------
كل المعطيات والدلائل والمؤشرات تؤكد ان رئاسة وحكومة اقليم كوردستان العراق
ماضيتان وعازمتان اكثر من اي وقت مضى على اجراء استفتاء شعبي غير ملزم في الاقليم
لحق تقرير مصير الشعب الكوردي في العراق لاستحالة استمرار التعايش والعمل مع بغداد
تحت مظلة الفيدرالية لفقدان الثقة وتفاقم وتعقيد الخلافات والمشاكل المتراكمة
والمؤجلة حيث في بيان مهم للرئيس مسعود البرزاني صدر بتاريخ 3 - 2 - 2016 انتقد
فيه بعض الاطراف الكوردستانية والاقليمية والدولية التي لا تؤيد اجراء الاستفتاء
الشعبي لحق تقرير المصير للكورد للاطلاع الرابط ادناه وهنا بداية لا بد من القول
ان مشروع حلم إقامة دولة قومية كردية في اقليم كوردستان العراق اولا وليمتد
مستقبلا الى الكورد الموزعين بين (العراق وإيران وتركيا وسوريا) لاقامة (دولة
كوردستان الكبرى) ثانيا.
وهذا الحلم القديم رافق الكورد في الدول الاربعة اعلاه ودغدغ مشاعرهم القومية بعمق منذ رسم الخرائط الجغرافية والسياسية لمنطقة الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الأولى خاصة اذا علمنا ان حق تقرير المصير للشعوب ومنها الكورد في ادارة شؤونهم بأنفسهم واختيار نظامهم السياسي ومستقبله اختيارا حرا وديمقراطيا مشروعا عبر صناديق الاقتراع او بالنضال والقوة اقرته احكام ومبادىء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة دون تحديد الوسائل للوصول اليه لان هذا الحق يمثل ارادة الشعوب وحقها الانساني والسياسي والدستوري لكنه محفوف بالمخاطر والصعوبات والتحديات وثمة العديد من الاستفسارات والتساءلات المشروعة تطرح نفسها في هذا السياق وفي مقدمتها .
ما هو مصير ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الاقليم بعد قيام الدولة الكوردية ؟ وما هو الموقف الجديد من مسألة حقوقنا القومية والوطنية والدينية والتاريخية المشروعة فيها ؟ في حالة ضم اراضي منطقة سهل نينوى الى اقليم كوردستان بعد التحرير ما هو الموقف بصددها ؟ وماذا لو رغب شعبنا الاستقلال في ارضه التاريخية في سهل نينوى ؟ ورفض الانتماء للدولة الكوردية ؟ ما هو مستقبل مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في الدولة الكوردية ؟ ما هو مستقبل مشروع استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى في حالة ضمه الى الاقليم ؟ ما هي الضمانات الكفيلة لتثبيت حرياتنا وحقوقنا المشروعة كاملة في دستور الدولة الكوردية ؟ في ظل تعاظم المد الاسلامي والتعصب القومي الكوردي في الاقليم ؟ وهل يتخوف شعبنا من المستقبل ؟ ما هي العوامل والاسباب لطرح مشروع الدولة الكوردية بقوة في هذا التوقيت ؟ وغيرها من التساءلات وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي وبعض الاجابات عن الاسئلة اعلاه :
1 - معاهدة سيفر في فرنسا 1920 اقرت كيان مستقل (وطن) لشعبنا وللكورد والارمن
واليهود ولكن !!
----
من المعروف تاريخيا ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي قبل الحرب
العالمية الاولى 1914 كان يعيش ضمن الامبراطورية العثمانية في (العراق وسوريا
وتركيا ولبنان) وكذلك في إيران وكانوا يتمركزون في ولايات (الموصل وهكاري وأرضروم
ووان وأورميا والجزيرة السورية وغيرها) وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى تم
تقسيم اراضي الامبراطورية العثمانية بموجب اتفاقية (سايكس- بيكو) السرية عام
(1916) بما يتوافق مع مصالح الدول المنتصرة (روسيا وفرنسا وبريطانيا) حيث تم تقسيم
تركة الامبراطورية العثمانية في عالمنا المشرقي الى عدة دول لذلك كان من الطبيعي
أن تتفاعل قضية حقوق شعبنا (الحليف الصغير) وكذلك قضية الاكراد مع تطور الأحداث
المتسارعة في شمال العراق وجنوب شرق تركيا وأن تصبح قضية وحقوق شعبنا والكورد
لاحقاً ضحية التسويات والخيانة بين العراق وبريطانيا وتركيا .
