تقول الطفلة العراقية "مريم" التي هزت كلماتها ضمير العالم ":
"المسيح قال لنا لاتخافوا أنا معكم ....ليس مهما من يكرهكم ، عليكم أن تغفروا لهم ....يسوع هو أبي وخالقي ....ليس عندي من هو افضل منه ....عندما أخرجتنا داعش من بيوتنا كانت يده (اي يديسوع) معنا وخلَّصنا ...قصة قيامة المسيح يمكنها منحنا الرجاء ....أصلّي من أجل السلام ومسامحة داعش "
راجع الموقع التالي:
https://www.facebook.com/CWNArabic/videos/vb.872976462790371/883946085026742/?type=2&theater
هذه الكلمات النابعة من قلب الطفلة مريم :
يصعب على العالم ان يستوعبها ويفهمها ويقبلها ،لأنها لغة السماء وهي كلمات غريبة عن هذا العالم.
يصعب على الأنسان الذي لم يعرف المسيح ،ان يغفر لأعدائه ، وان يصلي من اجلهم ويسامحهم
يصعب على اللذين يعيشون في بيوت فارهة ، ان يفهموا او يشعروا بمعاناة اللاجئين والمشردين والهاربين من جحيم الحروب ، حيث العيش في مخيمات تفتقد الى ابسط شروط الحياة الأنسانية ، وحيث يتعرضون الى قساوة الضروف الطبيعية والمعانات النفسية والجسدية.
يصعب على ساسة الدول وقادة الحروب المتاجرين بسلاح الموت ان يفهموا أو يستوعبوا حجم الماسات والآلام التي يتحملون مسؤليتها بارتكابهم جرائم الحرب بحق الأنسانية وخاصة بحق الأطفال الأبرياء .
يصعب على هؤلاء المتاجرين بدماء البشرية والذين فقدوا انسانيتهم ومات ضميرهم ان يدركوا ماذا يعني لهم اطفال فقدوا أُمهاتهم وآبائهم وحُرِّموا من الحنان والحب ، بسبب الحروب التي اشعلوها والتي تحرق اليابس والأخضر وتنشر الدمار والخراب والموت .
وهاهي الطفلة العراقية مريم تعلم البشرية دروسا وعبر .فمن خلال بعض الكمات البسيطة، لقنتنا دروسا عظيمة في الحكمة والفهم والخبرة لايستطيع احكم حكماء واعظم الفلاسفة في هذا العالم ان يستوعبها او يفهمها ، لأنها كلمات نابعة من الروح القدس ، كما تقول هي نفسها للشخص الذي عمل اللقاء معها عبر احد القنواة الفضائية ، اذ تقول لهذا الشخص: " الكلمات التي اتكلمها معك ليست عشوائية انها اتية من الروح القدس ...الروح القدس اعطاني الكلمات لأقولها لك ".
قصة الطفلة مريم الهمت العالم وعلمته دروسا في الأنسانية وعِبَر عن التسامح وحِكم عن معنى السلام في قلب الماسات ، وفهم لمعنى الرجاء في القيامة ، وكيفية الأنتصار على الحقد والكراهية والموت ، بالمحبة والغفران .
مريم كشفت مدى جهل الحكماء والعلماء والساسة ، وعلمتهم مدى احتياجهم الى دروس في التسامح والغفران ، من خلال النور الذي فيها كشفت مريم مدى الظلام الذي يعيشون فيه ومقدار فقرهم وعريهم وجهلهم بسبب انانيتهم .
الطفلة مريم علّمت - من يدّعون امتلاكهم العلم والمعرفة والفهم- انَّ صناعة السلام وحب الحياة أقوى من صناعة الموت وكراهية الحياة .
مريم كشفت حقيقة هذا العالم الزائل ، الذي يدَّعي بانَّه يمتلك العلم والمعرفة والتكنولوجيا ولا يحتاج الى الله ، فاذا به عالم خاوي وخالي من الرحمة والمحبة والعدالة والسلام.
