الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      قرار لتخفيض أسعار اللحوم في إقليم كوردستان يدخل حيّز التنفيذ      دعم الكورد وتقليص الهيمنة الايرانية شرط أساسي لزيارة السوداني الى واشنطن      يباع بنحو ألف دولار.. باحثون: أوزمبيك يمكن إنتاجه بكلفة 5 دولارات      روسيا تضرب صواريخ على أوكرانيا.. وبولندا تستعد      موجة إقالات تضرب كبرى الشركات العالمية! 25% منها تستعد لشطب ملايين الوظائف عام 2024      "يورو 2024".. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك
| مشاهدات : 3117 | مشاركات: 0 | 2016-07-23 11:22:48 |

السيد يعكوب أبونا المحترم/ المسيح إله متجسد واحد، وليس اثنان كما قال نسطور

موفق نيسكو

 

كتب السيد يعكوب أبونا مقالاً عن الكاهن الكلداني نياز الذي قال إن الله مات، ووافقنا الأخ يعكوب الرأي وقلنا له إن الكاهن أخطا في هذه النقطة، ولكنك أنت أيضاً في ردك على الكاهن وقعت في أخطاء أخرى أكثر من الكاهن، وأنا لا افهم ما معنى أن يكتب السيد يعكوب أفكار ويقع في أخطاء، فيُجاب على الفكرة والأخطاء بوضوح، ثم يعود إلى تكرار نفس الأمر، فهل نبقى إلى ما لا نهاية ليذهب ويقتبس آيات ويسطِّر  كلام غير مرتبط  يبعضه بالفكرة وخلط الحابل بالنابل؟.

أولاً: قلنا لك يا أخ يعكوب: الباحث الحقيقي لا يُشخِّص بل يجيب على الفكرة فقط بغض النظر عن كاتبها، ولا يستعمل عبارات هل وحدك تعلم؟ وتفرض رأيك..الخ، لكن يبدو ذلك دون فائدة، لذا أقول إن ردك على الكاهن الكلداني ظاهرهُ ديني معترضاً على خطأ معين، لكن باطنه نسطوري وبالتالي آشوري حيث دأب بعض السريان النساطرة (الآشوريين) أخيراً بكتابات تدافع عن النسطورية، ووضع اسم البطريرك ساكو في عنوان مقالك هو للدعاية والقول انظروا إن العقيدة النسطورية أصح من الكاثوليكية .

ثانياً: قلنا للسيد يعكوب: سلفاً أنا مع أن يكون الإنسان مسيحي بسيط مؤمن بالمسيح ألهاً متجسدا وفادياً بدون هذه الفلسفة والتعابير والاختلافات في العقائد، ولكن طالما حضرتك أو غيرك تريد أن تكتب في اللاهوت أو الخلافات العقائدية التاريخية، عليك أن تكون ملماً بها، لأن هذا علم تاريخ ولاهوت يدوّن ما حصل، وأنت تكتب مقالات روحية وتستشهد من الكتاب المقدس، لكن علم اللاهوت وتاريخ العقائد والاختلافات والانشقاقات ليست بتلك البساطة، صحيح أنها تستند إلى الكتاب المقدس، لكنها تختلف عن تعابير الكتاب الحرفية، ومواضيع اللاهوت تحتاج لقراءة مئات الكتب والتفاسير ومن كل العقائد، ويبدو أنك قرأت وسمعت باللاهوت والناسوت، وأؤكد أنك غير متمكن وملم بالموضوع، فتغير حرف واحد من التعبير يغير المعنى، فمثلاً تعبير للمسيح طبيعتين يختلف عن في المسيح طبيعتين، وفي مجمع نيقية وغيره اختلفوا على كلمة (Homoousios)  التي تعني مساو للآب في الجوهر، وكلمة (Homoiousios)  التي استعملها الآريوسيين وتعني كالآب في الجوهر، فأصرَّ المجمع على استعمال الأولى حيث فرق كبير بين المعنيين، وأضيف إن آريوس استعمل عبارة لغوية ملتوية مثل (المجد للآب بالابن في الروح القدس). (راجع كتابيَّ مار اسطثاوس السرياني رئيس مجمع نيقية، ومار ملاطيوس السرياني رئيس مجمع القسطنطنية الثاني).

