اخواني الاعزاء
في الوطن الأم الحزين وبلدان الاغتراب
تحياتي لكم أينما كُنتُم
لقد كتبت هذه المقالة ونحن الاشوريين نمر بظروف صعبة واوقاتاً ليست سهلة عموماً في العراق كله وفي مناطق توجدنا التاريخية في بلد النهرين .
وما يحصل في سهل نالا ( نهلة ) وكما تعلمت أن اسميها وسمعتها من جدي الذي أقام وعاش وتربي فيها مع رفاقه ابناء قوميته الاشورية حيث كان يسميها ... نالا .
وكان يقول احلى مكان لي في الدنيا للعيش والإقامة وتدخين سيجارة والتمتع بمنظر جميل هو جبال وسهل وخضرة نالا وعذوبة ماء نهر غزالي الذي يجري في أراضيها وسهولها الخلابة الجميلة وهنا اشكر الرب أنني عشت فيها فترة وتعرفت على حياتهم البسيطة الطيبة وتعرفت على قراها وشربت وأُكلت مع أبناءها الطيبين الفلاحين والمثقفين وكانت حواراتنا في جلستنا الليلة عن حياتهم البسيطة وعن اطماع الأكراد الذين ينافسوهم على الارض وعلى المراعي وعلى الماء ويحاولون استغلال كل فرصة للنيل منهم .
كان المرحوم المختار زيا كيوركيس ابو هرمز وهو من ابناء عمومة ابي مختار قرية كشكاوا الاشورية التي تسكنها عشيرتي المنيانش خير رجل وخير انسان حاول العمر كله ان يحافظ على الأمان والاستقرار في قريتنا الجميلة الوديعة التي يسكنها الاشوريين .
كان مقاتل شجاع ولا يخاف ولا يتردد من موجهة الأكراد والنظام البائد وكان هو صِمَام الأمان والمحاور وسياسي محترم استطاع هو وبقية مختارين و شيوخ العشائر الاشورية في قرى وادي نهلة المحافظة على علاقات ودية مع الأحزاب الكردية ومع العشائر الكردية القريبة .
وكان عندما يزورنا في بغداد يتكلم مع المرحوم ابي او جدي ونحن نسمع منه وكان جدي يسألوه عن احوال الأهل والأقارب وعن مشاكل المنطقة وهو كان يتكلم بقلباً مفجوع ومكسور عن الأكراد عموماً وخاصة عشيرة الزيباري والتي كان لنا تاريخ مرير معهم حيث كان يعتدون ويتطاولون ويتقربون من أملاكنا واراضينا ومواشينا ومراكبنا ومراعينا ومياهنا . ولهذا أصبحت حوادث مؤسفة وتقاتلنا معهم وسقط ضحايا من الطرفين .
وكان يتحدث كيف انهم في الستينيات تحالفوا مع عشيرة البرزاني بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني الذين كانوا يمرون بظروف صعبة ويبحثون عن مكان أمين بسب قيام الملا مصطفى بثورة ضد الحكومة العراقية التي خانت كل الوعود وأضطهدت الأكراد والاشوريين .
وكان الاشوريين اول من ساند وساعد واشترك مع المرحوم المُلا مصطفى والد السيد مسعود .
ولان الآشوريين ثوار ويعرفون كيفية القتال اصطفوا معه وحاربوا معه ووقفوا معه وحموه عندما جاء واستقر في وادي نهلة وقدموا ضحايا في سبيل حمايته وأفراد عائلته عشيرته .
ولكن هذا لم يروق لعشيرة الزيباري أن يستقر البرزانيين وينافسوهم على المنطقة .
والتاريخ فيه قصص مكتوبة للرجال الاشوريين الذين سقطوا دفاعاً عن أراضيهم وحماية زائريهم او من يكون في حمايتهم .
فالآشوري يحمي الجار والصديق ولا ينسى من يقدم خدمه له او يقف معه في وقت الشدة عسى أن يتذكر ويتفهم ويقبل من هو في السلطة اليوم ويعترف لنا بمكانتنا وتاريخنا وخصوصيتنا في اي مكان يتوجد فيه الاشوريين .
ونقول هنا لجيراننا الأكراد اننا لسنا أعداء لكم ولا يمكن أن نكون ولا نقبل ان نكون ولا نبحث عن مشاكل ولا نرغب فيها ولكن انها الحقيقة المرّة ونحن في انتظار ان تنصرونا وتنصفونا مثلما عمل أجدادنا وشيوخ عشائرنا عندما استقبلوكم واحترموكم واستظافوكم في اراضينا .
تقبلوا تحياتي
جان يلدا خوشابا