أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1622 | مشاركات: 0 | 2016-06-21 10:07:36 |

حوار ما قبل اللقاء لغبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى

وسام كاكو

 

القسم السادس – ماذا نفعل؟

وسام كاكو

ماذا نفعل؟ هذا ما يراود تفكير معظم نُخبنا عندما يحاولون البحث في إيجاد حل لما يعاني منه شعبنا. ولنفكر بطرق مُبتكرة للوصول الى ما يجب عمله ونضع ما يمكن إعتباره أساسا للعمل:

من الناحية الفكرية ينبغي أن نعمل على تغيير خطابنا  وطريقة تفكيرنا في مشكلتنا. العامل الأكبر الذي جعل قضيتنا تضيع بين الكل هو النظر الى ما يعاني منه شعبنا المسيحي ضمن المفهوم الوطني للعراق وهذه أكبر كارثة يُعاني منها تفكيرنا عندما نتعامل مع مشكلة شعبنا المسيحي عموما في العراق. لم نأخذ درسا من المشكلة الكردية التي ظلت لعقود من الزمن تعاني من إضطرابات وعُقد لا حل لها عندما كان التعامل معها ضمن المفهوم الوطني للعراق حيث كانت تترنح تحت وطأة مصالح القوى الكبيرة في العراق وإرتباطاتها. حتى الحكم الذاتي الذي منحته الحكومة العراقية فشل لأنه كان دائما يجري التعامل معه ضمن المفهوم الوطني العراقي من غير مراعاة المصالح الحيوية لأصحاب الشأن. سبب فشل هذه المفهوم هو إن القادة في العراق لا يمتلكون إرادة حرة نظيفة ومخلصة في تسيير الأمور بل إن التسيير يأتي دائما بدوافع مرضية أحيانا أو من الخارج في أكثر الأحيان، لذا لم ينجح الأكراد في مسعاهم إلا عندما تعاملوا مع حالتهم ببعض الإستقلالية ووضعوا مصلحتهم فوق كل شيء، حتى فوق العراق نفسه لأنه ما معنى العراق للأكراد إنْ كانوا مُشتتين في دول العالم كافة ولا يتمتعون في خير وطنهم وكل القوى المحيطة بجغرافيتهم وديموغرافيتهم تُنكل بهم؟ هل ما يعانيه شعبنا هو مشكلة العراق ككل أم إننا تُركنا لوحدنا لنلعق جراحاتنا ونتوسل بهذا وذاك من الجهات الدولية من أجل تزويدنا بما يُبقينا على قيد الحياة دون مراعاة لأي شرط من شروط العيش الكريم.

ليس صعبا أن نُحدد القوى التي تلعب بمقدرات ومصالح العراق الآن، ويمكن بسهولة أن نعرف إرتباطات إخوتنا السنة وإرتباطات إخوتنا الشيعة وكذلك الأخوة الأكراد وكل مكونات الشعب العراقي. ومقابل هذا نتساءل: من منهم يُفكر بالدفاع عن مصلحة المسيحيين؟ من منهم يُفكر بحالة العراق الوطن الواحد؟ لماذا نضحك على ذقوننا ونخاف أن نُميز الأمور بواقعها ونضعها في نصابها الصحيح وليس بأحلام نتمنى تحقيقها دون أن نقوم نحن بدورنا؟ لماذا نكون ضحية فكرة العراق الواحد في حين إن الكل يبحث عن مصلحته فقط ومصلحة الذي يرتبط به؟ لقد سبق وأن كتبتُ قبل سنوات في هذا الموضوع وأعيد القول هنا بأن القوى العاملة في العراق لا تستطيع أن تُمثل مصلحة العراق الواحد بل مصالحها وهذا الوضع لا تستطيع تغييره لأن عملية تغيير هذا المفهوم ليس بيدها، فهذا هو وضع العراق وتركيبته الديمغرافية القابلة للإثارة في أي وقت وقد أدرك اللاعبون الكبار في العراق هذه المعضلة ولعبوا عليها مع الجهات الأكبر منها ليضمنوا مصالحهم ومصالحها. سبق وأن كتبنا في أكثر من مرة بأن أحد المسؤولين الإسرائيليين قال قبل أكثر من ثلاثة عقود بأن العراق بلد مُفتت يجمعه ثلاثة عناصر هي: (دكتاتور قوي، جيش قوي، وعائدات نفط عالية). لننظر الى هذه العناصر ونرى أي منها موجود الآن؟ وهل إن عدم وجودها يعني شيء لنا؟ أين نحن من كل هذا؟ لقد عانينا الأمرين من فكرة إننا أصحاب الأرض الأصليين وإن العراق كله لنا مثلما كان أسلافنا في السابق يعتبرون كل العراق وسوريا وتركيا وأجزاء من إيران هي أجزاء من إمبراطوريتهم ولم يعطوا أهمية قصوى للتعامل مع المستجدات التي كانت تحيط بهم حتى كسرت ظهرهم ولم يبق منهم غير أحجار يقوم داعش بكسرها الآن! أما نحن فتشتتنا بين العراق وإيران وسوريا وتركيا وبقية دول العالم الأخرى وما زلنا نحمل في جيناتنا إن هذا الوطن كله لنا وواقع الحال يقول بأنه ليس لدينا فيه الآن غير القليل جدا. بعد كل عمليات الإنحسار الى قرى صغيرة مُبعثرة هنا وهناك وصلنا الى وقت لا نستطيع حتى أن نعيش بأمان في قرانا بعد أن كان العراق كله لنا! علينا أن نتعامل بمنطق الحقيقة الواقعة على الأرض ونفكر بصوت عال: هل إن العراق الآن كله لنا حقا؟ أم إننا نتمنى ذلك في مخيلتنا فقط؟ علينا أن نُجيب بعقلانية على هذا السؤال ونوضح موقفنا منه ونعرف حجمنا ونبني خطابنا وتفكيرنا ومستقبلنا على أساس ذلك. يجب أن لا نُبالغ في قوتنا ولا أن نُبالغ في ضعفنا، ينبغي أن نعرف أنفسنا أولا، والأهم من ذلك هو أن تقوم الجهة التي إقترحناها سابقا (أي المجلس الأعلى للأمة) بهذا العمل ليكون باكورة التغيير في وضعنا ويكون إبتكارا جديدا في طريقة تفكير شعبنا بوضعه الحقيقي العام. بعد أن نقوم بهذا نستطيع أن نبدأ بالتغيير على الأرض. أنا شخصيا أرى بأن تغيير وضعنا على الأرض أبسط من تغيير تفكيرنا، والتاريخ القريب يُثبت ذلك بشكل قاطع ففي إحدى المناسبات القريبة كُنا على وشك أن نحصل على هدف كبير لشعبنا فإنبرى بالعمل ضده بضعة شخصيات من شعبنا، لن نُحددها الآن، وأقفوا تنفيذ هذا الهدف بالتنسيق مع جهات دولية! وقف تنفيذ هذا الهدف كان قرارا شخصيا سببه الخوف من هذا وذاك وأدى الى خسارة كبيرة لشعبنا.