 ثالثاً: إن علم اللاهوت برز بعد المسيحية نتيجة مكانة المسيح الفريدة في التاريخ والعالم لأن ولادته وموته وقيامته كلها خارقة لمفهوم الإنسان الطبيعي المتعارف عليه، هل هو إله؟، هل هو إنسان؟ هل الاثنين معاً؟..الخ، فكان لغزاً حيَّر حتى التلاميذ عندما سألهم من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ مت13:16، وهذه الآية كانت مدخل لعلم اللاهوت في الكنيسة الأولى، فاللاهوت هو العلم الذي يختص ويشرح الخصائص والذات والصفات لله، مثل ما هناك علم بالإنسان (الناسوت)، وعلم اللاهوت مستند إلى الكتاب المقدس وآياته، ولكنه عندما يشرح ذلك يستعمل كلمات ليس بالضرورة أنها أتت بحذافيرها في الكتاب، فكيف سيشرح شخص آية الكلمة صار جسداً؟، فهل سيشرحها بقوله مرة أخرى معناها، الكلمة صار جسداً، فشرح الآيات لإيصال الفكرة يتطلب استعمال كلمات كاللاهوت والناسوت والاقنوم والثالوث ولبس واتحد...الخ، والسيد يعكوب نفسه يستعمل هذه الكلمات، والمؤكد  أن لا مثال ممكن أن ينطبق على الذات الإلهية وتجسد وموت المسيح تماما لأن الله ليس له مثيلً، ولكن آباء الكنيسة استعملوا في التاريخ أمثال من الحياة العامة كوسائل إيضاح لشرح فكرة التجسد والفداء والثالوث..الخ، كما وضعوا قانون الإيمان واستعملوا عبارة مولود غير مخلوق مساو للأب في الجوهر..الخ.  

شرح عقيدتي التجسد والفداء للسيد يعكوب أبونا وباختصار

1: للتوضيح وقبل أي شي أقول: منذ بداية المسيحية ظهر هراطقة كثيرون قسم شكك في إلوهية المسيح (لاهوته)، وقسم في إنسانية المسيح (ناسوته) وقسم شكك بالروح القدس وقسم في أقنوم وطبيعة المسيح ..الخ، مثل آريوس، مقدونيوس، نسطور، أوطيخا، وقد حرمتهم الكنيسة في المجامع المسكونية الأولى، نيقية 325م، قسطنطنية381م، افسس الأول431م، افسس الثاني449م، خلقيدونية451م، والخلاف في مجمع خلقيدونية بين الكاثوليك والأرثوذكس لم يكن جوهرياً بل لفظيا فقط، وعلى كلمات مثل طبيعة واحدة، ثم عادت كنيسة روما واستعملت عبارة الطبيعة الواحدة سنة في مجمع القسطنطينية الثاني 553م، وبعدها، لأن مفهوم الطبيعة الواحدة هو من طبيعتين كما سنرى، أي الخلاف اللفظي دام 102سنة فقط، ولذلك الآن لم تعد تلك الكلمات مشكلة لأن مفهومها بين الطرفين كان ولا يزال واحداً، وخلاصة التعبير والاتفاق بين السريان والأقباط وروما هو البيان المشترك لكنيسة روما والأقباط  المختصر والواضح في10/5/ 1973م:

نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة (اللوغس) المتجسد، هو كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وأنه جعل ناسوته مع لاهوته واحداً، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظةً واحدة ولا طرفة عين، وفي نفس الوقت نحرم  تعاليم نسطور وأوطيخا (وأرجو ملاحظة الصيغة جيداً: المسيح "هو، وليس فيه" كامل في لاهوته وكامل في ناسوته، وأنه ،"أي المسيح، بالانكليزي he made his" جعل ناسوته ولاهوته واحداً).

2: إن عقيدتي التجسد والفداء متفق عليها من الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليين والانكليكان وعددهم حوالي مليارين ونصف باستثناء النساطرة وعددهم حوالي300,000 شخص أي1من 10,000، شخص في العالم، إضافة لشهود يهوه والسبتيين وغيرهم قليل.

 3: هناك فرق بين الرأي الشخصي الذي يستطيع 2 مليار ونصف شخص أن يعبر كل واحد عن رأيه ويستشهد بآيات كما يفعل السيد يعكوب، وبين الآراء المعتمدة رسمياً وإيمانياً من الكنيسة.

4: قبل أن اشرح عقيدة التجسد اقتبس أقول الأخ يعكوب الذي يبدو أن الأمور مختلطة عنده فيقول: فهل كانت العذراء مريم إلها  لكي تولد وتنجب إله؟ العذراء إنسان طبيعي فولدة إنسان مثلها، وإلا كيف نوفق بما يقال في قانون الإيمان، المولود من الأب قبل كل الدهور، يعني مولود من الله قبل العذراء ذاتها، فلاهوته كان قبل ناسوته ؟؟ إذا المسيح قبل ولادته من العذراء مريم كان إله، ولم يكتسب إلوهيته من مريم العذراء، ولكن الذي كسبه من العذراء مريم هو الجسد الإنساني الفاني هو الناسوت ،لذلك سمى نفسه بابن الإنسان، فلاهوته اخذ ناسوته وليس العكس فكانت له طبيعتين لاهوتية وناسوتيه الله كامل وإنسان كامل.

