الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1813 | مشاركات: 0 | 2016-06-17 14:39:37 |

حوار ما قبل اللقاء لغبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى

وسام كاكو

 

 

القسم الخامس – الأهداف الستراتيجية لأمتنا وكيفية مناقشتها والعمل على تحقيقها

مع نهاية القسم الرابع طرحنا سؤالا عن الأهداف الستراتيجية التي نرى ضرورة العمل على تحقيقها أو على الأقل البحث فيها بجدية من قبل النواة أو الجهة أو المجلس أو أي إسم أخر يتبنى هذا العمل بالشكل الذي ناقشناه في القسم الرابع.

للتمهيد للموضوع نسأل هنا سؤالا مهما كثيرا ما تجاهلناه هو: هل إن ما حصل لأبناء شعبنا وما حلّ به من نكبات منذ بدايات 2005 وحتى بدايات 2015 لم يكن مُتوقعا في الكثير من تفاصيله أم إنه كان مُتوقعا؟

للأمانة أقول بأن الكثير من التفاصيل التي حصلت كانت معروفة لشخصيات قليلة جدا في شعبنا وقد حاولت هذه الشخصيات جاهدة بكل قدرتها أن تعمل على تحقيق شيء ما لضمان حماية شعبنا من المآسي التي حلت به ووضعت خططا ناجحة جدا في سبيل ذلك ولكنها مع الأسف لم يُقدّر لها أن ترى النور، وفي كل مرة كان السبب في فشل العمل هو الخلاف في الجهد الكنسي فيما بينه أولا، والجهد العلماني فيما بينه ثانيا، والخلاف بين الإثنين ثالثا، ولن أخوض في كشف تفاصيل حساسة هنا ذات علاقة بما أقوله لأن الوقت لم يحن بعد لكشفها، لكني أعلم يقينا بأن ما حصل لم يكن غريبا عن الذين كان بمقدورهم معرفة علامات الأزمنة بمواهب روحية ومواهب بشريه مبنية على الدراسة والمعرفة والإتصال.

هناك حقائق واضحة أثبتتها الأيام لشعبنا وهي:

  1. إنه لا توجد جهة في الخارج أو حتى في الداخل تستطيع لوحدها أن تحل مشاكل شعبنا وتوفر له الحماية والأمان والعيش الكريم في وطنه. لا أميركا ولا فرنسا ولا ألمانيا ولا الفاتيكان ولا أية جهة في العالم تستطيع أن تُقدم حلا جذريا لمشكلة شعبنا دون أن نُطالب نحن بذلك وبشروط معروفة عالميا. يُمكن لهذه الدول أن تتعاطف معنا وتعطف علينا أحيانا وتُعطينا بعض المال والطعام والمساعدات الدوائية ولكن هذا كله ليس حلا شاملا أبدا، لذا يجب أن يبدأ الحل من عندنا.
  2. إنه لا يُمكن لأي حزب او تنظيم لشعبنا موجود الآن على الساحة أن يُقدم الحل بمفرده ويعمل على تنفيذه، لا بل إن أحزابنا وتنظيماتنا كلها لا تستطيع أن تأتي بالحل لأن جهدها الداخلي غير موحد ولأن دول العالم التي تسعى أحيانا الى تقديم شيء لشعبنا تنظر الى ممثليه من بين رجال الدين في معظم الأحيان أما الأحزاب فإنها تسعى هنا وهناك بجهود فردية ولكنها لم تصل الى حل شامل بل الى حلول ونجاحات محدودة.
  3. ليس بإمكان أي بطريرك أو رجل دين في كنائس شعبنا الآن أن يُقدم ويُنفذ الحل بمفرده ولا حتى كلهم مع بعضهم يستطيعون ذلك، فبالرغم من كل الثقة التي تعطيها بعض الجهات العالمية لهم فإنهم لا يستطيعون تنفيذ الكثير لأنهم لا يمتلكون اليد التي يتمكنون بها تنفيذ المطلوب وأقصد هنا التنظيم القوي المُوحد الذي يستطيع التنفيذ على المستوى التعبوي (التكتيكي) لذا فإن النظرة الستراتيجية للأمور ينقصها اليد المُنفذة، يُضاف الى ذلك إن بطاركة شعبنا ليست لديهم في الأساس النية على ما يبدو أن يجلسوا معا كأخوة في المسيح لعمل شيء يتجاوز كل الماضي والأنا والتسمية والعُقد التاريخية، التي أصبحنا أسرى لها، والإتيان بمفاهيم جديدة مُبدعة من شأنها أن تجمع الكل حول بعضه وحول المسيح بالنتيجة.

ترتبط بالحقائق الثلاث هذه حقائق أخرى ذات صلة بها أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  1. عدم تسليح شعبنا لم يجعله في مأمن من الإعتداء عليه.
  2. عدم وجود منطقة أمنة لشعبنا لم يجعل القوى العاملة في العراق بضمنها الحكومتين قادرة على حماية المناطق التي نعيش فيها.

لنتوسع قليلا في الموضوع. ربما يكون موضوع الساعة الآن هو ما طرحته أميركا بخصوص دعم قوات مُسلحة لشعبنا، ولنناقش ذلك منطقيا. يوجد رأيان في هذا الموضوع أحدهما طرحه غبطة أبينا البطريرك ساكو ومؤيدوه وهو غير مؤيد للفكرة، والأخر طرحته بعض النُخب وهو مؤيد لذلك. الطرفان يُعطيان أسبابا مُؤيدة لرأيهما وشعبنا على العموم يبدو مُتفرجا ولن أناقش هنا أرجحية أي رأي ولكني أرى إن الموضوع لم يأخذ مساره المنطقي للوصول الى قرار وهذا القرار عندما يصدر عن جهة مُتفق عليها إكليروسيا وعلمانيا من قبل شعبنا كالتي اقترحناها سابقا سنوفر على أنفسنا هذا الجهد المُتناقض فيما بينه.

