الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي
| مشاهدات : 5391 | مشاركات: 0 | 2017-02-02 16:53:54 |

جيمس بوند الحقيقي: العميل 007 جرَّ أميركا للمشاركة في الحرب العالمية.. ومغامراته أكثر جرأةً من هوليوود!

 

عشتارتيفي كوم- هافينغتون بوست/

 

شكل جيمس بوند صورة أسطورية لرجل المخابرات البريطاني قدمتها السينما الأميركية، ولكن المفارقة أن النسخة الحقيقية من بوند كان أغلب جهدها مكرساً لتوجيه الرأي العام الأميركي، إن لم يكن تضليله!

نعم لشخصية جيمس بوند جذور حقيقية، ولكن الشخصية الحقيقية أقل رومانسية، بينما قد تكون أكثر قسوة كما يظهر في التقرير المطول الذي نشره موقع Daily Beast الأميركي عن وليام ستيفنسون، الاستخباراتي البريطاني ذي الأصول الكندية.

 

كيف ومتى بدأت حكاية هذا العميل الأسطوري؟

في ربيع عام 1940، كان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الذي كانت بلاده آنذاك غارقة في قتال مميت مع القوات النازية الألمانية متأكداً من حقيقة واحدة، وهي أنه دون دعم أميركا له في الحرب فقد لا تنجو أمته.

لكن الغالبية العظمى من الأميركيين -أكثر من 80% حسب بعض استطلاعات الرأي- كانوا يعارضون المشاركة في الحرب لإيقاف هتلر.

وعارض البعض حتى مجرد إرسال ذخائر أو سفن أو أسلحة إلى المملكة المتحدة، ولحماية بلده لم يكن على تشرشل القتال مع النازيين في أوروبا فقط، ولكن كان عليه أن يكسب الرأي العام الأميركي، وكان يعرف الشخص المناسب لهذه المهمة!

وفي مايو/ أيار 1940، بينما كانت القوات البريطانية المهزومة تُطرد إلى خارج القارة الأوروبية عند دنكيرك، أرسل تشرشل رجل الأعمال المليونير الكندي، صاحب اللسان المعسول، البالغ من العمر 43 عاماً، وليام ستيفنسون إلى الولايات المتحدة.

سافر وليام ستيفنسون بجواز سفر دبلوماسي مزور، ووجهه جهاز الاستخبارات السري البريطاني (MI6) لتقديم نفسه كحلقة وصل مع المخابرات الأميركية، فزار البيت الأبيض وكان فرانكلين روزفلت هو الرئيس، والذي عبّر عن قلقه البالغ إزاء مصير بريطانيا العظمى بشكل أفزع ستيفنسون.

حينها أدرك ستيفنسون أن حكومة الولايات المتحدة ليس لديها قيادة مركزية للتنسيق بين الجواسيس ومكافحة التجسس، فكان عليه إنشاؤها في أميركا بالنيابة عن لندن، ولم يمر وقت طويل، حتى بنى هذا العميل السري البريطاني وحيداً في الأميركيتين إمبراطورية عظمى للتجسس والدعاية السرية ومكافحة التجسس.

فيما لم يكن هناك رجال مجهزين لتحمّل مشاق مثل هذا العمل الخطير، في هذا الوقت سوى عدد قليل مثل ستيفنسون الذي أثبت أن خبراته تستحق أن تُدوّن في كتاب، وهو ما سيحدث فعلاً.

 

أسير سابق ومخترع

كان ستيفنسون رجلاً قصيراً، مفتول العضلات بشكل يليق ببطل ملاكمة سابق، كما كان ذي شعر رمادي مصفف، وعيون ثاقبة، وذقن دقيقة، ترك المدرسة الثانوية في كندا والتحق بسلاح الجو الملكي في الحرب العالمية الأولى، وتفوق في المجال الجوي، حيث كان له الفضل في إسقاط 12 مقاتلة، ثم سقط أسيراً وجُرح، وبعدها هرب من سجن المعسكر الألماني.  

بعد الحرب العالمية الأولى، عاد ستيفنسون إلى كندا وحقق ثروة في مجال الإلكترونيات، ثم نمت ثروته مع نظام نقل الصور الفوتوغرافية الذي اخترعه بنفسه.

وبعد ذلك، جمع ثروة أخرى من خلال امتلاك قائمة طويلة من الشركات الأخرى، بما في ذلك استوديو شيبرتون الشهير بلندن، وهو أكبر استوديو سينمائي خارج هوليوود.

 

اغتيال هتلر

عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، عرض على صديقه تشرشل الذهاب إلى برلين لاغتيال هتلر، وقبل إرساله إلى الولايات المتحدة، أطلق عليه تشرشل لقب "الجسور".