شرح عقيدتي التجسد والفداء

1: عبارة المولود من الآب قبل كل الدهور ليست الولادة الجسدية، بل هي الولادة الاقنومية الأزلية من الآب الغير محصورة في زمان أو مكان أو جسد، أمَّا الولادة الجسدية سنة 1م فهي: الذي من اجلنا ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنساناً.

2: وردت نبوات كثيرة في العهد القديم ترمز وتشير إلى ميلاد الكلمة اللاهوت الأزلي (المسيح) كإله متجسد، وأول إشارة مباشرة وواضحة أن المسيح سيولد من عذراء واستشهد بها متى في العهد الجديد: ها إن العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو اسمه عمانوئيل (اش14:7) وتفسيره  الله معنا (متى1: 23)، لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديراً (اش6:9)، وغيرها.

3: الاقنوم الثاني اللوغس أي المسيح الكلمة الغير مخلوق والمولود من الآب قبل كل الدهور والمساوي له في الجوهر كان موجوداً في الثالوث أزلياً  قبل التجسد من مريم: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (يوحنا 1:1).

 4: أول وصف للمسيح نطقه جبرائيل لمريم، انك ستلدين ابن الله عندما بشرها قائلاً: روح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله، فقالت مريم هوذا أنا آمة الرب ليكن لي كقولك (لوقا 35:1-38)، ففي هذه اللحظة اتحد الكلمة اللاهوت بالناسوت أو الجسد في أحشاء العذراء: والكلمة صار جسداً (يوحنا 14:1) ابن الله وابن الإنسان في آن واحد، والتعبير الدقيق هو تم التجسد، أي وُجِدَ الناسوت في الإتحاد، وقيمة الزمن بين وجود الناسوت واتحاده باللاهوت هو صفر، فقبل الاتحاد لم يكن هناك جنين ورب الجنين كما قال نسطور، أي لم يكن للمسيح جسد مستقل داخل أحشاء العذراء قط لكي يأتي اللاهوت ويتحد به، أو ليلبس اللاهوت الناسوت أو ليسكن فيه، أو ليكون الناسوت هيكل للاهوت أو ليقترن اللاهوت بالناسوت أو ليصاحبه.. الخ من هذه الكلمات التي استعملها وركّزَ عليها نسطور، الله الحي في ذاته تجسَّد في اقنوم الابن: وكما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته (يوحنا 25:5)، ومن رأى الابن بجسده فقد رأى الآب (يوحنا 14:9-10)، ونفس المسيح بجسده تجلَّى وظهر لاهوته، فلا اقتران ومقرون أو لابس وملبوس أو حامل ومحمول أو ساكن ومسكون، ولا مصاحبة أو تبني أو اجتماع..الخ، كما تقول أنت والعقيدة النسطورية يا أخ يعكوب، أنت تخلط الولادة الأقنومية الأزلية بالجسدية، اللاهوت لوحده أزلي لم يره أحد قط، لكن عندما اتحد اللاهوت بالناسوت في نفس اللحظة صار الجنين إلهاً متجسداً، ثم ولد من العذراء، فظهر الله في الجسد (1:تي 16:3) وعرفه العالم بالابن الوحيد الذي خبر (يوحنا 18:1)، فجسد المسيح هو جسد الكلمة نفسها وليس جسداً لشيء آخر قط سوى الكلمة، وليس كما قال نسطور الكلمة في الجسد، والمسيح هو الطفل ويسكن فيه ورب الطفل، بل الطفل هو الرب ذاته متحداً، الكلمة اللاهوت نفسها تَجسَّدت (وليس جسداً تألَّه)، فقبل الحبل به لم يكن ناسوت لكي يتألَّه، بل لاهوت تجسَّد، وسوائلك أخ يعكوب، هل العذراء إله لتلد إله؟ هو تعبير نسطوري بحت، فمريم مخلوقة، وهي لم تلد لاهوتاً منفرداً لوحده، وليست أُمَّاً للاهوت المنفرد أو أصلاً له كما تعتقد مستنداً على نسطور، وإلوهية المسيح ذاتية لم يكتسبها لا من العذراء ولا من غيرها، بل العكس، فالعذراء تقدّست وتطوَّبت بالقدير الذي صنع بها العظائم حيث وُلد منها الإله المتجسد، فاللاهوت هو رب العذراء، ولكنه ليس رب الطفل، الطفل نفسه هو الرب، وكما أن مريم لم تلد لاهوتاً منفرداً فهي لم تلد ناسوتاً منفرداً، بل إلهاً متجسداً، فهي أم لله المتجسد، وإن لقب مريم والدة الله ليس لأن الروح القدس حل في أحشائها، وإلاّ لكانت اليصابات التي امتلأت من الروح القدس أم الله أيضاً، بل مريم هي أم الله لأنها ولدت الكلمة المتجسد، أي الله، والطفل بلاهوته داخل أحشاء العذراء هو رب الكل: فقالت اليصابات لمريم فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي (لوقا43:1)، والطفل بلاهوته داخل أحشاء مريم هو رب العذراء أيضاً، فالقديسة مريم هي أُم الله أو الرب، أي أن المسيح هو ربها أيضاً.

