الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي
| مشاهدات : 1073 | مشاركات: 0 | 2016-05-03 09:54:15 |

أُوربا تنتحر بإنسانيتها.....

بشار جرجيس حبش

 

 

 قد لا يختلف إثنان في تعريف الإنسان على أنه كائن يمتلك العقل الذي يؤهله لإتخاذ القرارات والتعامل بمنطق يكون به نافعاً للمجتمع ويساهم في بنائه و تطوره و يمتلك العاطفة التي تملئه بالمشاعر والأحاسيس التي تمكنه من بناء العلاقات و تمنحه القدرة على التواصل مع المحيطين به و قد لا يختلف إثنان أيضاً في تعريف الإنسانية التي هي وجهات النظر الفلسفية والأخلاقية و القيم العليا و المبادئ الراقية و القوانيين العادلة التي بمجملها تُركِز على قيمة وكفاءة الإنسان و تهدف الى بناءِه و إنماءِه ، ولكن تختلف أوجه تطبيقها و كيفية تحقيقها و من يستحق التعامل معه وفق قيمها و مبادئها و قوانينها بما تمنحه من إمتيازات و حقوق فالإنسانية ليست فقط جَسدٌ  بشري منظورة بل هي أعمق من ذلك حيث يتحكم بها ضمير حي و روح منبعها الحب و السلام. و من تَجَرَدَ منها يصبح مجرد كائن ناطق بهيئة إنسان لا يَصُح بأَي شَكل من الأَشكال أَن يوصف بأَنه إنسان و يستحق التعامل معه إنسانياً....

فليس من الأخلاق و المبادئ و القوانين الإنسانية أَن تحافظ على حياة من إنتزع حياة العشرات والمئات عامداً مُتعمِداً بسبب عقيدة يؤمن بها أو فكر يتبناه . و ليست الإنسانية أن تمنح الحرية لمن يسئ إستخدامها أو لمن يُقَيِدَ الآخرين بسلاسل عُنجُهِيَته و دِكتاتوريته أَو أَن تمنح الحقوق لمن حرم الآخرين حقوقهم وليست الإنسانية أَن تَهِبَ أحدهم ما يَحرِمُكَ منه عندما يَسود و يستأسِدُ عليك ، وليست الإنسانية أن تمنح فرصة أخرى لمن حرم الآخرين من فرصتهم .

و لكن أوربا التي أدمنت الأفكار الإنسانية حتى أصبحت وِبالاً عليها حيث كانت البداية مع تعرضها لموجات هجرة مُخَطَطٍ لها بدعم سعودي و تواطئ حكومي فرنسي في بدايات سبعينات القرن الماضي .. حينها راهنت أوربا بشكل جدي على سياسات و برامج الإندماج التي هيأَتها للمهاجرين الجُدد في المجتمع الفرنسي خاصة و الأوربي عامة متأملتً تحقيق المكاسب الإقتصادية ربما بتوفير أيادي عاملة رخيصة و لأجل ذلك قدمت الكثير و  غَضت البَصر عمداً عن بدايات صراعات و تناقضات فكرية و ثقافية بين القادمين الجدد و ثقافة المجتمع الأوربي و فكره و تراثه و تقاليده و رغم ذلك تساهلت الحكومات الأوربية الى أَبعد الحدود مع ما كانت تقوم به منظمات و مؤسسات و جمعيات إسلامية ببناء الجوامع والمدارس الدينية و نشرها لأفكار متطرفة ترفض الثقافة الأوربية و تحاول فرض ثقافتها على المجتمع الأوربي و التي بالنتيجة أَفشلت سياسات إندماج المهاجرين وجعلتهم على العكس من ذلك مجاميع معزولة في مجتمعات مغلقة تنتج أجيلاً من الحاقدين و الكارهين للمجتمعات الأوربية وتقاليدها وثقافتها و تراثها و بدأت بغرس بذور العداء في نفوس المهاجرين ليتفجر اليوم أعمال إرهابية و نظرات عدائية ....

