أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1633 | مشاركات: 0 | 2016-06-07 09:57:53 |

حوار ما قبل اللقاء لغبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى

وسام كاكو

 

القسم الثاني – طبيعة العلاقة الصحية بين الإكليروس والعلمانيين وتوحيد الخطاب

كل ما سأتناوله هنا سيكون بشكل أو بأخر مُتمركزا حول موضوع أبينا البطريرك ساكو لذا التوسع في الموضوع سيستند الى الأفكار الواردة في موضوعه.

عندما نبحث في طبيعة العلاقة الصحية بين الإكليروس والعلمانيين ونُفكر في أن يكون الإكليروس فيها شاهدا ومُبشرا بالإنجيل ومؤثرا في الآخر، يقودنا الموضوع الى المطالبة من الإكليروس ثم من العلمانيين بأن يأتوا بصيغ إبداعية جديدة تتلائم وما نعيش فيه سواء كنا في الداخل أم في المهجر.

لا بد أن يجد العلماني في الكاهن خادما بسيطا مليئا بالمحبة والإيمان والحكمة وليس مسؤولا مُنتفخا يطرد كل الذين يقتربون منه لأنه يتصور بأنه أذكى وأفهم منهم مثلما كان يفعل أحدهم الى وقت قريب حيث كان يعتبر المؤمنين غير المُوالين له ذبابا يستطيع سحقهم في أية لحظة! وينبغي ضمن هذا السياق ملاحظة إن الكاهن ليس حلاّلا لمشاكل المؤمنين اليومية وإنما مُبشرا يحمل البشرى السارة للمؤمنين لذا يجب أن يكون وجوده في أي وسط باعثا على الفرح والرجاء والطمأنينة وليس رئيسا عليه أو مُنافسا لغيره في الحصول على حصته من المؤمن. على الكاهن أن يرفع من مستوى تفكير المؤمن من مستوى الهموم والمشاكل اليومية الى مستوى الرجاء والفرح والسعادة بالرب يسوع مع مراعاة حقيقة مطلقة هي إن الرب يسوع يُحبنا أكثر من أي شيء أخر وإن يسوع ليس فقيرا عاجزا لا يستطيع المساعدة بل إنه يملك كل شيء ويستطيع أن يعطينا كل شيء لذا يجب على الكاهن أن يكشف هذه الحقيقة للمؤمن فيتفاءل بحياته وينظر الى  الكاهن بإعتباره خادما أمينا حكيما عارفا وغارقا في محبة الرب لدرجة إن لسانه يفيض بالحب الذي في قلبه فيجد المؤمن نفسه عندئذ قادرا على تحمل أعباء الحياة وحل مشاكلها لأن الرب يسوع معه ويحبه ويستطيع أن يعطيه ما يريد، بمعنى أخر يفهم المؤمن أهمية الرب في حياته بكل تفاصيلها ويرى في الكاهن شخصا خادما أمينا يوصله الى العيش في هذه النعمة وتوجد دراسات حديثة في أميركا ودول قليلة في أوربا تكشف عن الأهمية القصوى لطبيعة تفكير الشخص وتأثير ذلك في تغيير حياته كليا ليس فقط بكلمات ترفع من معنوياته وإنما بجعل (الطبيعة) حسب تعبيرهم تطيع مثل هذا الشخص وتعمل على تحقيق ما يريد.

هذه الصفة لوحدها ستجعل من الكاهن، إذا ما علم كيف يعمل بها، بؤرة جذب للمؤمن الى الكنيسة والى الرب يسوع. خلاصة القول: على الكاهن أن يفهم بأنه في هذا العالم ولكنه ليس من هذا العالم. هل يستطيع ذلك؟ إن لم يستطع فرجاءًا لا تشوهوا به محبة الرب وسلامه وفرحه في عقول المؤمنين. نضيف الى حقيقة إن الكاهن لا ينبغي أن يكون حلالا لمشاكل المؤمنين اليومية حقيقة أخرى وهي يجب أن يرى المؤمن في الكاهن كائنا مُضحيا في سبيله، وأذكر هنا مثالا حقيقيا، ففي ولاية أريزونا الأمريكية قام أحد أبائنا الكلدان الأفاضل قبل بضعة سنوات بزيارة عائلة قادمة حديثا الى أميركا لديها شخص متوفي وعلم من أحدهم بأن هذه العائلة لا تملك المال الكافي لدفن ميتها فخرج الكاهن وأرسل بيد شخص أمين كل ما لديه من مال الى العائلة لتدفن ميتها. كيف يُمكن لهذه العائلة أن تبتعد عن الكنيسة بعد ذلك وعن هذا الكاهن الأمين لخدمته والمُضحي في سبيل أبناء رعيته؟