5- هذا المسيح الإله المتجسد تكوَّن في أحشاء مريم من طبيعتين إلهية وإنسانية، ولكنه وُلد مسيحاً واحداً، إله وإنسان عدا الخطيئة، أي بعد اتحاد الطبيعتين لم يعد هناك اثنين من اثنين، بل واحد من اثنين، فلم يعد في المسيح طبيعتان مستقلتان، بل للمسيح طبيعتين، فهذا المسيح الواحد أي كلمة تُستعمل معه من الكلمات المُستعملة في التاريخ واللاهوت للإشارة إليه يجب أن تكون مقرونة بواحد أو واحدة، مسيح واحد، شخص واحد، أقنوم واحد، طبيعة واحدة، طبع واحد، مشيئة واحدة، فعل واحد لفاعل واحد، وهذا الواحد هو كامل في لاهوته (أبن الله)، وكامل في ناسوته (ابن الإنسان) في آن واحد، يحمل في آن واحد كل صفات الطبيعتين الإلهية والإنسانية بدون امتزاج (كاللبن في الماء)، بدون اختلاط (كالحنطة بالشعير)، بدون تغير (كاتحاد الأوكسجين بالكاربون وتكوين ثاني اوكسيد الكاربون)، بدون ذوبان وتلاشي (كذوبان السكر في الماء)، ولا اتحاد بالملامسة أو تغير في الطبيعة الواحدة من حالة لأخرى (كاتحاد الهواء القارص بالماء وينتج جليد)، ولا اتحاد سطحي ومتبلل الخواص (كطفو الزيت على وجه الماء)، ولا بالاسم (كاتحاد المرأة بالرجل واخذ اسمهً كما قال أستاذ نسطور ثيودورس المصيصي)..الخ، أنما اتحاد حقيقي جوهري كاتحاد النار بالحديد، ينتج حديد مُتوهج، وليس حديداً فقط ولا ناراً فقط، ولم يتحول النار إلى حديد ولا الحديد إلى نار، وكلٌ له خصائصه، ومثال الحديد مستمد من الكتاب المقدس بوضوح في عليقة موسى: فنظر وإذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق،  فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم، لماذا لا تحترق العليقة، فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة (خروج 1:3-5)، فقد رأى موسى عليقة واحدة فيها شيئين مختلفين، النار (لاهوت المسيح) المتحد بالخشب (الجسد)، وكان يتوقّعً أن تحترق العليقة ولا يبقى لها أثر، لكنه اندهش عندما رأى النار مشتعلة ولم تحرق العليقة، وهناك أمثلة أخرى من الكتاب المقدس كجمرة النبي اشعيا 6:6، أو خارج الكتاب مثل الجسد المادي المتحد بروح الإنسان، فلا يُقال لشخص أنه اثنان، بل واحد بجسده وروحه.

أقرب أمثلة لاتحاد اللاهوت بالناسوت

1: عقيدة الأرثوذكس السريان والأقباط  والأرمن والأحباش: صورة واحدة تحمل صورتين معاً، كل واحدة تظهر بإمالة الصورة باتجاه معين، فمرة تعطيك صورة الملك بزيه الملوكي، وعندما تميلها باتجاه آخر تعطيك صورة نفس الملك بزي منزلي متواضع وهو يخدم عائلته. وهذا المثل يشبه حادثة التجلي، إذ نفس المسيح حيث ظهر لاهوته وبهاء مجده في نفس الجسد.