فيما ضمت دائرة معارفه القادة السياسيين والعسكريين وكذلك نجوم الترفيه، وكثير منهم الآن في الولايات المتحدة، مثل المنتج والمخرج ألكسندر كوردا وزوجته الممثلة ميريل أوبيرون، والكاتب المسرحي نويل كوارد، والنجمة السينمائية غريتا غاربو.

وشملت قائمة أصدقائه آخرين مثل روبرت شيروود -الكاتب المسرحي الحائز جائزة بوليتزر، وكاتب خطابات روزفلت، ووريث فرانكلين روزفلت والمقرب منه فنسنت أستور، ومرشح الرئاسة الجمهوري لعام 1940 ويندل ويلكي.

كما كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات البارزة في قطاع الإعلام، من بينهم الكاتب واسع التأثير والتر ليبمان، ومسؤول إمبراطورية The Time للنشر هنري لوس، وناشرة The New York Herald Tribune هيلين ريد. جميعهم أثبتوا حرصهم على محاولة إثارة تعاطف الأميركيين مع المحنة البريطانية.

وبفضل تعاطف الثري الأميركي المعروف نيلسون روكفلر وعائلته مع الوضع البريطاني، افتتح ستيفنسون مكتباً في مركز روكفلر بمانهاتن، في الطابق الـ36 من المبنى الشمالي الدولي.

كُتب على لافتة الغرفة رقم 3603 "مكتب مراقبة الجوازات البريطانية". ومع ذلك، لم يمر وقت طويل حتى كان الطابق الذي يضم المكتب يعج بالمواطنين البريطانيين والكنديين، وكان الكثير منهم في الولايات المتحدة بجوازات سفر دبلوماسية مزورة، بالإضافة إلى بعض الأميركيين، وجميعهم من العاملين سراً مع المخابرات البريطانية MI6.

ضمت الغرفة 3603 اثنين من الأذرع التشغيلية تحت سيطرة ستيفنسون أحدها دائرة المعلومات البريطانية (BIS) التي كانت تدير ما يسمى الدعاية "البيضاء" أو اللينة والتي نشرت المجلات والنشرات ودفعت للمحطات البث الإذاعي، بما في ذلك محطة إذاعة نيوجيرسي التي سيطرت عليها، وبثت برامج راديو متعددة اللغات في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي؛ بهدف تعزيز الدعم للقضية البريطانية.

أما ديفيد أوجيلفي عميل ستيفنسون عمل مديراً مساعداً في مؤسسة جورج غالوب لتنظيم التصويتات المؤثرة؛ إذ تعقب دعم الأميركيين المتصاعد للقضية البريطانية، ولكن أوجيلفي صاغ أسئلة الاستطلاع بشكل يميل إلى تشجيع اعتقاد أن دعمهم كان يتزايد بشكل أسرع مما كان عليه.

قبل عقود من ذيوع مصطلحات "وسائل الإعلام سريعة الانتشار (viral media)" و"الأخبار الوهمية" على لسان أي شخص، بدأت دائرة المعلومات البريطانية التابعة لستيفنسون دعم وكالة أنباء ما وراء البحار (ONA)، وهي فرع من وكالة التليغراف اليهودية؛ وبحسب التقرير فقد نُشرت القصص المفبركة في تلك الوكالة -والتي كانت غالباً ما تصاغ ضمن المواد الحقيقية- حول فظائع الألمان، والإقدام البريطاني رغم وطأة الهجوم الألماني، وتهديدات هتلر التي يُطلقها ضد الأميركيين، على محطة الراديو التابعة لهم في ولاية نيوجيرسي، والتي كانت تطلق عليهم اسم وكالة الأخبار.

وقد مكّن هذا الصحف الأميركية الصديقة ومحطات الإذاعة من تقديم تلك القصص على أنها "أخبار" من مصدر صحفي موثوق به. وبعد ذلك، تلتقط وكالات الأنباء والصحف ومحطات الإذاعة الأخرى هذه القصص، والتي سرعان ما يتم بثها وذكرها في جميع أنحاء البلاد.

على سبيل المثال، زود كُتاب دائرة المعلومات البريطانية المحطة الإذاعية بولاية نيوجيرسي بالقصص استناداً إلى تقارير منشورة في الصحف الصديقة التي جاءتهم من وكالة أنباء ما وراء البحار ONA، لدرجة أن الصحافة الأميركية طبعت التنبؤات المعادية لهتلر التي قيلت من قِبل مُنجم مجري يدعى لويس دي فول. وقد كان استهداف الروح المعنوية الألمانية للألمان الموجودين في السفن الأكثر فاعلية.

كما نشرت وكالة ONA قصة تفيد بأن البريطانيين اخترعوا متفجرات شديدة الانفجار لتصنيع شحنات أقوى، ثم ظهرت القصة على الصفحات الأولى لجميع الصحف الأميركية المهمة، والتي كان معروفاً أنه يتم رصدها بانتظام من قِبل الألمان. ولم يشتبه أحد في أنها صادرة عن مركز روكفلر.

