هل كان الفرح سارية الآلام
ونذير شؤم في الأحلام
وإن كان كما كنا نتوقع
فهل سننهزم ونتقوقع
ونجلس ننتظر مرافئ الأحزان
تأتينا بعجالة في هذا الزمان
ويأتي معها البؤس والشقاء
ليهرب السلام
فإلى متى نبقى نتعاتب
نتحاسب ونتكالب
على الخبز والجبن والزيتون
وعلى اغماضة العيون
وعلى ضحكة جاءت بعد بكاء
وعلى لمسة نفهمها هناء
ليهرب السلام
ويطير فرحنا برفقة الحمام
فلماذا نتحاسب ياسادتي اليوم
ونحن لم نفق بعد من النوم
على أزمنة غابرة
وليال عاثرة عابره
لنؤجج في داخلنا السؤال
هل بدأنا نحس بالضياع
وهل شبعت من همومنا الجياع
وسادت مرابعنا الأفراح
وأزهرت شجيرات التفاح
فلماذا ينتابنا الشعور بالأرق
وإحساس غريب مشوب بالقلق
ونحن كنا ولا نزال
نطرح في داخلنا ألف سؤال
وكأننا بقايا أشباح أغبياء
أو كذابين مشعوذين أدعياء
في نظر النجوم والسماء
فهل سنمسي اليوم لننام
وبين أكفنا تنام أجنحة الحمام
ونمضي بهمجية للمحال
لنحجب الجواب والسؤال
ونقتل الأفراح والأتراح
ونبكي على مافات حتى الصباح
فإلى متى سنستمتع العيش في سخافة
ونوهم البعض بأننا عناوين الثقافة
ونستجد من جديد مع الأمور
ونتصور أنفسنا وكأننا صقور
لنأكل ما تبقى من حمائم
وندعي النصر في قمة الهزائم