 2: عقيدة الكاثوليك واليونان والكنائس الإنجيلية والانكليكانية: قطعة نقود فيها صورة الملك بزيه الرسمي على وجه، وصورته بزي منزلي على الوجه الآخر، أو كتابة: أني الملك خادم الشعب أصدرت هذه العملة.

وأرجو الملاحظة أن جوهر الإيمان بين الكاثوليك والأرثوذكس واحد ولا يوجد فرق سوى بالتعبير والتشبيه كما ذكرتُ.

3: عقيدة نسطور معقدة وتختلف كليا عن الأرثوذكس والكاثوليك، ودرستها بدقة ووصلتُ إلى تشبيهها بالتالي: تشبه كتاب اسمه المسيح بجزئين، أول وثاني، الجزء الأول نص مُقدس شفهي قراءهُ الملاك جبرائيل على مريم، وقال لها قومي أنت بتأليف الجزء الثاني تحريراً، فاستلمت مريم النص وحفظته واستوعبته وأصبح لها مصدر قوة وإلهام، وشرعت بكتابة الجزء الثاني مستندة على الجزء الأول، وبعد تسعة أشهر صدر الكتاب وعنوانه على الغلاف المسيح، وتحته تأليف مريم العذراء، وتحته الجزء الأول مكتوب بجانبه بين قوسن (الكلمة اللاهوت، نص أزلي مُقدس، مستقل، شفهي، أفكاره ساكنة في الجزء الثاني)، ثم الجزء الثاني مكتوب بجانبه (الناسوت، نص إنساني غير مقدس، مستقل، يتقدس بالجزء الأول الساكن فيه أو المقترن به)، وعندما تفتح الكتاب لن تجد إلاَّ الجزء الثاني فقط، فحسب نسطور التقديس والعباد والسجود لكتاب المسيح المؤلف من مريم، وكل ما قام به المسيح في حياته كاله يعود لقدسية الجزء الأول الذي استندت إليه مريم في تأليفها كتاب المسيح (اللاهوت)، أمَّا الإهانات والآلام والموت وما قام به المسيح في حياته كانسان يعود لأسلوب وقدرة العذراء الإنسانية المحدودة حين كتبت بيدها الجزء الثاني (الناسوت).

فنسطور استعمل فلسفة لغوية ملتوية لتمرير أفكاره، فهو قسَّمَ المسيح إلى أقنومين أو شخصين مستقلين، وصوّر اتحادهما اقتران أو مصاحبة في الهيكل أو المظهر الخارجي، وكان يستعمل باليوناني كلمة اقتران حيث يراها أدق من كلمة اتحاد، وتعرض للانتقاد، أي ليس اتحاداً حقيقياً جوهرياً، بل عرضياً، فهر يرفض قطعياً أن الله صار جسداً، أي الكلمة نفسها صار جسداً، ويؤمن بالكلمة-إنسان، أي أن الكلمة اللاهوت لم يتجسَّد بنفسه وصار إنساناً، بل خلقّ هيكل جنين إنساني مستقل في أحشاء العذراء واقترن به أو سكن فيه، فالمسيح عنده هو الطفل ويسكن فيه رب الطفل، ومريم ولدت ناسوت المسيح فقط، أمَّا رب الطفل فلم يولد مع الناسوت لأنه ليس متحد معه اتحاداً حقيقياً، لكنه (مرَّ) مع الجسد لأنه مصاحب له، فمريم استلمت الله الكلمة من الملاك لكنها لم تلده، بل مرَّ، وفي عظته الثامنة يقول إن المولود من العذراء بشر مثلها، وفي مكان آخر يقول لا استطيع أن أدعو الله طفلاً، ولا أعبد إلهاً مات ودفن..الخ، فهو استخّف بجسد المسيح وصوَّرهُ ببدلة جندي أو خادم لبسها الملك وظهر فيها متخفياً يمرر أفكاره من خلالها، وأن البدلة هي قناع لا تجعل من الملك خادم أو جندي حقيقي، ولفشل نسطور خرج بنظرية أسوء من الأولى هي الاختراق وتبادل الأدوار، فكيف لنسطور بحجة دفاعه عن اللاهوت لا يقبل باتحاد حقيقي مع الناسوت الضعيف، وهو اتحاد اقتران؟..الخ، لكنه يقبل أن الناسوت يخترق اللاهوت ليصبح معبوداً، ويخترق اللاهوت الناسوت ليصبح عبداً، فعقيدة نسطور تنسف المسيحية في أمور كثيرة ليس في لقب والدة الله كما يحاول بعض النساطرة تسويق ذلك، فنسطور لا يؤمن أن المسيح هو الله نفسهُ المُتجسِّد، بل إنسان عادي سكن الله في هيكله فأصبح مسيحاً، وهذا الأمر مرتبط بأمور كثيرة تؤمن بها الكنائس التقليدية الكاثوليكية والأرثوذكسية كعقيدة الفداء والافخارستيا لجسد المسيح الذي احتقره نسطور، فجسد المسيح (أبن الإنسان تحديداً!) هو مانح الحياة لأنه جسد الكلمة المانح الحياة نفسه: إن لم تأكلوا جسد "ابن الإنسان" وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيك، من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير (يوحنا 53:6)، ناهيك عن بتولية العذراء التي تُقرّها الكنائس التقليدية، فيسوع ليس إنساناً عادياً، بل إلهاً متجسداً نّفذَ من جسم العذراء بلاهوته وناسوته مثل ما دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة، أو مثل نفاذ أشعة الشمس بنورها وحرارتها من الزجاج دون أن تثلمهُ، والمهم الكنيسة النسطورية تؤمن بأربعة أقانيم، ثلاثة إلهية ورابع أنساني. (راجع قول المطران ميلتس أن كنيستهُ تؤمن أن المسيح اقنومين).

