اقليم كوردستان في انتظار مبادرة سياسية جديدة من الرئيس بارزاني وممثله يجتمع بالاطراف الكوردستانية

عشتارتيفي كوم- باسنيوز/

زيارة فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان الى السليمانية ممثلا للرئيس بارزاني،أذابت بعضا من الجليد السياسي، وهناك مقترح يقضي باعادة تفعيل برلمان كوردستان  عبر اتفاقية جديدة، ويبدو ان حركة التغيير تتجه الى العودة لدورها كمعارضة .

نوشيروان مصطفى المنسق العام لحركة التغيير مع انه قال بأنه غير مستعد لاستقبال المبعوث الرئاسي بمعزل عن الاتحاد الوطني الكوردستاني حليف الحركة، لكنه في النهاية وافق على الاجتماع مع ممثل بارزاني بشكل منفرد.

وقد اجتمع المبعوث الرئاسي مع كبار المسؤولين في الاتحاد الوطني في السليمانية، لمعرفة رأيهم في مسألتين كما وأبلغهم رسالة من الرئيس بارزاني.

مصدر رفيع ومطلع على فحوى الاجتماعات التي اجراها الدكتور فؤاد حسين في السليمانية،قال لـ(باسنيوز)، ان "اللقاء الخاص والمنفرد بين فؤاد حسين والمنسق العام لحركة التغييرنوشيروان مصطفى، أسفر عن نتائج ايجابية " .

واضاف المصدر، بأن فؤاد حسين خلال لقاءه مع نوشيروان مصطفى، طلب رأي حركة التغيير في مسألتين  أولهما " تشكيل وفد مشترك للتباحث والتفاوض مع بغداد حول الاستفتاء على حق تقرير المصير والعلاقة مع بغداد، والثاني مسألة ترشيح شخصية من الاتحاد الوطني لتسنم منصب رئاسة البرلمان"، حيث الطرفان(الاتحاد والتغيير) يجمعهما حاليا اتفاقية سياسية مشتركة، بحيث يمهد هذا الأمر الطريق أمام اعادة تفعيل برلمان كوردستان، ومن ثم عقد اتفاقية سياسية جديدة حول الامور الاخرى ذات الاهتمام المشترك " .

المؤشرات الاولية تنوه الى أن التغيير لا يود الاستمرار في صفوف الحكومة ولا يود استلام أي منصب فيها، لكنها تود أن يتحقق ذلك من دون أن يحتسب ذلك تنازلا من جانب الحركة، بحيث يمارس دور المعارضة حتى الانتخابات المقبلة.

وأوضح المصدر أيضا، بأن الاشكالية بالنسبة لحركة التغيير مردها تأكيداتهم السابقة على اعادة تسنم المناصب التي اُبعدوا عنها(كان قد تم ابعاد ممثلي الحركة عن رئاسة البرلمان و وزارتي المالية والبيشمركة)، وهم الآن في وضع محرج حيال التراجع عن موقفهم .

حول هذا الموضوع كان محمد توفيق رحيم مسؤول غرفة العلاقات الدبلوماسية في حركة التغيير قد قال لاذاعة (صوت أمريكا)، اذا تم تطبيع الأوضاع، فان كل الاحتمالات ستكون مفتوحة أمام حركة التغيير ويمكن ان ينسحب وزراؤها من الحكومة.

وعن زيارة فؤاد حسين ولقاءه مع كوسرت رسول النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني( حزب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني)، أعلن بأنه علاوة على الوقوف على رأي الاتحاد، فانه سلم رسالة من بارزاني الى قيادة الاتحاد.

ووفق المعلومات التي أدلى بها المصدر، فان بارزاني طلب في رسالته من الاتحاد أن يمارس دوره التأريخي في هذا الظرف الحساس وأن لا يميل بثقله التأريخي نحو الانحياز، بل من المهم ان يتوافق ويتماشى مع السياسة الحكيمة للرئيس جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، التي  كان يسيرعلى نهجها خدمة للمصلحة الكوردستانية العليا.

