المفاهيم تتغير وفقاً لبعض المعايير التي قد تكون مغلوطة وغير صحيحة وخلافاً لسياقها الطبيعي ، فعندما تكون مصلحة الإنسان متوافقة مع الإجراءات التي يقوم بها بعض المجرمين الأوغاد ضد شعوبهم أو الشعوب المجاورة ، فيتمنوا عودة هؤلاء وأيام حكمهم السوداء التي اذاقت الناس مرّ الهوان ، ومنهم النازي هتلر وستالين وموسليني ، وفي العصر الحديث ، صدام وبشار الأسد والقذافي وعلي عبدالله صالح وغيرهم ...
يمجدوا هتلر لأنه أباد اليهود ونسوا أنه وضع العرب على القائمة ايضاً ، وستالين لأنه كان يحكم بالقبضة الحديدية ويرسل المناوئين إلى منافي قفقاسيا ليموتوا هناك ، وموسليني كان يبطش بأعدائه دون رحمة ، وصدام أباد الأكراد في حلبجة والشيعة في الدجيل وملأ المقابر الجماعية في حرب الأنفال من الشيعة والأكراد ، وحارب إيران ثمان سنوات وإحتل الكويت وشرّد اهلها وضرب السعودية بالصواريخ ، واما الأسد فقد قتل من شعبه قرابة المائتي الف ولا تزال سوريا تنزف دماً كلّ يوم ،والقذافي ذبح المناوئين له وقتل منهم في دول المنافي الكثيرين ، وعلي عبدالله صالح خرّب اليمن ، وعندما أزيح عن الحكم تحالف مع الحوثيين بغية العودة إلى سدة الحكم ثانية كما يتمنى .
فما السبب في تمجيد القتلة والمجرمين ليصبحوا أبطالاً يترحم عليهم بعض قصيري النظر والجهلة ، فما تمجيد اسامة بن لادن إلا مثلاً لأنه حارب اميركا كما كان يدعي ونسوا إنه كان صنيعتها ضد الإتحاد السوفياتي السابق ، ولا زال فكره يجيّش الجهلة واصحاب السوابق الإجرامية ومدمني المخدرات ليفجرّوا انفسهم بين الناس الأبرياء لكي يفوزوا بالحوريات في الجنة المزعومة .
وهذا يذكرني بقصة يتداولها الناس ربما غير حقيقية وهي : أن شخصاً كان يسرق الأكفان ويبيعها ولما توفي سارق الأكفان نفسه ، تولى إبنه المهنة فكان يسرق الكفن ويدق عصا في دبر الميت ، مما جعل الناس يترحمون على والده ولسان حالهم يقول :
الله يرحم (فلان) كان يسرق الأكفان فقط أما الآن فالحال أسوأ بكثير ، وهذا حال الدول العربية والعراق وليبيا واليمن نماذج لما نقول ، والحال أصبح من سيئ إلى أسوأ .
الحقيقة المرّة هناك جهل وتقييم غير عادل لكي يفرّق الناس بين المجرمين والأبطال ولكي نصل لهذه الحقيقة علينا بتوعية الناس ليفرقوا بين الصالح والطالح ، وهذا لا يمكن في المستقبل القريب ما دام بعض الدعاة في السعودية والكويت وقطر وباكستان وغيرها يمجدون اعمال داعش ومجرمي الحرب بشكل مباشر او غير مباشر ، وكذلك الأموال تتدفق للإرهابيين من قبل المنظمات التي ظاهرها خيرية وباطنها تمويل الإرهاب ، فإلى متى ينخدع السذّج وبسطاء الناس بمن يرسلونه كالخراف إلى مجزرة الإرهابيين ؟ إلى متى؟