لقاء حوار مع فنان الغربة والحرمان الفنان التشكيلي العراقي صباح حداد

عشتار تيفي كوم/

وليد يلدا متوكا-لبنان

الفنان صباح يعقوب حداد عبد الاحد حداد من مواليد مدينة البصرة في عام 1948م والمنحدر بالاصل من عائلة الحداد بمدينة الموصل كان اهتمامه بالاشكال الفنية منذ نعومة اظفاره فعندما كان يصنع الاشكال المعدنية يفرح بها كثيرا لانها كانت تمثل له عبق الفن وتصور له الاشياء كما يفهمها كفنان لم يدرس الفن اكاديميا لكن وبعد اكماله الدراسة الاولية دخل اكاديمية الفنون الجميلة وتخرج منها عام 1973م وبعدها تعين في الاكاديمية بوظيفة بسيطة لم يستمر فيها طويلا ليتركها ويدخل مجال القطاع الخاص ليمتهن مهنة الحدادة لكسب العيش ويعمل في منطقة الشيخ عمر بأحدى المحال الحديدية  فكانت معيشته ميسورة وعاش فترة من الاكتفاء والقناعة الى ان جاء لنا يوم تغيير نظام الحكم عام 2003 لتدهور احواله المالية بسبب تكفير فنه وتهديده المباشر من قبل عصابات مسلحة اقتحمت بيته وطلبت منه الكف عن صناعة هذه الاقنعة التي تصور وجوه الاشخاص واشكال الكائنات الحية والطبيعة والتي كان يصنعها بالعراق من مواد حديدية اكثر حداثة من اليوم في لبنان التي اقتصرت صناعة لوحاته واعماله من بقاية العلب المعدنية الفارغة البسيطة.

كان لي هذا اللقاء مع الفنان القدير صباح ليجيبني على بعض الاسئلة عن فنه وكالاتي:-

- ما اسم هذا الفن ؟

انه نوع جديد للفنون التشكيلية اسمه الواقعية الحديثة.

- ماهي الصورة التي تريد ايصالها  للناس من خلال فنك هذا الواقعية الحديثة؟

اريد ان اقول من خلال فني انه ليس هناك حدود للفنون التشكيلية عند الفنان ما دام هناك فكر وارادة حياة مستمرة.

- لماذا اخترت هذه العلب المعدنية الفارغة كمصدر رئيسي لتشكيل لوحاتك الفنية؟

 اولا لانها علب تتجمع عندي في المطبخ من بقايا مواد غذائية مختلفة الاشكال والاحجام واحتار فيها كنفايات تشكل عبأ كبير علي بالتخلص منها احيانا لذلك فكرت في طرق الاستفادة منها بطريقة مفيدة وبنفس الوقت لاستثمارها في صناعة هذه الاشكال الفنية ربما استطيع ان ابيع منها في احدى المعارض الفنية التي من المؤمل المشاركة فيها مستقبلا.

- لماذا تطغي صبغة الحزن والرهبة لجميع اعمالك الفنية التي تنشرها هذه الايام؟

صحيح ...اغلب اعمالي اخذت طابع الحزن والخوف هذه الصورة المأساوية التي افرزتها المرحلة التي مررنا بها نحن مسيحيوا العراق بوجه خاص حيث تحملنا الام التهجير القسري والابتعاد عن الوطن وبدون رجعة.

- الان وانت في لبنان هل من مهتم بفنك التشكيلي هذا؟ وان وجد فمن هم؟

لا ليس من مجيب لفني هذا من اي مسؤول حكومي او منظمة او جهة فنية سوى المساعدة الوحيدة من الاب مجدي علاوي وأصدقائي المقربون عندما استضاف لوحاتي المنجزة هنا في لبنان ضمن معرض تشكيلي بسيط اقيم في جمعية سعادة السماء بمنطقة البوشرية فلا يسعني الان سوى ان اتقدم لهم بشكري الجزيل على تعاطفهم مع احوالي المعيشية ورغبتهم في مساعدتي بكافة الطرق اما بالنسبة للمجتمع في لبنان فأنه مهتم بنوع اخر من الفنون التشكيلية والعجيب تلك الفنون الباهضة الثمن ويتركون هذا النوع من اسلوب الفن الذي لا يكلف شيء سوى الفكرة والعمل اليدوي وكما مرفق من صور للاشكال التي انجزتها هنا في لبنان.