وبحسب المصدر، فان كوسرت رسول النائب الأول للأمين العام للاتحاد، بارك خطوة الرئيس بارزاني هذه وعبر عن تمنياته بأن يتمكن الديمقراطي الكوردستاني والتغيير من حلحلة المشاكل العالقة بينهما.

ونقل عن رسول قوله، بأنه سيبذل كل جهوده وثقله من أجل أن تصل هذه المساعي الى النتائج المنتظرة منها .

وأوضح المصدر أيضا بالقول فيما يتعلق بمسألة أعادة تفعيل برلمان كوردستان(متوقف عن العمل منذ يونيو/حزيران 2015) قال فؤاد حسين للاتحاد الوطني بأن من الضروري أن يتوصل الاتحاد مع التغيير الى صيغة حل، كي يكون تسمية مرشح من الاتحاد لتسنم رئاسة البرلمان امرا طبيعيا ويمر بسلاسة (الديمقراطي الكوردستاني يصر على عدم اعادة تسنم رئيس البرلمان الحالي مرشح التغيير يوسف محمد المنصب).

وأعلن المصدر، بأن كوسرت رسول قال للمبعوث الرئاسي، بأن الاتحاد لا يرى حرجا في تولي المناصب التي كان يتولاها مرشحو حركة التغيير، اذا كان وفق اتفاق مشترك بين الديمقراطي الكوردستاني والتغيير ومن أجل المصلحة العليا لكوردستان.

وصرح المصدر لـ(باسنيوز) ايضا، بأن الرئيس بارزاني يقصد من وراء استشارة الاحزاب والقوى السياسية الكوردستانية حول المسألتين المشار اليهما، انه في حال تلقيه أجوبة ايجابية بصورة عامة، فانه سيطرح في الاجتماع الموسع المنتظر معهم، مبادرة جديدة على ضوء ردود هذه الاحزاب.

برلمان كوردستان - ارشيفية

رئيس كتلة الحزب الشيوعي الكوردستاني في برلمان كوردستان أبو كاروان الذي شارك خلال الفترة الماضية في اجتماع مع رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني ، قال لـ(باسنيوز) بأن بارزاني أكد في اجتماعه معهم بأن سيواصل الجهود حتى معالجة المشاكل العالقة، وفيما اذا تلقى أجوبة ايجابية من الاحزاب حول المواضيع التي يتم تداولها، سيطرح مبادرة جديدة على ضوء أجوبة وردود هذه الاحزاب على مبادرته لجمع الاطراف الكوردستانية وخلق اجماع وطني على مسألتي الاستفتاء وتقرير المصير وتحريك العملية السياسية في الاقليم ، وقال "نتوقع بأن يعلن بارزاني مبادرته الجديدة خلال اجتماعه الموسع  المنتظر مع الاحزاب والقوى الكوردستانية ."

من جهته قال النائب وعضو المجلس الوطني لحركة التغيير عادل عزيز حول لقاء فؤاد حسين بقيادة الحركة ، بأن "كل خطوة في هذا الظرف من أجل معالجة المشاكل أمر ايجابي، زيارة فؤاد حسين واجتماعه مع نوشيروان مصطفى هو تذويب لجزء من الجليد في الاوضاع السياسية للاقليم ".

وتابع القيادي في الحركة "المشكلة ليس فقط في البرلمان المعطل، بحيث يتم حلها بتغيير رئاسة البرلمان، بل ان رئاسة الاقليم تعاني من معضلة قانونية وتعيش حكومة اقليم ازمة مالية حادة وتم ابعاد عدد من وزراء التغيير بمكالمة هاتفية، لذلك من الضروري طرح كل هذه المشاكل دفعة واحدة على طاولة المباحثات ومعالجتها معا." مشددا على أن "اقليم كوردستان بحاجة الى اتفاقية جديدة من أجل ان يتجاوز هذه المشاكل وأن يتم استعادة الامور الى مرحلة ما قبل 12 اكتوبر/تشرين الاول، وهذا باعتقادي هو جزء من الحل"قال القيادي في حركة التغيير.

