الهجرة وحتميتها امام غياب الحلول..........!!!

قرأت في احدى الصفحات خبرا يقول بان هناك حملة اطلقوا عليها اسم (Roosh) وهي خاصة بالمطالبة بالحكم الذاتي لسكان سهل نينوى الاصليين ..وخبر اخر على النقيض يقول بان وزارة الهجرة الكندية سترسل وفدا الى شمال العراق لاعادة توطين العراقيين هناك وتسهيل هجرتهم الى كندا ...وقد علا صراخ البعض وعويلهم بضرورة عدم الهجرة واين كانت كندا لليوم ويجب التمسك بارض الاجداد المطالبة بالحكم الذاتي .... انا اسمي كل هذا مجرد ""مظاهرات صوتية"" يطلقها البعض لعدة اسباب منها حب الظهور ومنها من يود تنصيب نفسه مدافعا عن الشعب "المكرود" وما اكثرهم هذه الايام خاصة اهل البدلات والاربطة الجدد ومنهم من هو صادق في توجهه لانه لليوم يحلم بما اكله الدهر ومضغه مضغا جيدا وابتلعه ولا يعلم بخفايا الكثير من الامور وخبايا التاريخ ....

اما رأيي فيقول اولا انا لست مع الهجرة كفكرة لكنها اصبحت حقيقة واقعة لا مناص منها امام غياب الحلول فاين هي الحلول وكيف ومتى ونحن على شفى السنة الثانية من التهجير القسري ...جدوا حلولا ولا تستجدوها ..حلولا ناجعة للشعب والاغلبية العظمى لن تهاجر .. ثانيا بعد ان ترك الجميع المسيحيين من رجال الخدمة الكنسية الى السياسيين والاكاديميين والادباء والكتاب الا ما ندر ..تركوا المهجرين لمصيرهم المجهول ومستقبلهم الغامض يتخبطون بتراب المهجر والغبار اعتلى بلداتهم المحتلة والمهانة فلوكانت الهجرة رجلا لقتلتها واشبعتها موتا لكنها حقيقة واقعة ومارد كبير ومقاتل شرس يفتك بنا كل يوم ..نحن المهجرين اللاجئين سواء داخل العراق او خارجه لا نجد من يمد لنا يد العون والمساعدة بل وايجاد الحلول التي تحافظ على وجودنا في العراق ...اتحدى اي رجل دين او سياسة او اديب او شاعر او اكاديمي الا ما ندر انه طرح مشكلتنا كقضية وجود ومصير وليست قضية كم مهجر يودون الهجرة بعد ان انقطعت بهم السبل ؟؟اذكروا لي واحدا حمل الامنا كقضية وفعلها طرحها على الملا ..

الكل تاجروا ولا زالوا يتاجرون بنا ..الكل اغتنى واصبح من الاثرياء بدمائنا ودموعنا ومظلوميتنا ومنهم من قامر باموال حرام وسحت الفقراء المحتاجين الى الاستقرار والامان وبناء مستقبل لهم ولابنائهم ..اين نبني المستقبل ومن الذي سيبني مستقبلنا وكيف ربما لايعرف الكثيرون مدى الظلم الذي جرعناه ونجرعه وقد جرعه اجدادنا قبل هذا اليوم بقرون عدة وكانت النتيجة المزيد من الشهداء والمزيد من الدماء بحيث اصطبغ العراق بدمنا فكل قرنة تبكينا هنا في عراقنا وكل زاوية ترثينا ..انا لا اتحدث من خلف الطاولات ومن على الكراسي بل اتحدث وانا اشرب كاس مرارة الغربة والتغريب بألم اتحدث بلسان كل مظلوم ومهجر سواء داخل العراق او خارجه ..اتحدث بلسان كل من ترك ارضه وبيته وكنائسه وحمل صليبه على امل ان يجد ولو سمعانا واحدا يعينه على ثقل الصليب لكن كان العكس فقد كثر الجلادون وكثرت معهم الصلبان ...صليب الغربة وصليب الانتظار وصليب انعدام الامل وصليب الفقر والحرمان وصليب الاستجداء واعظمهم صليب الاهانات اليومية ""فيقول مار بولس نحن لاجلك نهان كل يوم " .. يكفي متاجرة بمشاعرنا واتركوا الناس تقرر مصيرها ..فمن ينادي بالحكم الذاتي عليه اولا ان يحصل على حقوقه البسيطة ومن يصرخ بالحكم الذاتي عليه ان يحسم ملفات القرى والاراضي التي تسلب كل يوم فهؤلاء الرعاة ورجال السياسة لا يرحمون ولا يتركون الله يرحم هل تنتظرون "سيفو جديدة" ام سنجار اخرى ام تنتظرون قرار اممي لاعتبار ماجرى لنا ابادة ..وماذا يعني وكما يقول العراقي"""وتالي شنو يعني""" ..لكل واحد من رجال الخدمة الكنسية اصدقائه واحبابه وايضا من يسمونهم السياسيين ...اتحداهم ان يردون على كلامي ..الغوا المادة 26 من قانون البطاقة الموحدة ؟؟؟ فعّلوا المادة 23 ثالثا ب من الدستور العراقي الحالي..ردوا كرامة الصليب المهان في ماكسي مول...

اطردوا داعش من ارضنا وبلداتنا اعقدوا مؤتمر شعبيا عاما لتقرير مصيرنا وووو وتطول القائمة ...!!!!! كفى مزايدات وتتفيه الشعب واستغبائه فشعبنا اذكى من الذي تطرحونه ..مَن مِن المسؤولين وصل الاردن واطمئن على احوالهم وكيف يعيشون واين ؟؟ الا عن الذين كانوا سكنوا الكنائس "احباب القائد" ولليوم ؟؟ من وصل الى لبنان وحرك ملفاتهم وما يعيشونه من ظلم وسقم والام وماسي الغربة ومطاردتهم في اعمالهم ورزقهم ورفع المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين يدها عنهم من طمئنهم ولو بكلمة فالكلمة الطيبة صدقة ....لقد استغل الكثيرين ماسيهم للثراء اما المهجرين الذين في تركيا فحدث ولا حرج فهم في عداد المفقودين ...هناك من يودون العمل ولكن يحارَبون ويزاحون من على طريق تجار الموت ...فكندا كانت او المانيا او حتى موزمبيق فالغالبية العظمى تود الرحيل لا لشئ فقط للاستقرار وراحة البال وبناء المستقبل والتخلص من المتاجرة بها .... لقد طال الكلام من الالم الذي يعتصر قلبي فمن فضلة القلب ينطق اللسان ...تحياتي