حالة غريبة طفت على سطح المجتمع المسيحي بعد ( مشروع ) مجلس النواب بالغاء الخمور وما يتعلق بها من تصنيع واستيراد وبيع واحتساء وكأن المسيحيين هم المعنيون بهذا الموضوع وتعالت أصوات الاستنكار والشجب والغضب والرفض من قبل ممثلينا في البرلمان العراقي وكذا الحال مع أقلام الكثير من المثقفين المسيحيين الذين ألبسوا أنفسهم ( تهمة ) هم منها براء ، لو أجريت عملية احصاء وتدقيق ومتابعة حقيقية لمروجي الخمور ومحتسيها لتبين أن الرؤوس الكبيرة الممولة لترويج الخمور ومن غير المسيحيين هي التي تسيطر على هذه التجارة المربحة ربحا فاحشا وسيظهر بما لايقبل الشك أن المكون المسيحي هو الأقل في هذا ( الرجس ) وإلا من يصدق أن أعضاء مجلس النواب براء من الخمر احتساءً وحماية ً لباعتها ومستورديها ؟ أما بالنسبة للحديث عن ( قطع أرزاق ) باعة الخمور فتلك ذريعة (أوهى من خيط العنكبوت)، فأعداد باعة الخمور ( باستثناء اقليم كوردستان ) لا تتجاوز العشرات في أكثر التقديرات فقد عملت أيادي القتل على تصفية أعداد كثيرة من ممتهني هذه المهنة جهارا نهارا بعد أن مورست ضدهم مختلف الضغوطات والابتزازات والتهديدات انتهاءً بالتصفية الجسدية.
ثم .. هل باعة الخمور ( المسيحيون ) وحدهم يعانون من البطالة والضياع ؟ ماذا عن جيوش الشباب العاطلين من خريجي المعاهد والكليات الذين يعملون سواقا لسيارات الاجرة أو يبيعون قناني المياه في تقاطعات الشوارع ( مع جل احترامنا لجميع المهن الشريفة ) ..هل كانوا باعة خمور وتحولوا الى وضعهم الحالي ؟ الادعاء بقطع الارزاق من المفروض أن يقترن بحركة إنسانية وتقديم العون لايجاد وظائف تليق بشهاداتهم وامكاناتهم .. احشروا أعداد باعة الخمور مع آلاف العاطلين وابحثوا عن حل حقيقي لهم بتوفير وظائف حكومية أو فرص عمل يعتاشون منها .. وأنا شخصيا وفي سطوري أعلاه أرفض تماما إلصاق مهنة استيراد وبيع وتعاطي الخمور بالمكون المسيحي فقط ، ابحثوا في سجلات مراكز الشرطة عن المشاكل الناتجة عن السكر لتتأكدوا أن المسيحيين ( بغالبيتهم ) يعرفون حدودهم في احتساء الخمر ويلتزمون بها ويحتسونها في بيوتهم ولايجاهرون بها ، فالاولى بواضعي هذا المشروع أن يبحثوا في الاسباب قبل القفز الى النتائج عندها سيتوضح الخيط الابيض من الخيط الاسود .