لقد كانت الجريمة موجودة منذ بدأ الخليقة وكانت الأغلبية ضدها رغم بدائية الحياة في الأزمان الغابرة والتأريخ شاهد على ذلك وقد دون اغلب تلك الجرائم ،فأذا كانت جرائم للصراعات الطبيعية بين الدول لأجل المنافع والحدود والمياه او الأرض وكذلك الجرائم التي تحدث بسبب تصرفات فردية لأشخاص من اجل المال او امور اخرى فقد كانت هناك عقوبات على الجاني حسب تطور تلك المجتمعات سواء كانت عن طريق تطبيق القانون او حسب العرف الأجتماعي لتلك المجتمعات وعادة تنتهي تلك الصراعات بعد زول تلك الأسباب ، لقد تطورت المجتمعات وتطورت القوانين التي تحمي حرية الأنسان وحقوقه، ولكن ونحن في القرن الواحد والعشرين ظهرت طريقة جديدة لأرتكاب الجرائم وهذه المرة مدعومة بأيدولوجية دينية معتمدة في الكتب الأسلامية ، وفي المدارس الدينية التي تطالب بتطبيق الشريعة الأسلامية وتأسيس خلافة اسلامية على شاكلة الخلافة ايام الفتوحات الأسلامية ،والذين يؤيدون هذا الفكر يعتبرون ان ما يقومون به من جرائم هي جهاد في سبيل الله وأن الدين يأمرهم بذلك وأن قتل غير المسلمين هو من صلب واجبهم الديني ، ولهذا اصبح قتل الأبرياء هو منهج مستمر ولن يتوقف طالما هذه الأيات والأحاديث موجودة والتي تكفر غير المسلمين وتدعوا المسلمين الى محاربتهم وأخضاعهم حسب ما يدعوا الدين اليه وهي اما دخول الأسلام او دفع الجزية او القتل ،وهذه كانت مطبقة اثناء الفتوحات الأسلامية .
اذا لماذا الأنكار وتبرئة الأسلام من هذا الفكر ؟ اليس من المنطق ان تقوم الحكومات والمراجع الدينية بواجبها الأنساني والأخلاقي ؟ بحذف هذه الأيات والأحاديث من كتبهم ؟ لكي يتوقف الأرهاب والقتل الذي انتشر في كل دول العالم ، وهو مستمر بشكل عنيف ولا يمكن السيطرة عليه ، لأن الذين ينتحرون من اجل قتل الأخرين يؤمنون بذلك ولا يمكن كشفهم مهما استخدمنا من الوسائل ،فالقس الفرنسي الذي قتل في فرنسا ما علاقته بالسياسة وهو في العقد التاسع من العمر ، اليس هذا بسبب الدين الذي يدعو اليه منتسبيه الى قتل الأخرين الذين لا يؤمنون به ، ثم لماذا هذا الخوف من قول كلمة الحق ؟ لقد كانت الشعوب في الشرق تخاف من قول كلمة الحق بسبب غياب الحريات ، اما اليوم فقد اصبح العالم مفتوح ويمكن قول كلمة الحق وهذا اضعف الأيمان من اجل وضع حد لهذا الوباء التي تديره المنظمات الأرهابية في الشرق والعالم ،وبعد الأحداث والجرائم المستمرة في كل مدن العالم اصبح الأستنكار والأدانة والعمل العسكري غير كافية ، بل لا بد من اجراءت كبيرة على مستوى الحكومات والمراجع الدينية من اجل معالجة هذه المشكلة من جذورها وهي حذف الأيات والأحاديث التي تدفع بالأرهابيين الى ارتكاب جرائم ضد المدنيين الأبرياء ،لأن داعش وغيرهم يقولون اننا نطبق ما موجود في الكتب ويعتبروه كلاما منزلا من الله ، لذلك ينتحرون وكأنهم ذاهبون الى الجنة كما يصرحون بذلك ، وهذا ما يبرر تضحية الأنسان بنفسه من اجل هدف اسمى ،لذلك على المراجع الدينية والحكومات ان تستيقض من هذا السبات وتعالج هذه المشكلة من جذورها. ليس ذنب الأنسان ولد مسلما ولكن ذنبه ان يسكت على هذا الخلل الفكري الذي يذهب ضحيته العشرات من الأبرياء في العالم دون ان يهتز ضميره ودون ان يحرك ساكنا .ان ترك الأمور على هذا الحال سوف تزداد الكراهية ضد المسلمين في كل مكان وسوف يكون رد الفعل عنيفا وخاصة في بلاد المهجر وربما تضطر الحكومات الى اصدار تشريعات بطرد المسلمين من بلدانها بسبب الأرهاب الذي تتبناه هذه الأيدولوجية الدينية .
كما ان الشعوب في هذا الزمن ذكية ولا يمكن الضحك عليها بالأنكار وبدفع التهمة عنها ،وكفى قتل الأبرياء ، لأن السكوت على هذا الفكر المدمر لا يبرأ احدا سواء كانوا رجال دين او حكومات او حتى الشعوب عليها القيام بدور اكبر وكل حسب موقعه من اجل اجبار اصحاب القرار لوضع حد لهذه الجرائم الفضيعة والمتكررة التي ترتكب بأسم الدين وعلى مرأى ومسمع العالم ، ان ارساء السلام والأمن في كل العالم هي مسؤولية الجميع ..فهل نرى رجال وحكومات شجعان من اصحاب القرار يقومون بأفعال واجراءات تؤدي الى ايقاف نزيف الدم في العالم ، هذا ما سوف تكشفه الأيام القادمة في المستقبل ، وأن غدا لناظره لقريب...