملية التهجير امر يساعد حتما في الابتعاد عن اساليب الانتقاء في الحوار الديمقراطي الاصيل، كما يساعد على بناء نظرية وطنية في (الجدل) و(المناظرة) و(علم السياسة) وهي أمور معروفة أصلاً في جميع كتابات ومجادلات الدكتور كاظم حبيب في مقالاته وكتبه .

لم يكتف كاظم حبيب بكل ذلك، بل ناقش موضوعات عديدة اخرى ذات اشكالية في قضية يهود العراق، مثل المواقف السياسية للنظام الملكي من يهود العراق في الفصل العاشر كما ناقش موقف القوى القومية العربية من يهود العراق في الفصل الحادي عشر.

ختاماً لا بد من القول أن (الحداثة السردية) في الوقائع السياسية المعقدة أمر ليس سهلا على اي كاتب لا سيما حين يكون هدف الكاتب كشف (العدالة) بكل تفاصيلها المتعلقة اساساً بقضيةٍ متبوعة بأهدافٍ استعمارية – صهيونية كانت وما زالت تشكل جزءا من التدخل الاجتماعي والسياسي الاجنبي في شؤون منطقة الشرق الاوسط، التي عانت شعوبها ، وما زالت تعاني، من حروبٍ صنعتها قرارات وتدخلات القوى الاجنبية، ذات الطبيعة الاستعمارية ، التي انتجتْ اشكاليات متعددة الانواع داخل ميدان العدالة الدولية وقد جاء كتاب (يهود العراق والمواطنة المنتزعة ) حاملاً صياغة ذات رؤى تحريرية وذات افاق أخلاقية تنويرية ، تحدث الدكتور كاظم حبيب ، بها وعنها، بجدارةٍ من داخل هذه الرؤى المفصلة في كتابه الجديد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 19 – 9

(يهود العراق والمواطنة المنتزعة ) للدكتوركاظم حبيب










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7205 ثانية