معرفة الواقع الحقيقي لشعبنا في العراق يُمهد الطريق لوضع أهداف لنا وعلى قمة هذه الأهداف يأتي هدف العيش بأمان في الوطن. وهنا يطرق تفكيرنا السؤال المهم: هل إن تشتتنا في العراق كله بين المناطق التي يُسيطر عليها الشيعة والسنة وغيرهما فيه خير وحماية لنا بحيث إننا نستطيع أن نعيش بأمان حقا في الوطن؟ واقع الحال يقول: إننا لا نستطيع أن نعيش بهذه الطريقة وكل المؤشرات الآن على الأرض تشير الى صواب ما أقول. نظرة سريعة على الإختفاء السريع لشعبنا من مناطق في العراق كانت الى سنوات قليلة تعج بهم تكشف لنا هول الكارثة التي لحقت بنا. أصبحنا نفرح حتى بأمل يعطيه أحد أعضاء البرلمان أو تصريح من رجل دين شيعي أو من رجل دين سني بضرورة حمايتنا وكأننا من فصيلة الحيوانات المهددة بالإنقراض التي يجب أن تُحفظ في أقفاص معدنية في مناطق مُشتتة لضمان بقاء نماذج منا ليقولوا للعالم: لدينا نماذج من الشعب الأصلي! كيف يُمكن أن يكون هذا وضعا طبيعيا ونؤيد بقاءنا فيه. كيف يُمكن لشعب أن يكون سلامه في بلده مرهونا بتصريح من هذا وذاك؟ إن بقاءنا بهذا الشكل المُشتت لا يبدو ضمانا للعيش بسلام وأمان لذا ينبغي التفكير بطريقة أخرى، لن أخوض في تفاصيلها الآن.

تعميم مشكلتنا وجعلها مشكلة العراق ككل فيها إجحاف كبير لنا. بعد كل المصائب التي حلت بأبناء شعبنا وتهجيرهم من مختلف المحافظات والمدن والقرى ووصول الحال الى إعتباره إبادة جماعية من قبل بعض الجهات الدولية لا بد أن نفكر بهدوء ونتساءل هل إن الشعب العراقي بكل أطيافه يعاني من الإبادة الجماعية أم إن أبناء شعبنا لوحدهم مع قطاعات أخرى ضعيفة في الشعب العراقي يعانون من هذه الكارثة؟ وإنْ كان الجواب: لا يُمكن تعميم الإبادة الجماعية على الكل! إذن لماذا يبني رجال ديننا ونخبتنا مفاهيمهم حول الوطنية ويتجنبون بشكل ملفت للنظر وربما بإجحاف المطالبة بحقوقنا بشكل واضح.

سنواصل في القسم القادم إنْ شاء الله.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6434 ثانية