http://bethkokheh.assyrianchurch.org/articles/103

اقتباس من الأخ يعكوب: الأكثر من هذا خضع لتجربة الشيطان؟ ولم يقاوم هل يعقل أن الله يسمح لنفسه أن يجرب.

الجواب: عجيب غريب أمرك، وهل هناك أوضح من تجربة الشيطان الذي تُثبت أن المسيح هو الله وعلى الشيطان أن لا يجرب إلههُ وأن يسجد له، وأن الملائكة جاءت تخدمه: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خباً، فأجاب مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، ثم أخذه على جناح الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه مكتوب: أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك، قال له يسوع مكتوب أيضاً لا تجرب الرب إلهك، ثم أخذه واراه جميع ممالك العالم وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي، حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد، ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه. (متى4: 2-11، ولوقا4). ألم تكن أسئلة الشيطان إن كنت ابن الله؟ وهل هناك إلهين ليقول يسوع للشيطان لا تجرب الرب إلهك؟، ومن خدمت الملائكة غير الله الذي كان الشيطان يعرف أن الملائكة تخدمه.

اقتباس: المسيح  لم يمارس لاهوته لمصلحته الشخصية بدليل تعرضه للجوع والعطش والألم والموت في الوقت الذي أطعم الآلاف البشر.

الجواب: (لمصلحته الشخصية) ما هذا التعبير؟، لعلها فلسفة لغوية نسطورية، والمهم الجواب: إن المسيح على الأرض إله متجسد يستطيع أن يتصرف كإله وكانسان في نفس الوقت، إنه يشبه عميد جامعة وأستاذ محاضر في نفس الوقت، يمشي في الجامعة ويستطيع أن يوقِّع بريد العمادة ويجيب طلبته عن أسئلتهم العلمية، فالمسيح أكل وعطش بناسوته لأنه ابن الإنسان، وفتح عيني الأعمى وأقام الميت وغفر الخطايا وأطعم  آلاف ومشى على الماء بلاهوته لأنه ابن الله، وكل الأفعال التي قام بها المسيح إنسانية أو لاهوتية، فهي  تُنسب إلى المسيح الواحد.

1: ليس المسيح ابن الله فقط عمل المعجزات، بل المسيح ابن الإنسان أيضاً، فغفر الخطايا وقال للمفلوج قم وامشي: فشعر يسوع بأفكارهم وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم ، أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم وامش، ولكن لكي تعلموا أن (لابن الإنسان) سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج لك أقول قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك (لوقا 24:5).

2: ابن الإنسان هو نفسه ابن الله: سال تلاميذه من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟، فقالوا قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون ارميا أو واحد من الأنبياء، قال لهم وانتم من تقولون إني أنا؟، فأجاب سمعان بطرس أنت هو المسيح ابن الله الحي (متى 13:16-16).

3: استخدام عبارة ابن الإنسان للدلالة على لاهوته، فنفس ابن الإنسان الموجود على الأرض سنة 33م، هو ابن الله وموجود قبل إبراهيم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يوحنا 58:8)، ونفس الذي عمَّده يوحنا وهو أصغر من يوحنا 6 أشهر كان موجوداً قبل يوحنا: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي (يوحنا 15:1).

