رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      سنتكوم: الولايات المتحدة لم تشن ضربات جوية في العراق      الكونغرس الأمريكي يوافق على تمديد برنامج التنصت على مواطني دول أخرى      هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟      بوكيتينو وغوارديولا.. حديث عن "تعويذة تشلسي" يشعل الأجواء      البابا يستقبل أعضاء "الشبكة الوطنية لمدارس السلام"      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب
| مشاهدات : 899 | مشاركات: 0 | 2016-05-01 10:07:48 |

رثاء إلى أمي... جميلة توما بطرس السناطي

منصور سناطي

 

فكرت بعمق منذ نعومة اظافري بفلسفة الموت ، لماذا نموت في نهاية المطاف ؟ وكانت والدتي خير معين لي ، فشرحت ببساطة إن الإنسان كالعشب او الزرع ، ينبت  ويثمر ثم يشيخ وييبس ويموت في الشتاء لينبت ثانية في الربيع ، وهكذا دواليك ، فلم يقنعني الجواب ، وبدأت أقرأ الكتب الفلسفية والعلمية لعلني أجد ضالتي ، فلم أجد جواباً مقنعاً لهواجسي ، من أنا؟ كيف أتيت ، ولماذا؟ إلى إين أنا ذاهب بعد الممات؟ وهل أنا وهمُ أم حقيقة ؟ وفي يوم من الأيام  حكت لي حكاية لا أدري إنها حقيقة أم أسطورة أم من إبتكارالبشر ، فقالت : كان هناك ملك له إبن وحيد مدلل يأمر وينهي مثلما يشاء ، وفي احد الأيام وهو مع مرافقيه رأى نعشاً محمولاً على الأكتاف يسيرون به إلى المقابر إلى مثواه الأخير ، فقال لمرافقيه : ما هذا ؟ فلما شرحوا له الأمر الصادم ، إنزوى عن مباهج العالم الزائف ، واصبح ناسكاً يتعبد الله في إحد الكهوف ، تاركاً مباهج العالم وكنوز أبيه وملكه ، قائلاً ما دام هناك مثل هذه النهاية ، فما جدوى الجاه والمال والسلطان ، عندها تأملت في هذا العالم وقلت في نفسي : لم يتوصل لا الفلاسفة ولا العلماء إلى جوهر الحقيقة القاطعة المقنعة.

و ما دام هذا مصير كل البشر وكل كائن حي ، فلماذا أنا أقلق ، وما دام عدل الله لكل نفس حية عليها أن تموت يوماً ، ولم يستثنِ أحداً ، وهذا يعني ببساطة شديدة ، أن عدل الله تحقق بكل حرفية ، فأنا لست افضل من كل هذه الملايين بل المليارات التي عاشت على هذه الأرض طالت المدة أم قصرت  كلها رحلت ، ولم يبقى منها إلا الذكرى  .

فيا أمي العزيزة الغالية ، ها قد رحلت ولم يبقى منك إلا ذكراك العطرة ، وسوف لن ننساك ما دام فينا دم يسري وشريان ينبض ، فأنت كنت تعملين ليلاً ونهاراً لأجل راحتنا ، وتخدميننا بكل محبة جوارحك مجاناً دون مقابل ، فالوفاء لذكراك لا يمكن لكل كنوز الأرض أن تفي وتقدر تلك المحبة وذلك التفاني ، فهي كالأثار التي يحتفظ بها العالم والتي لا تقدر بثمن ، لذلك نحتفظ بذكراك ، عسى الله أن يغفر لنا ما فعلنا من تباطئء او تقصير بقصد او بغير قصد .

ولم يبقى لنا إلا أن نقول ، رغم العمر المديد الذي عشتيه معنا ، إنه كان حلماً جميلا ً ، ولكن عندما أفقنا رأينا إنه كان سراباً تلاشى بشبح الموت ، الذي لا مفرّ منه ، ومهما قلنا وكنا مؤمنين بحكمة الله فكان رحيلك المفاجئء صدمة كبيرة لنا ، فطوبى لمن رحل وترك أثراً طيباً في نفوس الآخرين ، وأنت يا أمي كلماتك وإبتسامتك البريئة أمام ناظرينا ،وخيالك في كل زاوية وركن ، وسنتذكرك كلما أشرقت الشمس ، وكلما غابت وراء الأفق ، وسنراك في كل إبتسامة طفل أو خرير الماء ، وزقزقة  العصافير والحان البلابل ، وكل شيئ جميل خلاّب ، ولكن هذا يكفي ؟ ونطلب لكل من يقرأ هذا الرثاء ونرجوه أن يطلب لك ملكوت السماوات، ولكل الأمهات في العالم على قيد الحياة او على رجاء القيامة ، ونؤمن كمسيحيين إن لنا أمل في رجاء القيامة  في أخر المشوار ، وهذا هو عزائنا العظيم .

          










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5919 ثانية