يستطيع الكاهن أن يعيش رسالته ودعوته في ظل المتغيرات الحالية ويعيش الإنجيل فقط عندما يقتنع بأنه خادم مُضحي يعمل بمشيئة الرب في أي مكان وزمان وليس مسؤولا يعمل بإرادته في المكان والزمان اللذين يرغب بهما. لا طريقة أخرى للهروب من هذه الحقيقة. هذا لا يعني أن يتخلى عن إرادته بل أن يجعلها مُتطابقة مع إرادة الرب وعندما يفعل ذلك فإنه يستطيع أن "يعيش الإنجيل ويشهد له بإندهاش ورجاء وفرح وأمانة". ربما يبدو هذا الكلام مكررا ومُستهلكا في أذهان البعض ولكن عندما يستطيع الكاهن تحليله سيرى إنه بغيره يكون كاذبا في إلتزاماته وحتى في صلاته (لتكن مشيئتك على الأرض...). يجب أن يعمل بمشيئة الرب، وينبغي أن يكون مُدركا لمشيئة الرب فقد كرس حياته للعمل بموجبها، وإن كان لا يعرفها فكيف سيعمل بها؟

من المهم أيضا أن نُساهم في إيجاد خطاب ثقافي يسهم في خلق نقد عقلي قائم على الفهم والإبداع وليس نقد إتباعي قائم على وضع عصابة على عيون المؤمنين ومسك يدهم الى حيث لا يعرفون، كما يجب أن نخلق خطابا موحدا لدى كل الإكليروس وهذا الخطاب يجب أن يكون مُتناغما مع خطاب تنظيم أو تنظيمات قادرة على توجيه غالبية أبناء شعبنا بإتجاه أهداف معلومة، وسأسرد هنا مثالا عمليا على ما أقول لكي تتضح الفكرة.

عندما حصل ما حصل في الموصل من تهجير وإعتداء على أبناء شعبنا برز لدى سلطتنا الكنسية إتجاهان لحل المشكلة: الإتجاه الأول تبناه مطران في الخارج (أميركا) يدعو أبناء شعبنا الى تقديم إستمارات للهجرة الى أميركا تُبعث الى أبرشيته من خلال موقع إلكتروني أو شخصيا عن طريق الأقارب لكي تُقدم هذه الإستمارات الى الخارجية الأمريكية للحصول على سمات دخول لهم! فتدافع أبناء شعبنا في الداخل تحت تأثير الحالة التي كانوا فيها الى تقديم الإستمارات وبلغ عددها الالاف، وكان المطران يعلم يقينا بأن هذا شيء غير ممكن، حتى إنه عندما أخذ الإستمارات الى واشنطن العاصمة إلتُقطت صورة فوتوغرافية له ولشخص أخر معه وهما يجلسان على السلالم الخارجية للمبنى الذي كانا يزورانه ولم يحققا شيئا. الإتجاه الثاني تبناه غبطة البطريرك ساكو وهو يعلم حجم المشكلة ويعرف إنه لا توجد دولة في العالم تقبل أن تأخذ إبناء شعبنا لديها بهذه الطريقة وبهذا العدد لذا كان الحل الواقعي عنده يختلف عن الحل غير العملي الذي طرحه المطران، ولكن الإتجاه العام في حينها مال الى إعتبار حل المطران حلا مُنقذا رغم إن واقع الحال كان يقرأ شيئا أخرا، وإن دغدغة مشاعر أبناء شعبنا الذين كانوا يُعانون بكل قساوة حصلت بطريقة غير إنسانية. عدم وجود خطاب موحد بين مسؤولين في أعلى درجات الكهنوت جعل من شعبنا حائرا لا يعرف بيد مَنْ يمسك. وكان شعبنا ينظر الى الإتجاهين ويتمنى في قرارة نفسه أن يكون إتجاه المطران اللامُبرر عمليا هو المُتحقق في النهاية ولم يتوانَ البعض عن إتهام غبطة أبينا البطريرك بتُهم غير صحيحة وساهم البعض من الإكليروس في تأجيج ذلك في صدور المؤمنين المغلوبين على أمرهم، أما (النُخبة) فرأت فيه موضوعا ساخنا! لماذا هذا الشرخ في الخطاب الإكليروسي بإتجاه أبناء شعبنا؟