الطفلة مريم ، هُجِّرت وشُرِّدت فتركت كل شيء خلفها ، أرض ابائها واجدادها، بيتها ، كنيستها ، لعبها ، ذكريات طفولتها ، أصدقائها وأحبائها، ولكنها لم تتخلى عن ثلاثة اشياء منحها لها الرب يسوع المسيح وهي: ايمانها ورجائها ومحبتها ،بها استطاعت ان تنتصر على الموت والحقد والكراهية .
ايمان الطفلة مريم نابع من كلمات ربنا يسوع المسيح ، عندما يقول للمؤمنين به :"قلتُ هذا كُلُّه ليكون لكم سلام بي . ستعانون الشدة في هذا العالم ، فتشجعوا أنا غَلَبتُ العالم "يوحنا 16 :33 "
مريم كشفت عن مدى فقرنا وعرينا وجهلنا ، لأننا لازلنا نعيش في زمن قانون الغابة ونتاجربدماء اخوتنا في الأنسانية .
مريم علمت البشرية انَّها لم ترتقي الى فهم الحياة الأفضل التي جاء بها ربنا يسوع المسيح ليمنحها للمؤمنين به.
مريم استطاعت ايقاض ضمائر الكثيرين وهزت مشاعر الملايين ليشعروا بالخجل والعار بسبب سكوتهم عن ماسات الناس المتالمين والمهجرين والمتشردين والمحطمين نفسيا وروحيا .
صدق ربنا يسوع المسيح عندما يقول :
"ان كُتم لاتتغيَّرون وتصيرون مثل ألأطفال ، فلن تدخلوا ملكوت السماوات " متى 18 : 3"
هناك من يثورون ضد الله وشعبه ، ويشرعون في تكوّين امبراطورياتهم ، ولكن الله في الأعالي يضحك ، لأنَّ كُلِّ مالهم من قوة انما هي منه ويستطيع أن يحرِّرهم منها ، فيجب علينا ألا نخشى تبجحات الطغاة، لأنَّهم في يدي الله ." قال الجاهل في قلبه لا اله .....الرب من السمّاء يُشرف على البشر ليرى هل من عاقل يطلُبُ الله. !!!!!!)
نعم هذه الطفلة الصغيرة استطاعت ان تكشف القناع عن مدى جهلنا ومدى استهتارنا بالقيم السماوية وسحقنا واستعبادنا لأخوتنا في الأنسانية
فهل هناك من يخجل ويبكي ويراجع نفسه ويتوب ويبوح بمدى صغره وضعفه أمام الله ؟
تعلموا ايها المساكين من هذه الطفلة
وراجعوا افكاركم الشريرة
وارجعوا الى حقيقة كونكم من التراب وسوف ترجعون الى التراب
ولايوجد طريق امامكم الا طريق الحق والحياة وهو يسوع المسيح
الذي علّمنا
انّ نغفر في قمة ألأساءة الينا
وان يكون لنا الرجاء في قمة اليأس
ونحمل نور المسيح حيثما هناك الظلام الدامس
ونسامح الآخرين حيثما هناك الطعن والغدر
ونتواضع حينما يتكبر علينا الأعداء
ونصلي من اجل الذين يسيؤون الينا
ونبتسم حيثما هناك الأستهزاء
ونفرح في كل الضروف والمحن
ونعيش في سلام حيثما تقرع طبول الحرب
ونُغني الآخرين ونحن فقراء لاشيء لنا
ونكون صادقين وامناء في وسط هذا العالم المليء بالأكاذيب والخيانات
ونشكر ونسبح ربنا يسوع المسيح في كل حين " أحمدك أيها الآب ، رب السماء والأرض ، لأنك اظهرت للبسطاء ما اخفيته عن الحكماء والفهماء "لوقا 10:21"