وتابع بالقول،  أن " الحركة تتطلع لأن تعود الاوضاع الى ماكانت عليه قبل 12 اكتوبر/تشرين الاول ، وتعد زيارة فؤاد حسين ولقاءه مع منسق الحركة نوشيروان مصطفى والمحاولات الجارية من اجل تشكيل لجنة لمعالجة الاوضاع، هي خطوات ايجابية، وهم كحركة تغيير يرحبون بكل خطوة من شأنها معالجة المشاكل العالقة".

وأكد ايضا، كل لقاء واجتماع مشترك هو نوع من تذويب الجليد السياسي بين الاطراف الكوردستانية، خصوصا بين الديمقراطي الكوردستاني والتغيير، وفي النهاية لابد من حل المشاكل بالحوار.

لكن سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني أوضح لـ(باسنيوز)، بأنهم غير مطلعون على مبادرة منح رئاسة البرلمان للاتحاد الوطني، وقال "هناك محاولات لمعالجة الوضع، ويرى الاتحاد بأنه قبل عقد اجتماع الاطراف الكوردستانية في رئاسة اقليم كوردستان، يجب ان يتم تهيئة الارضية لهذا الاجتماع و معالجة بعض المشاكل العالقة."

وقال القيادي في الاتحاد ايضا، بأنهم كاتحاد وطني مستعدون لزيارة كافة الأطراف السياسية وكل خطوة باتجاه مصلحة شعب كوردستان يرونها خطوة جيدة، بالشكل الذي تتوصل من خلالها جميع الاطراف الى الاتفاق حولها.

تجدر الاشارة الى ان رئيس اقليم كوردستان، مسعود بارزاني، وجه رسالة في عيد الفطر من هذا العام، طالب فيها الاطراف السياسية بأن يجتمعوا لمناقشة مسألة الاستفتاء والعلاقات بين الاقليم وبغداد ليتم التوصل الى اجماع وطني حول هاتين المسألتين، وأن يتم التوصل الى حل لمجمل اوضاع الاقليم السياسية.

عضو المجلس العام لحركة التغيير صالح زازليي قال لـ(باسنيوز): "لا عداوة دائمة في السياسة، لأن المصالح الحزبية والمصالح العامة للناس تحتل مساحة واسعة منها ، ليس صحيحا أن يستمر العداء بين التغيير والديمقراطي، بل على حركة التغيير أن تستقبل ممثلي الديمقراطي الكوردستاني، وكذلك أن يفتح الديمقراطي الكوردستاني الأبواب أمام التغيير.

وأوضح زازليي بالقول ايضا "نحن نرحب بالاجتماع مع الديمقراطي الكوردستاني ومعالجة المشاكل القائمة بيننا، اذا أصدر السيد مسعود بارزاني قرارا بعودة يوسف محمد الى منصبه، عندها نستطيع نحن الجلوس معا لمعالجة المشاكل، الديمقراطي الكوردستاني لا يرغب بعودة يوسف محمد رئيسا لبرلمان كوردستان."

بدوره قال عبدالخالق بابيري القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني لـ(باسنيوز):"ان الديمقراطي الكوردستاني مصرّ على تغيير هيئة رئاسة البرلمان ورئيسه يوسف محمد ، حتى لاتتكرر المشاكل مرة اخرى للبرلمان ولشعب كوردستان، لأن يوسف محمد لم يستطع النهوض بمهامه كرئيس للبرلمان، الذي تحول في عهده الى ساحة للصراعات الحزبية، والمسألة غير شخصية بل ان القرار اتخذ نتيجة تجربة."