- هل فكرت طول مدة الاربع سنوات من تأريخ لجوئك الى لبنان عام 2012 التي عشتها هنا في لبنان بأن تعود الى بلدك العراق ثانية؟

لا لن ارجع ثانية وهل تريدني ان ارجع الى الموت المحتم انني خرجت من العراق اثر تهديد مباشر بقتلي والتمثيل بجثتي لانني بنظر المسلحين مخالف للشرعية الدينية وفني وصناعتي لهذه الاقنعة من اساليب جلب الشر والشياطين فلا ادري ما دخل الشيطان في هذه الفنون السريالية التي عرفتها البشرية منذ بداية الخليقة ودون ان يعرف الانسان القديم انه مهتم بها ويعتمد عليها في حياته ولا يستطيع الاستغناء عنها وبدون ان يدري وحتى ان ما وصلنا من صور ومعلومات عن واقع الحضارات القديمة هو بفضل هذه الفنون والنحت لجميع الاشياء التي كانت حوله لذلك فأنني اعتبر الرسم والنحت من اهم الفنون التي تديم  الصلة بين شعوب العالم قديما وحديثا.

 كيف تصف شعورك وشجونك لما يحصل من تدمير ونهب من قبل الدواعش لحضارة العراق القديمة في المتاحف او المواقع الاثرية المنتشرة في بلاد الرافدين؟

اصف الذي حصل بأنه خراب لجميع مجالات حياة الانسان العراقي وأنطلاقا من بداية تأريخ الانسان العراقي في بلاد الرافدين.

في نهاية القاء هل من رسالة تريد ان توجهها الى المهتمين بالفن والفنانين؟

اريد ان اقول ان عمر الفن لا يمكن ان يكبح تقدمه ومهما كانت الايديولجيات المتخلفة التي سيقت لنا من دول التخلف الى بلدنا العراق العزيز لان مهما دمروا واخفوا من حضارة العراق والعراقيين فلا بد ان تشرق ثانية رغم عن ارادتهم وأن هجروا او قتلوا الفنانين والمثقفين بناة الحضارة وديمومتها لان حضارة وفنون الشعوب لا تكتب او توثق بيد شخص واحد او عدة اشخاص وانما هي مسجلة من قبل العديد من الفنانين والمؤرخين منتشرين في العالم اجمع.

انني كفنان تشكيلي اوجه رسالة الى كل من يقرأ او يسمع مقابلتي هذه من منظمات او جهات انسانية ولهم الرغبة بالعمل معي في هذا المجال فأنني مستعد للعمل سوية لأغنائهم بجل خبرتي الفنية لخير البشرية والفن التشكيلي السريالي من منطلق تبادل المنفعة لمساعدتي في تأمين مصاريف ادويتي للامراض المزمنة التي اعاني منها من سنين وليس هناك من مساعد سوى الله عزة جلاله...

بنهاية لقائي معك استاذ صباح اشكرك الشكر الجزيل لصراحتك متمنيا وصول صوتك الى من يهمه امرك كفنان يريد ان يعيش وان يهب المجتمع أفكار جديدة غير مكلفة وأيضا اشكر رفيقنا العزيز الاستاذ فوزي الذي يلهمنا بالكثير من الأفكار والنصائح السديدة التي دفعتك  للمشاركة بالمعارض والمهرجانات الفنية هنا في لبنان والخارج ان وجدت…… ومن الله التوفيق ...