4: نفس المسيح ابن الإنسان على الأرض كان في نفس الوقت موجوداً في السماء أيضاً: ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء (يوحنا 13:3)، فمن هو ابن الإنسان الذي في السماء غير المتكلم نفسه موجود على الأرض يكلم نيقوديموس؟، فكلمات ابن الإنسان وابن الله هي شخص واحد (الكلمة المتجسد).

5: المسيح الإنسان شاهد نثانيئل تحت التينة بلاهوته كابن الله قبل أن يلتقي به: قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رايتك (يو1:48)، هل شاهده بلاهوته أم بناسوته؟، فرد نثانائيل يا معلم أنت ابن الله.

6: ابن الإنسان هو الله: فهو رب السبت (متى 8:12)، إذا كان ابن الإنسان يعني إنسان فقط فكيف يكون رب السبت؟.

7: بعد الصعود سلم اسطيفانوس روحه لنفس المسيح الذي كان على الأرض (أع 7: 58).

8: يسوع الإنسان الذي مشى على الماء أمام الناس ليس خيالاً بل هو الرب وابن الله الذي يُسجد له: أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين إنه خيال ومن الخوف صرخوا، فللوقت قال لهم يسوع تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا فأجابه بطرس يا سيد إن كنت أنت هو فمرني أن أتي إليك على الماء فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء، وإذ ابتدأ يغرق صرخ يا رب نجني ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت؟ والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله  (مت 14: 25-33).

9: إن جسد المسيح (أبن الإنسان تحديداً)، هو مانح الحياة لأنه جسد الكلمة نفسها المانح الحياة والذي لم ينفصل عن الكلمة قط (يوحنا 53:6).

10: أيَّاً كان اسمه ووصفه ولقبه، يسوع، المسيح، ابن الله، ابن الإنسان، فالابن هو الله: بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز (لإنجيل الله)،  فإن الله الذي اعبده بروحي في (إنجيل ابنه). (رومية 1-9).

من الذي صُلبَ وتألم ومات؟، هل هو المسيح بالجسد أم اللاهوت والناسوت معاً؟

2:  اقتباس من كلام السيد يعكوب: فالذي صلب ومات كان ناسوته، لماذا قال ايلي ايلي..الخ.

الجواب: الذي عُلق على الصليب هو الأقنوم الثاني الإله المتجسد رب المجد (أي الله المتجسد) وليس الجسد فقط، ومن الخطأ الخروج عن العقيدة المسيحية والقول إن المسيح صٌلب بالجسد، بل يجب القول صُلب الإله المتجسد رب المجد، لكن الذي تألم ومات هو الجسد فقط، وليس اللاهوت لأن اللاهوت منزه عن الألم والموت (إذا كانت روح الإنسان العادية لا تموت، فكم بالحري اللاهوت خالقها)، مثل ما يطرق حداد الحديد المتوهج بالنار، فجسم الحديد فقط يتأثر بالطرق وليس النار، وموت المسيح معناه انفصال شقي الناسوت أي انفصال روحه عن جسده وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته: وصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح (متى 50:27)، لكن اللاهوت لم يفارق جزئي الناسوت لحظة واحدة، لا قبل الموت ولا أثناء انفصال روحه الإنسانية عن جسده الإنساني، ومفارقة روحه لجسده عند موته على الصليب وعودتها ثانية في القيامة كانت بسلطانه الإلهي الذاتي، أي بلاهوته الغير منفصل عن ناسوته: لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا، ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضًا (يو10: 17-18).

والموت بالجسد بمفارقة اللاهوت ينسف عقيدة الفداء المسيحية، فالفداء لا يمكن أن يتم بالطبيعة البشرية فقط، لذلك الناسوت كان متحداً باللاهوت لكي تكون الكفارة أو الخلاص غير محدود، وعندما قال المسيح ايلي ايلي لماذا تركتني فإنه كان يردد نص المزمور 22، إلهي لماذا تركني، لأن المزمور يتحدث عن أحداث الصلب والموت ليُذكِّر اليهود أن ما يقومون مكتوب، من صلبه وأهانته والاستهزاء به واقتسام ثيابه وتقديمه للموت، والمسيح كان يستشهد من العهد القديم دائماً للدلالة على الإحداث التي يمر بها، أمّا كيف سمح الله للمسيح أن يتعذب، فهو لكي يتم الخلاص، فهو ذاك الأب الماسك بابنه والطبيب يقوم بإجراء عملية جراحية مهمة للابن تُخلِّصه من مرض، فيصرخ ألابن أبي أبي لماذا تركتني للعذاب، فيجيب الوالد: أصبر على كل شيء لأجل المختارين، لكي يحصلوا هم أيضاً على الخلاص (2 تيمثاوس10)، فالأب يعرف أن الحزن سيتحول إلى فرح لأن: الرب سُرَّ أن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة (اش 10:53)، وانتبه أن الرب ذاته هو الذبيحة.