بإستثناء حالات نادرة في بداية القرن العشرين، لم يكن شعبنا في تاريخه الحديث مُستثمرا لجهده الإنساني والعلمي والمادي في خدمة نفسه فمثلا لم نؤسس قوى مُسلحة خاصة بشعبنا، لذا فإن الكثير من الأفكار التي طُرحت مؤخرا أي خلال السنوات العشر الأخيرة مثل تأسيس قوة مسلحة أو المطالبة بمنطقة أمنة خاصة بنا تبدو مرعبة في عقول الغالبية العظمى منا وهذه مسألة طبيعية جدا لأننا كنا دائما في خدمة الآخر وليس في خدمة أنفسنا. إستنادا الى ذلك لم توافق بعض نُخبنا على تشكيل قوة مسلحة وتنافضت فيما بينها بخصوص المنطقة الآمنة أو الحكم الذاتي أو المحافظة وغيرها من المفاهيم الحديثة التي تم طرحها خلال السنوات القليلة الماضية.

لنسترشد بالمنطق في المناقشة وندرس ما متوفر لكي تكون قراراتنا صائبة، فمثلا في بعض الإحصائيات الأمريكية التي أجريت مؤخرا بخصوص التسليح والأمن لوحظ بأن المجتمعات التي لا تسمح لأفرادها بإمتلاك السلاح يكون أفرادها أكثر عرضة للإعتداء من المجتمعات التي تسمح بذلك، كما لوحظ بأن مصادرة السلاح في معظم الدول كانت الخطوة الأولى لظهور الدكتاتورية فيه، ولكن هذا موضوع أخر لن ندخل فيه الآن . لو أخذنا أهمية إمتلاك السلاح على المستوى الدولي نلاحظ بأن الدول القوية لا أحد يجرؤ على الإعتداء عليها على عكس الدول الضعيفة التي نسمع صراخها في الإعلام في كل مناسبة! لنفكر قليلا: لماذا لا يجرؤ أحد على الإعتداء على أميركا؟ الجواب بسيط، إنها قوية. القوة التي أقصدها هنا تختلف  عن العنف وعن الإعتداء، القوة التي أقصدها هي الطاقة المطلوبة في كل شيء ليكون ذلك الشيء قادرا على تنفيذ عمل مفيد. القوة مطلوبة حتى في الصلاة وهذه القوة هي التي تعطي للإيمان نتائجه وربما يعرف الكثيرون القصة التي وردت في اليوم الخامس من كتاب الشهر المريمي بخصوص محاصرة نادرشاه للموصل وكيف إن الصلاة القوية لمسيحيي الموصل جاءت بالعذراء مريم لنجدتهم. ومثال أخر هو ما أوضحه الرب للويسا بيكاريتا عندما قال لها بضرورة أن تكون صلاتها بقوة زئير الأسد الذي يخيف الكل.

ربما يقول أحدكم بأن تطبيق ذلك على إمكانيات شعبنا ومقارنة قوة أميركا بما لدينا يؤدي الى مقارنة مُجحفة! ولننظر هنا الى كل الجوانب. إن قلنا بأن السبب الذي يمنع وجودنا كشعب قوي هو الأرض والعدد السكاني القليل والمُشتت، نرى بأن التاريخ الحديث يُثبت عكس ذلك فاليهود كان عددهم قليلا وكانت نسبتهم في فلسطين قليلة وكانوا مُشتتين بشكل أكبر مما نحن عليه، ولم تكن لهم أية أرض ولكن في أقل من خمسين سنة أسسوا دولة مع كل حجم الإضطهاد الذي عانوا منه. لنأخذ مثلا الأكراد في العراق فهم مثال حي وعملي لمعظم تساؤلاتنا ويمكننا أن نكتب في ذلك مقالات كثيرة ولكن لا يتسع المجال هنا. ما أريد أن أصل إليه هو إن قبول أو رفض أية فكرة أو مقترح من أية جهة ينبغي أن يأخذ قسطا من الدراسة والمناقشة قبل القبول أو الرفض. أعتقد بأن موضوع تسليح قوة خاصة بشعبنا كان سيأخذ قوة أكبر وفهما أشمل لو نوقش بهذه الطريقة ونفس الشيء بالنسبة للحكم الذاتي وغيرها من الأهداف الكبيرة التي يتطلع أبناء شعبنا لتحقيها. لكن أين كانت ستُناقش ومن قبل أية جهة؟

لقد أضعنا عقدا كاملا ونيف من الزمان في مناقشات عقيمة لا فائدة منها وبأراء فردية مُتناقضة حول قضايا مهمة في حياة شعبنا، وكان أبناء شعبنا يعانون الأمرين في بغداد والبصرة والموصل فصبّر البعض من نُخبنا أنفسهم بالقول بأن هذه المشكلة عامة وتمس الجميع وليس صحيحا أن تُؤخذ قضية أبناء شعبنا بمعزل عن بقية الشعب العراقي الذي يعاني بكل أطيافه، فتريث المخلصون بالرغم من علمهم الكامل بأن تعميم مشكلتنا وإضاعتها بهذا الشكل المشوه ليس صحيحا، وفجأة فتحنا عيوننا يوما وإذا بالموصل قد أحتلت وشعبنا هُجِّر والحكومة تخلت عنا فأخذنا نبكي هنا وهناك فلم نحصل على شيء وهنا بدأ التساؤل الجدي: ماذا نفعل؟

 

سنواصل في القسم القادم إن شاء الله.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6498 ثانية