أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1921 | مشاركات: 0 | 2017-01-13 12:24:39 |

أنسحاب الكنيسة الكلدانية من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية.. رؤية وتحليل

د. عبدالله مرقس رابي

 

                  جاء في بيان لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق الصادر عن الاجتماع المنعقد في مطرانية الروم الارثودكس في بغداد بتاريخ 3 / 1 / 2017 ملاحظة جديرة بالاهتمام هي " مبدئين بادىء ذي بدء اسفهم لقرار غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو الكلي الطوبى المسبق 13 كانون الاول 2016 بسحب الكنيسة الكلدانية من المجلس بسبب طلبه رئاسة المجلس خلافاً للنظام الداخلي "

أثار انتباهي هذه الملاحظة التي جاءت في البيان المذكور عن انسحاب أكبر كنيسة في العراق من حيث أتباعها واكليروسها ورئاستها التي تلعب دورا مشهودا له في ظل الاوضاع الراهنة عالمياً واقليمياً ومحلياً، بينما يمرالمسيحيون  بفترة حرجة جدا في العراق. حقاً أنها مؤلمة،كيف لم يتمكن روؤساء الطوائف المسيحية أحتواء هذا الانسحاب، وما هي مبررات الكنيسة الكلدانية لانسحابها؟ ومدى موضوعيتها ؟ ومدى موضوعية تنظيم هذا المجلس ؟ كل هذه الاسئلة راودتني للكتابة عن الموضوع والاجابة عليها من خلال استقرائي للمعلومات ذات العلاقة  بعد أن أطلعت على البيان المذكور على الرابط رقم 1 أدناه،واطلاعي على بيان البطريركية الكلدانية الذي جاء لتوضيح الموقف على الرابط 2 ادناه .وكانت نتائج دراستي له ما يأتي:

أولا: أن فكرة أنشاء مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق ترجع الى عام 2006 ،أنما تأسس في 10/ 2 / 2010 .وطيلة هذه الفترة لم نقرأ ونسمع اية فعاليات وأنشطة محلية واقليمية وعالمية جديرة بالاهتمام ومؤثرة من المجلس ،وقد يعود السبب الى عدم أستقرار نظامه الداخلي وفتور الاحساس والاندفاع للعمل ضمن اطار المجلس لاعضائه ، أو التزامه الصيغ التقليدية في التعامل الاداري ،حيث ان المسيحيين والكنيسة هم بأمس الحاجة الى مثل هذا المجلس في ظل الظروف الراهنة.بالرغم من أن الهدف من المجلس واضح ومهم حيث جاء في البيان ( توحيد الراي والموقف والقرار بين كنائس العراق وترشيد علاقاتها مع الدولة من اجل أزدهار وتقرير الحضور المسيحي وتفعيل التعاون والعمل المشترك دون التدخل في خصوصية الكنائس أو الكيانات الخاصة لاية منها)،بالرغم من أهمية الهدف الا انه لم يحقق شيئاً طيلة الفترة المذكورة واخص الذكر مقارنة بالجهود والاعمال التي قامت بها الكنيسة الكلدانية ودور المشرّف للبطريرك مار لويس المعروف للجميع.

ثانياً : يؤكد البيان أن طلب الكنيسة الكلدانية لرئاسة المجلس مخالف للنظام الداخلي للمجلس ، ومع الاسف بحثت وسالت وأتصلت فلم يزودني احد ولم اقرا في منشور معين النظام الداخلي للمجلس ويبدو عدم وجود صياغة نهائية له .وعليه لا يمكننا تحديد مدى مخالفة هذا الطلب للنظام.

ثالثاً : أشارة الى النقطة أعلاه تبين بعد أستقراء المعلومات وتحليل البيانين المًشار اليهما اعلاه ،ان المجلس يعاني من أزمة في الصيغ التنظيمية الادارية ،حيث أن تسمية المجلس هي " مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق " بينما الاعضاء لا يرمزون جميعهم الى أنهم رؤساء الطوائف ،فمفهوم الطائفة أستخدمته الدولة العثمانية في تعاطيها رسمياً مع المذاهب الدينية غير السنية أي بما فيها الاسلامية، وعلمياً يستخدم مفهوم الطائفة بديلا للمذهب الديني ،وله مدلولات اخرى لا تخصنا في هذا الموضوع، ففي هذه الحالة سيكون رئيس المذهب هو رئيس الطائفة، اي رئيس الكنيسة المشرقية الاشورية هو رئيس الطائفة هنا، ورئيس الكنيسة السريانية الارثودكسية هو رئيس الطائفة وهكذا كل الكنائس المذهبية .بينما من ملاحظة أعضاء المجلس نستنتج وجود رؤساء الابرشيات وليس الطوائف الى جانب رؤساء الطوائف ،فهنا يفتقد المجلس الى الموضوعية في التوافقية مع عنوانه . ففي البيان الموقع تبين أن أعضائه هم :

بطريرك الكنيسة المشرقية الاشورية ومعه مطران واحد ، بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة، ثلاث مطارنة من السريان الارثودكس ،مطرانان من السريان الكاثوليك ، ومطران واحد للارمن الارثودكس ومطران اللاتين في العراق،وستة كهنة يمثلون كنائس الروم الارثودكس في العراق والاقباط الارثودكس والارمن الكاثوليك والروم الكاثوليك والكنيسة البروتستانية الانجيلية الوطنية والادفنتست السبتيين الانجيلية في العراق.