وهنا لا بد من الاشارة الى ان بنود معاهدة سيفر في فرنسا عام 1920 كانت فرصة ذهبية (لشعبنا والكورد والارمن واليهود) حيث اقرت هذه المعاهدة بشكل واضح وصريح الكيان المستقل الامن (الوطن) لشعبنا على ارضه التاريخية وكذلك للكورد واليهود والارمن لكن بسبب الضغوطات التركية وسياسة البريطانيين القذرة وخيانتهم الموثقة لشعبنا وللكورد سرعان ما تم استبدال معاهدة سيفر بمعاهدة جديدة هي (معاهدة لوزان) في سوسيرا عام 1924 سيئة الصيت والسمعة والتي قسمت كوردستان الى الدول الاربعة (العراق وتركيا وايران وسوريا) واعترفت بالحق (اليهودي والارمني) في اعلان كيانهما الوطني ودولتهم المستقلة .
واعتبرت (شعبنا والكورد) من الاقليات الصغيرة !! يمكن حل مشاكلهم في دولهم ما شالله على هذه العبقرية !! اي ان المعاهدة تخلت عنهم بوضوح في محاولة لمسخ والغاء هويتهم وخصوصيتهم القومية والتاريخية وهذا الانكار الدولي المتعمد لحقوق شعبنا وحقوق الكورد في حينها يضع الامم المتحدة والمجتمع الدولي وحكومة اقليم كوردستان ونحن في القرن 21 امام مسؤولياتها التاريخية والاخلاقية بخصوص حقوق شعبنا المشروعة حيث تعرض شعبنا الى المجازر والويلات والمذابح والتهجير والظلم والاضطهاد من اطراف مختلفة دوليا واقليميا ومحليا ومنذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم لثنيه عن المطالبة بحقوقه واقامة كيانه المستقل على ارضه التاريخية واليوم اجد من الضروري جدا تجديد هذه المطالبة التاريخية والقانونية المشروعة من قبل شعبنا وتنظيماته ومؤسساته في الوطن والمهاجر في ظل الظروف العصيبة المحيقة بشعبنا ومستقبله اولا بجعل منطقة سهل نينوى منطقة بعد التحرير امنة بحماية دولية ومن ثم ثانيا تأسيس دولة لشعبنا في جزء من ارضنا التاريخية في سهل نينوى وبعض اجزاء اقليم كوردستان انه حق مشروع وطبيعي وليس منه او شفقة من احد لاننا اصحاب الارض والدار منذ فجر التاريخ لان اتفاقية (سيفر - فرنسا 1920) ثبتت هذا الحق لشعبنا وللاخوة الكورد حيث الاخوة الكورد يطالبون بهذا الحق اليس من حقنا ان نطالب نحن ايضا ؟!!
2 - ما هي العوامل والاسباب لطرح مشروع الدولة الكوردية بقوة في هذا التوقيت ؟
-------
أ - كما هو معروف أن إقليم كردستان العراق استطاع السيطرة عسكريا على اغلب
المناطق المتنازع عليها بين بغداد والاقليم بعد هجمات داعش الارهابية عام 2014 وفي
مقدمتها محافظة كركوك الغنية بالنفط والغاز لتأمين الموارده المالية للدولة
الكوردية وكذلك سيطر على بعض المناطق المتنازع عليها في محافظات ديالى وصلاح الدين
ونينوى ومنها بعض اراضي شعبنا في منطقة سهل نينوى ومن المؤكد ان هذه السيطرة
العسكرية والامنية للمناطق المتنازع عليها سوف ترسم الحدود الجغرافية للدولة
الكوردية وتؤمن له الموارد المالية للدولة الجديدة للاستغناء عن بغداد .
ب - نجاح القيادة الكوردية الرسمية بأقامة علاقات دولية متوازنة وفعالة وحيوية ومهمة مع امريكا واوربا واستراليا وكندا وكذلك نجحت في ارساء علاقات متوازنة مع الدول الاقليمية وفي مقدمتها تركيا والسعودية والاردن وبعض دول الخليج العربي والى حدود معينة مع ايران بذلك اصبح الاقليم لاعبا ودورا مهما في العراق والمنطقة الاقليمية والسياسة الدولية علما ان للاقليم علاقات متميزة وممتازة مع الكورد في سوريا وتركيا وايران وهذا عامل اضافي لتحقيق الهدف.
ج - اليوم اصبح الاكراد في العراق وسوريا وتركيا قوة معتمدة وحلفاء استراتيجيين واساسيين لامريكا والتحالف الدولي في التصدي لدحر تنظيم داعش الارهابي واخواته لان قوات البيشمركة في سوريا والعراق اثبتوا جدارتهم واخلاصهم وتفانيهم في المعركة ضد داعش وقدموا قوافل من الشهداء وتجربة معركتي مدينتي (الكوباني - عين العرب في سوريا) و (سنجار - في العراق) نموذجا يجسد هذه القدرة والجدارة في المعركة وهنا لا بد الاشارة ان اكثر من مسؤول عسكري امريكي وفي التحالف اكدوا ان استكمال معركة تحرير منطقة سهل نينوى ومدينة الموصل لا يمكن ان تتم بكفاءة ونجاح الا بمشاركة فعالة وقوية لقوات البيشمركة فيها .
انتهى الجزء الاول
http://www.presidency.krd/arabic/articledisplay.aspx?id=Xy/GN2Lj04g=
antwanprince@yahoo.com