لنناقش الموضوع بعقلانية بعيدة عن الحساسية المُفرطة. يجب أن نعترف بأن الإستقلالية النسبية للكنيسة الكلدانية في المهجر عن البطريركية يجعل منها، في أي وقت، قابلة للإنفراد بقراراتها إذا ما وجدت المسؤول الذي يركض وراء ذلك، وليس أدل على ما أقوله من المشكلة التي حصلت في أبرشية مار بطرس ومؤمنيها في أميركا ومن مشكلة التعامل مع موضوع اللاجئين. يجب أن لا نستبعد حدوث أشياء مماثلة في المستقبل لأن الباب مُشرّع أمام البعض للقيام بذلك. إن ولاءنا الإيماني المُطلق بسلطة الفاتيكان والتي أعطاها الرب يسوع بذاته لبطرس وخليفته لا تمنع من أن يكون لغبطة أبينا البطريرك سلطة إدارية كاملة على الكنائس والأبرشيات الكلدانية في العراق والعالم، وليس في العراق فقط، وهذا الموضوع يجب أن يُنظر إليه بأهمية قصوى لكي يتم سد كل الثغرات التي يُمكن أن ينفذ منها الشيطان الى كنيستنا. هل يُمكن أن نضع لنا خطابا موحدا في كنيستنا بوضعنا الحالي؟ الجواب هو: كلا، لا يُمكن لأن هذا الشيء ليس بيد الإكليروس وليس بيد الشعب أيضا! أعتقد إن التجربة العملية خلال السنوات القليلة الماضية تفرض علينا الآن أن نواجه الحقيقة ونطلب من رعاة كنيستنا أُن يطالبوا الفاتيكان بإعطاء الأحقية الإدارية في كنيستنا لأبينا البطريرك لكي نبني إستنادا الى ذلك خطابا موحدا لكل كنيستنا في الوطن والمهجر. ويجب أن أذكر هنا بأن ما قامت به كنيستنا في الداخل والخارج من الوقوف بجانب أبناء شعبنا المُهجّرين كان جهدا جبارا إستطاع جمع معظم الأطراف الى بعضها، ولكن هذا الجهد لم يخلق حالة موحدة يُمكن إستثمارها لتحقيق هدف أو أهداف ستراتيجية مهمة، إلا ربما إعتراف بعض الأطراف في إعتبارها حالة إبادة جماعية، وحتى هذه أراها غير مُجدية بالشكل الكافي.

الخطاب الآخر الذي نحتاج أن نضع ستراتيجية له هو الخطاب الثقافي لشعبنا. مَنْ الذي يعمل الآن على بلورة هذا الخطاب؟ وما هو هذا الخطاب أساسا؟ هل من هدف يسعى شعبنا وكنيستنا الى تحقيقه؟ ما هو؟ وهل يعمل خطابنا الثقافي على صياغة أسس تحقيق هذا الهدف؟ للحقيقة أقول بأن شعبنا ضائع لا هدف له! هذه الحقيقة تصدم لأننا من الشعوب النادرة في العالم التي لا هدف لها! كيف يُمكن لشعب بأكمله أن يكون هدفه الوحيد عبر تاريخه المُمتد لقرون طويلة من الزمان هو الهزيمة من مكان الى أخر! أين العقلاء في شعبنا الذين يستطيعون أن يضعوا خطة لشعبنا تجعله يمتلك هدفا أو أهدافا يجتمع الكل حولها. ما هو الهدف الموحد؟ إقامة منطقة أمنة؟ تسليح جماعات منا؟ العيش بشكل مُتفرق مع الأخر الذي يضطهده ويقتله ويسلب ماله وبيته أمام عينه؟ المساهمة في تحرير الموصل؟ الهجرة الى بلدان أخرى؟ ماذا يريد شعبنا؟ وما الذي يُخطط عقلاؤنا له لكي يشعر هذا الشعب بأنه موحد حول هدف يجعله يشعر بالأمان؟ هل من تقدير للمدة الزمنية التي يجب أن يكون فيها شعبنا بهذه الحال؟ هل ننتظر حتى تتبدل عقول وثقافة وسياسة الذين نعيش معهم؟ هذه التساؤلات تقودنا الى البحث عن القوى المؤثرة في صياغة هذا الخطاب: هل هي الكنيسة أم النخبة أم مواقعنا الألكترونية أم تنظيماتنا المُختلفة أم الحكومة العراقية وحكومة الإقليم أم الدول المجاورة أم القوى الإقليمية والدولية وكيف نعمل عليها كلها؟ علينا أن نبحث في كل هذا لكي نصل الى حالة تجعل منا شعبا مُستقرا ومُنتجا يستطيع أن يُعطي شيئا للأخر وليس الهروب منه دائما أو العيش معه رغما عنه وتحت رحمته.

إن معرفة وتحديد المشكلة يُساهم في إيجاد حلول لها وعلينا أن نتصدى لها بكل جرأة وإيمان وموضوعية. الخطاب المُوحد لشعبنا يجب أن يضعه العلمانيون النُخبة بمساهمة من الإكليروس، لكن هذه المعادلة تُعاني من خلل واضح وهو إن علاقات رئاسة كنيستنا الكلدانية مع الحكومة ومع دول العالم الأخرى والقوى المؤثرة دوليا أقوى بكثير من علاقة العلمانيين والتنظيمات المُختلفة في شعبنا معها، وصوتها يصل بسرعة أكبر، بدليل إن التجربة العملية خلال السنوات الأخيرة أظهرت بأن رأي رئاستنا الكنسية يُؤخذ بنظر الإعتبار من قبل أصحاب القرار، وفي أحيان كثيرة لم يكن هذا الرأي يخلو من الضعف لأنه كان أحاديا وغير مُتناغم مع خبرات النخبة من العلمانيين وتنظيماتهم وربما كان هذا سببا في عدم إمكانية تنظيمات شعبنا ونُخبه على أن تكون فاعلة في قيادة شعبنا بالكامل الى أهداف ستراتيجية مهمة له أو حتى أن يؤخذ رأيها في المحافل الدولية، ما خلا بعض المناسبات القليلة جدا وغير الفاعلة. سنستمر بمناقشة الموضوع في الأقسام القادمة.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6696 ثانية