وعليه تكمن الموضوعية في المسودة المرفقة المقترحة من الكنيسة الكلدانية المرفقة مع بيان البطريركية الكلدانية ،حيث يقترح تبديل أسم المجلس الى " مجلس كنائس العراق" فهنا ستقتصر عضوية المجلس في الهيئة التنفيذية  لرؤساء الكنائس العراقية ،ممثلة بالبطاركة الثلاث وممثلي البطاركة الاخرين الذي يقيمون في دول اخرى يتم تعينهم من قبلهم سواء كان مطارنة أو كهنة لتحقيق التوافق بين الاسم والعضوية، وثم جميع رؤساء الكنائس واساقفتها أعضاء في الهئة العامة ،والا كيف يتجزء مذهب السريان الارثودكس الى ثلاث طوائف في تسمية ثلاث اعضاء كرؤساء طائفة وهم في الاساس رؤساء ابرشيات؟وهكذا بالنسبة الى السريان الكاثوليك انشطروا الى طائفتين ، ولو كانت الكنيسة الكلدانية عضوا لانشطرت الى سبع طوائف استنادا الى عدد الابرشيات الكلدانية داخل العراق.فهذا ليس منطقياً ولا عملياً.

رابعاً : من المعروف كنسياً في كل الكنائس تنظم أدارتها ومسؤليتها بتراتب اكليروسي يخضع الى ضوابط تضعها القوانين الكنسية في كل منها،ولكل مرتبة كهنوتية لها أدوارها ومسؤليتها ومكانتها ،وهنا في المجلس المذكور يفتقد النظام الى التمييز بين التراتب الكهنوتي بحسب المكانة والمسؤليات فالبطريرك  والاسقف مساويان للكاهن طالما انهم جميعاً أعضاء .وليس من المنطق والموضوعية بحسب القوانين الكنسية يأتي كاهناً ليرأس المجلس وتحت أمرته ثلاث بطاركة وعدد من الاساقفة فيما لو تم أختيار الكاهن لرئاسة المجلس وهذا من حقه لانه عضو حاله كالبطريرك والاسقف ،وأما اذا هناك طريقة أخرى لاختيار رئيس المجلس فلم يُشير البيان اليها ، وحتى لو كانت بالتصويت أو بطريقة دورية هناك فرصة للكاهن أو الاسقف لرئاسة المجلس .وهذا ايضاً ينطبق على رئاسة الاسقف للمجلس مع وجود ثلاث بطاركة فيه أعضاء والا لماذا وُضعت الدرجات الكهنوتية والمناصب في الكنيسة ؟

خامساً: لم يراع المجلس متغيرات مهمة لوضع قواعد رئاسة المجلس ،اضافة الى ما سبق من التعثر التنظيمي ،فهناك متغيرات مهمة لابد مراعاتها وأخص بالذكر في حالة ووضع للكنائس العراقية ومنها:

الثقل الديمغرافي للكنائس العراقية ،فالكنيسة الكلدانية معروف للجميع أن مؤمنيها هي أكثر عدداً من غيرها وربما قد يفوق عدد مؤمني الكنائس الاخرى مجتمعة أو مساوِ لها . وهذا الثقل الديمغرافي يمنح لها مكانة من بين الكنائس الاخرى وهذا هو واقع الحال .فكيف سيكون ممثل لكنيسة لا يعدو عدد اتباعها العشرات ليرأس المجلس وفي عضويته كنيسة عدد اتباعها عشرات او مئات الالاف؟مسالة غريبة!!

يرأس الكنيسة الكلدانية بطريركاً مشهود له ومعروف في أمكاناته الشخصية لدى أعضاء المجلس انفسهم قبل الاخرين وفي ظل الظروف التي يمر بها المجتمع العراقي وبالاخص معاناة المسيحيين من الحرمان لحقوقهم والاضطهادات المتوالية والتشريد والهجرة والاحداث المتسارعة،حيث كل المؤشرات الواقعية منذ تسنم غبطة البطريرك مار لويس السدة البطريركية للكنيسة الكلدانية تُشير الى أنه يتميز بشخصية كارزماتية مؤثرة وعلى أثرها نال القبول من الجميع .