 اقتباس: عزيزي موفق ما هو مصدرك الكتابي لنصدقك عندما تقول: يجب القول عُلق على الصليب الإله المتجسد رب المجد.

الجواب: تدلل وصدق، لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد (1كو8:2)، ولخاطرك سأذكر مصادر أخرى وانتبه على المصدر الأخير جيداً!

إن التهمة الرئيسة لصلب المسيح كانت لأنه الله: من أجل هذا طلب اليهود قتله لأنه جعل الله أبوه معادلاً نفسه بالله (يوحنا 18:5)، وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله (يوحنا 19:7)، لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل التجديف، فانك وأنت إنسان تجعل نفسك إله (يوحنا 33:10)، واعترف اليهود أن الذي كان مُعلق على الصليب هو ابن الله: فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا: حقا كان هذا ابن الله (متى 54:27). وبطرس قال لليهود أنكرتم القدوس البار ورئيس الحياة قتلتموه (أع 3: 15-14) فهل كان الناسوت الميت هو القدوس البار ورئيس الحياة إن لم يكن متصلاً باللاهوت؟، ويقول بولس الرسول أن يكمل رئيس خلاصهم باللآلام (عب 10:2) فمن هو رئيس الخلاص؟، والمسيح نفسه قال أنا الأول والآخر والحي الذي كنت ميتاً (رؤ1: 17-18)، فالمتحدث هنا نفسه رب المجد قبل وأثناء وبعد التجسد، يقول كنت ميتا رغم أن الموت كان أثناء وجوده على الأرض، وعلى الجسد فقط وليس على اللاهوت، والمسيح المطعون بالحراب المعلق على الصليب هو رب المجد نفسه الألف والياء الكائن العهد القديم والذي كان في العهد الجديد الذي سيراه الذين طعنوه، والذي سيأتي ثانية (رؤ1: 7-8)، ودم المسيح هو دم الله لأن الله غير المنظور هو في صورة المسيح  المنظور (كو1: 13-15)، وأخيراً يقول الكتاب بصورة واضحة ودامغة (لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه (أع 28:20)، فهل لله دم؟، فالدم هو دم جسد الله، فهو منسوب إلى الله، أي إلى اللاهوت الذي كان متصلاً بالناسوت ولم يفارقه لحظة واحدة.

(عدم انفصال اللاهوت عن روح المسيح الإنسانية وهو ميت): إن المسيح وهو ميت كان في الملكوت بلاهوته وأدخل اللص اليمن إلى الفردوس بلاهوته: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك، فقال له يسوع الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا23:42)، والمسيح وهو ميت نزلت روحه المتصلة بلاهوته إلى الهاوية فكرز للأموات من أيام نوح: مماتاً في الجسد ولكن محيى في الروح، الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن (1بط3: 18–20).

 (عدم انفصال اللاهوت عن جسد المسيح الإنسانية وهو ميت): إن جسد المسيح بقي سليماً ولم يعتريه الفساد لأن اللاهوت لم ينفصل عنه: فيسوع أن يقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود أنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم، فإذ كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً (أع 29:2)، والمسيح بنفسه بلاهوته المتصل بجسده أقام جسده: وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه، فقال اليهود في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه، وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده، فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا (19:2-22)، وبعد القيامة دخل بلاهوته وناسوته على تلاميذه والأبواب مغلقة، وإلى آخر لحظة ارتفع إلى السماء بلاهوته وناسوته وسلطانه في السماء والأرض: دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.

(مثال حول اتحاد اللاهوت بالناسوت في كل المراحل): محطة أرضية تقوم بإطلاق مركبة فضائية (ناسوت المسيح الإنساني من جسد وروح) إلى القمر، والمركبة مكونة من رأس وقاعدة، تصل المركبة إلى سطح القمر، ينفصل الرأس عن القاعدة ويهبط على سطح القمر لإجراء أبحاث لمدة ثلاثة أيام، ويعود الرأس ويلتحم بالقاعدة، فالاتصال اللاسلكي مع المركبة هو (اللاهوت) والقاعدة هي (جسد المسيح) والرأس هو (روح المسيح) والاتصال في جميع المراحل لم ينفصل لحظة. (إذا كان بالماديات ممكن، فما بالك بعظمة سر التقوى).

وشكراً / موفق نيسكو










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6351 ثانية