وكانت النتيجة أن أوربا اليوم تكتشف حجم الكارثة التي تسببت لها إنسانيتها المُفرطة ...!!!! و لكن من غير أن تعترف بأنها أخطأت كثيراً في تطبيقاتها الإنسانية الى الدرجة التي من الممكن جداً أَن تُلقي بها في أَتون الإرهاب العقائدي و التباين الفكري و الصراعات الإجتماعية و الثقافات الدخيلة بما يُهَدِد بصورة جدية حضارتها و ثقافتها و مبادئها و قيمها .... وقد تضطر في نهاية المطاف لإن تسلك سبل لا ترغب بها في حقيقة الأمر لأنها تدخلها في مواجهات مريرة قد تخرج منها منتصرة في النهاية و لكن بخسائر كبيرة ربما لا طاقة لها بتحملها وقد تعاني كثيرا بسبب ذلك ... فأوربا اليوم في أهون حال وتزداد ضعفاً لأنها غير قادرة على مصارحة شعوبها لتعترف بإنها أخطأت في الماضي القريب عندما سمحت لأن تستباح أراضيها بموجات من الغزوات القادمة اليها من وراء البحار إستجداءاً للرفاهية من أَموال دافعي الضرائب الأوربين و نيلاً للحرية التي يستغلون قوانينها و معانيها و طمعاً بحقوق لا يستحقونها و قِيم لا يدركونها و ثقافة لا يتقبلونها بسبب قصور تفكيرهم و تخلف ثقافتهم و شعور النقص الذي يَتَمَلَكَهُم .. أوربا تكابر على نفسها ولا تعترف أن إنسانيتها تم إستغلالها من قِبَل من هو بعيدٌ كل البُعد عن الإِنسانية و إن إستمرت في ذلك فإنها إنما تَنتَحِر ببطئ شديد الآن قد تتسارع فيه الخُطى إن لم تتوقف و تراجع أفكارها الإنسانية و قوانينها عن الحرية و حقوق الإنسان.  

أوربا اليوم هي بين سندان القوانيين التي تحكمها والتي أَصبحت غير فعالة مع تنامي التحديات التي تتعرض لها والمطرقة الشعبية التي بدأت تَتَحَسس بشكل جدي الخطر القادم اليها و يُهَدِدُ كِيانها و نَسيجَها الإِجتماعي و قيمها الإخلاقية و ثقافتها و تراثها 

لذلك فهي بأمس الحاجة لأن تعمل على إتخاذ إجراءات جديدة و تتبصر ملياً بما آلت اليه الحال فيها بسبب أخطائها السابقة لذلك عليها...

 أولاً : أن تعيد النظر بتعريفها للإنسانية و صياغة أَفكار و تطبيقات تلائم بالأَساس توجهاتها و تطلعاتها فليس كل من وقف مُنتَصِباً و على الإِثنين سار متبختراً و نطق حرفاً و أصدر صوتاً يستحق أن يوصف بإنه إنسان و يستحق حقوقاً إنسانية ...!!!!. و يجب أن تَعي أن هناك فرق بين من يأتي إليها مُضطَهداً مُهَدَداً بالقتل مضطراً طالباً الأمان وبناء مستقبل أجياله و راغباً بحياة جديدة فيها يكون مستعداً للإندماج و إحترام التقاليد والقيم السائدة في المجتمع . و بين من يأتي حاقداً كارهاً مُصراً على إستغلال القوانيين الإنسانية لفرض عقليته و فكره و عقيدته و عنجهيته ..و مُصراً على فرض ثقافته و تراثه...

ومن ثم

 ثانياً : تعمل على أَن تَتَدارك أخطائها السابقة و تنظر بعين بصيرة الى حجم التحديات التي تواجهها و تعمل على سَن حزمة قوانين جديدة تهدف من خلالها الى الحفاظ على حضارتها و ثقافتها و قيمها و مبادئها ....

و ثالثا : عليها أن تواجه بحزم كافة الدول و الانظمة السياسية التي كان لها الدور الكبير  في إفشال السياسات و برامج الإندماج المجتمعي للمهاجرين التي إِتبعتها أوربا و أيظاً تتبع سياسات جديدة و تبني علاقاتها الدولية و فق رؤيا جديدة تُشَخِص فيها و تحاسب الدول و الأنظمة التي أدت بسياساتها العقائِدية و العنجهية الدكتاتورية الى حصول أعمال حربية في المنطقة العربية بالذات تَسَبَب في تهجير الشعوب نحو أوربا و إجبار هذه الدول على قبول اللآجئين بل و تُجبَرها لأن يكون لها النصيب الأكبر  في إستيعاب المهاجرين العرب و المسلمين خاصة بحكم المشتركات التي تجمعهم بدءاً من القومية و مروراً بالدين و اللغة و إنتهاءاً بالثقافة والعادات والتقاليد .... أوربا اليوم تعيش ظروفاً صعبة و صراعاً حقيقياً و عليها أن تختار بين أن تستمر في نهجها الإنساني المفرطة بما يحمله من تهديدات حقيقية أو أن تَلجم إنسانيتها لتصنع المستقبل لأجيالها بإفكار جديدة تحافظ من خلالها على قيمها و أفكارها و ثقافتها .....  

 

                                                                                               3 / أيار / 3016 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6135 ثانية