القاصي والداني يعلم الدور السعودي في الإرهاب العالمي ، فهي البؤرة التي إنطلق منها الفكرالوهابي السلفي المستند إلى أدبيات سيد قطب وحسن البنا وفتاوى الأئمة السعوديون وهو التوأم الخارج من رحم الإخوان المسلمين المصري ، ومنها إنبثقت القاعدة ومؤسسها السعودي أسامة بن لادن ، وما جرى في أفغانستان في محاربة السوفيت بالمال السعودي والسلاح الأمريكي بات معروفا ً ، وبعد أن إشتد عود حركة طالبان ، قامت بضرب برج التجارة في نيويورك وراح ضحيتها قرابة ثلاثة الآف إنسان ومن مجموع تسعة عشر إرهابيا ً كان سبعة عشر منهم سعوديون، وأما في العراق فحدث ولا حرج فالسجون العراقية مليئة بالسعوديين ، ويأتون في الدرجة الثانية من حيث العدد بعد العراقيين من الإرهابين والإنتحاريين ، ولا زال العراق يقتل بين الحين والآخر أو يلقي القبض على إرهابيين سعوديين ، وأما في سوريا فبالمال السعودي والقطري ، تدفّق المال والسلاح للإرهابيين وكذلك سفر السعوديون إلى سوريا للقتال ضمن منظمة داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها من المنظمات الإرهابية وهم بالالاف ، ناهيك عن الأموال التي تتدفق إلى المدارس الدينية في مختلف أنحاء العالم التي تنشر الفكر التكفيري الوهابي السلفي ، الذي لا يقبل الآخر المختلف دينيا ً ومذهبيا ً وعقائديا ً ، وهذه المدارس هي كالمفقسات التي تفرّخ خلايا إرهابية وهي كالقنابل الراجلة الموقوتة التي تهدد مختلف بلدان العالم ، وما جرى في سوريا هي مأساة إنسانية قلّ مثيلها في التاريخ ، والسبب المال السعودي والقطري من جهة ودكتاتورية بشار الأسد ودموية حزب البعث الحاكم من الجهة الأخرى ، وما يجري في العالم من سوريا والعراق واليمن وليبيا ونجيريا ممثلة في بوكو حرام وأفغانستان وحتى أوروبا وما حدث في فرنسا وبريطانيا وأميركا وبلجيكا وهولندا والسويد وروسيا ... الخ خير دليل ، والعالم بأسره قلق ومتوتروغير آمن من شرالأرهاب .
ومما يثير الضحك والدهشة إعلان السعودية إستعدادها للتدخل في سوريا عسكريا ًلمحاربة داعش كما تدّعي ،في الوقت الذي هي غارقة في المستنقع اليمني والحرب الضروس الدائرة هناك . وهذا الموقف ما هو إلا للتمويه وحرف الأنظار للدور القذر الذي لعبته في المنطقة والعالم . وهذا يتماشى مع المثل الشعبي القائل: ( يقتل القتيل ويمشي بجنازته ) .
فالقضاء على الإرهاب ليس بالعمل العسكري فقط ، بل الأهم هو تنقيح وتبديل المناهج الدراسية من كل ما يبث الكراهية والحقد وعدم قبول الآخر، ولما كانت السعودية هي المنبع الرئيسي ، والمنظمات الإرهابية التي أقلقت مضاجع العالم بأسره ، ما هي إلا محصلة إنتاج سعودي ومن لفّ لفها من دول الخليج ، ومئات الألاف من الأرواح البريئة التي أزهقت يتحملها صانعي الإرهاب ومموليه وداعميه مثل تركيا التي فتحت حدودها لدخول الإرهابيين مقابل النفط المهرّب من سوريا والعراق فباعت السلاح بثمن باهض مقابل النفط الرخيص ، ولا تزال الحاضنة للإخوان الهاربين من مصر والدول الأخرى .
ولكن سياتي اليوم الذي ينقلب السحر على الساحر ، وهذا اليوم ليس ببعيد .