البطريرك ساكو عمل ويعمل ما لم يستطيع غيره من رؤساء الطوائف المسيحية في العراق والشرق الاوسط القيام بتلك الادوار والفعاليات والانشطة التي تصب في صالح المسيحيين قاطبة في العراق ،أصبح البطريرك ساكو شخصية معروفة عالمياً وأقليمياً ومحلياً وهو موضع تقدير واحترام من الجميع ،يتميز بقدرته لبناء علاقات مع الجميع ،فمشاركاته في الانشطة العالمية التي تخص احوال المسيحيين ومطالباتهم الراي العام العالمي لمساعدة المسيحيين ليس بالاقوال بل بالافعال فتراه ينادي الرؤساء والمنظمات العالمية ويطرح ارائه وينقل اليهم معاناة المسيحيين في العراق بكل تفاصيلها واحتياجاتهم الاجتماعية والامنية والاقتصادية .

تكونت المكانة المعروفة لغبطته فترى الوفود من الرؤساء والوزراء والسفراء والمنظمات الانسانية ورجال الدين والشيوخ وكافة المسؤولين بمختلف مراتبهم يتوافدون يومياً للالتقاء به ولا يخلو يوما للبطريركية الكلدانية ولها زوار من خارج العراق وداخله وعلى جميع المستويات ،أ لم يسأل أعضاء المجلس أنفسهم لماذا هذا التقاطر والزخم من التوافد الى البطريك ساكو وقلما نرى زيارة للرؤساء الاخرين مع شدة احترامي لهم وهذا هو الواقع ؟ أ ليس هذا الدور الفعال لغبطته ناجم من الامكانات والقابليات الشخصية الايجابية التي يتمتع بها ولتراسه أكبر كنيسة معروفة في العراق؟ .( بالتأكيد سيأتي أحدهم ويقول وماذا جنينا؟) والجواب اكرره دائما البطريرك ساكو لا يحمل السلاح ولا جيوشاً جرارة ،بل هو كاهن الرب ينطلق من الانجيل وتعاليم المسيح للتعاطي مع الاخرين ودوره يقتصر على النصائح والمقترحات وغير ملزمة وانما قد تنفع للاستقرار وتحقيق ما يمكن تحقيقه اعتماداً لاستجابة المُتلقي).

أيها الاباء الاساقفة والكهنة الاعزاء علينا في مجلس رؤساء الكنائس المسيحية ،أن المسيحيين ومجلسكم الموقر هو بأمس الحاجة الى شخصية كارزمية مؤثرة كشخصية البطريرك ساكو لكي يعطي زخماً وقوة ومكانة لمجلسكم محلياً وأقليمياً وعالمياً ولكي يكون مجلسكم أكثر تأثيراً وتفاعلا مع الواقع الحالي في العراق، وهذا ليس انتقاصاً منكم، الجميع يعرفون البطريرك ساكو ،الجميع يتوافدون اليه ،الجميع يستشيرونه، أنه الذي ينادي بأقامة دولة مدنية ودستور مدني ،غبطته يقترح بما ينسجم مع مستجدات الاحداث والظروف،ينادي من أجل التعايش السلمي ،يتمكن من أقناع الاخرين لتميزه بعقلية منفتحة تبحث عن السلام والاخوة .فأرجو ان لا يكون للعوامل النفسية الشخصية اثرا في موقفكم هذا تجاه الكنيسة الكلدانية!!

لا اقترح اليكم ايها الاباء الموقرون ان يكون غبطة البطريرك ساكو رئيسا للمجلس لانه بحاجة الى الرئاسة فهو رئيس أكبر كنيسة في العراق ومنها ينطلق ،فهو وان لم يكن رئيساً للمجلس فهو في خدمة الجميع وهو منفتح مع الجميع فهو يخدم كنائسكم قبل كنسيته ،وهذا ما جرى فعلا،فالكلدان أستقبلوا الاخوة من اتباع الكنائس المنضمة الى المجلس في بيوتهم وفتحوا كنائسهم لهم في اقليم كوردستان للتخفيف عن معاناتهم  وابنائهم في دول الانتشار تبرعوا لمساعدتهم ولا يزال، والبطريرك ساكو يتحدث عن جميع المسيحيين في لقاءاته.فالكلدان لم يقصروا ابدا تجاه اخوتهم من المسيحيين في العراق.

انما أكرر أن مجلسكم هو بامس الحاجة الى غبطته والى الكنيسة الكلدانية  لكي يضطلع دوراً كبيرا في عراق اليوم ،والا سيتراوح في مكانه كما كان منذ 2010 .

وأخيراً أن افتقار مجلسكم الى وجود العلمانيين فيه مؤشر أخر الى تمتعكم بالصيغ الادارية التقليدية في التعامل فجميعكم تنادون من منابر الكنيسة ان الكنيسة هي انتم اي المؤمنين وليست كومة الحجارة ،فتبقى اعمالكم مشلولة طالما لم يكن للعلمانيين مشاركة في صنع القرار وادارة الكنيسة .واتمنى أيضا من البطريركية الكلدانية أضافة فقرة لمشاركة العلمانيين في مسودتها للنظام الداخلي التي اقترحتها في بيانها وشكرا.

 

تمنياتي لكم بالتوفيق

د . عبدالله مرقس رابي

باحث أكاديمي

في 13 / 1 / 2017

كندا

 http://www.ishtartv.com/viewarticle,72638.html

http://saint-adday.com/?p=16005

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5999 ثانية