 

توجيه أميركا

حاول ستيفنسون أيضاً التأثير على السياسة الأميركية، فأرسل مثيري القلاقل؛ لإشعال العراك وأعمال الشغب في اجتماعات المنظمات الانعزالية الرافضة لتدخل الولايات المتحدة في الحرب ، مثل لجنة أميركا أولاً، وتوفير الأموال للمنظمات، وللمرشحين للمناصب السياسية للتدخل والضغط لصالح بريطانيا.

وقد تماشت تلك الجهود الناعمة نسبياً مع القبضة الحديدية التي وجه بها ستيفنسون اللكمات إلى الألمان من داخل الغرفة 3603، وكذلك من السفارة البريطانية في واشنطن ومدرسة إعداد الجواسيس المعروفة باسم المعسكر X والتي أقيمت على حدود ولاية نيويورك مع أونتاريو بكندا.

تحت اسم التنسيق الأمني البريطاني (BSC)، قامت إمبراطورية ستيفنسون للمخابرات السرية بالاشتباك مع ألمانيا في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي، وكان يقود شبكة بها ما يزيد على 3.000 عميل سري وعناصر لمكافحة التجسس ومزورين ولصوص وكاسري الشيفرات بل القتلة أيضاً.

درّس المعسكر إكس، التابع لهيئة التنسيق الأمني البريطاني، تزوير الوثائق، واقتحام المكاتب، وفتح الخزائن، والتنصت على الهواتف، والقتل في صمت، وكان ستيفنسون يفضل التدريب العملي على النظري.

إيان فليمنغ مؤلف روايات جيمس بوند  

إيان فليمنغ مؤلف روايات جيمس بوند

جيمس بوند

شخصية ستيفنسون ألهمت أحد عملائه الأميركيين ويدعى إيان فليمينغ ليبتكر الشخصية الشهيرة المسماة جيمس بوند بناء على صفات ستيفنسون، ووصفه بأنه: "خشن للغاية، وغني جداً، ولاعب متفرد، ووطني، ورجل قليل الكلام".

وادعى فليمينغ أن ستيفنسون تعقّب شخصياً بحاراً باع معلومات بريطانية حول سفن الحلفاء الألمان، وقتل الخائن بضربة واحدة في الرقبة.

من الممكن أن يكون القتل ملفقاً، ولكن يمكن لتخطيط ستيفنسون أن يكون فتاكاً حتى دون ارتكاب أي تصرفات عنيفة بنفسه.

فقد سلمت عناصر منظمة الأمن البريطاني وثائق مزورة للبيت الأبيض، توضح وجود انقلاب بواسطة رجال الأعمال والضباط بالتعاون مع النازيين لإسقاط الحكومة في بوليفيا.

وأرسل روزفلت المعلومات بنفسه إلى الحكومة في بوليفيا، فطُرد طاقم السفارة الألمانية خارج البلاد، وأُلقي القبض على 150 من مؤيدي النازية، وسُجنوا، وقُتل معظمهم.

 

سقوط بريطانيا

أقصى ستيفنسون وجهازه الألمان من العمل الاستخباري بأميركا بعدما اكتشف جواسيسه أن جيرهارد ألويس فيستريك -وهو محامٍ ألماني يمثل مصالح الشركات الأميركية في أوروبا المحتلة- دخل إلى البلاد بهدوء مع عائلته، واستقر في سكارسدال خارج نيويورك، وأسس مكتبه في فندق بوش والدورف-أستوريا بحي مانهاتن.

واستطاع فيسترك إنشاء شبكة اتصالات مع مجتمع رجال الأعمال في أميركا، ومن بينهم سوسينس بين، مؤسس تكتل ITT لخدمات الاتصال عن بُعد، وتوركيلد ريبر المدير التنفيذي لشركة تكساكو عملاق النفط والغاز.

في اليوم التالي لاستسلام فرنسا، وتحديداً في 22 يونيو/حزيران 1940، أقام ريبر عشاء احتفالي من أجل فيستريك في فندق والورف-أستوريا، بحضور المديرين التنفيذيين لشركات جنرال موتورز، وفورد، وأندروود وباقي الشركات الأميركية الكبرى، ووعدهم فيستريك بأن الاستثمارات الموالية لألمانيا ستحصل على فرص ذهبية بعد سقوط بريطانيا العظمى، والتي توقع سقوطها خلال 3 أشهر.

فيما نشر عملاء هيئة التنسيق الأمني البريطاني أن عميلاً نازياً يعمل على تقويض المصالح الأميركية وأمنها لصالح ألمانيا الاستبدادية.

وقدمت صحيفة The Herald Tribune سلسلة من المقالات في الصفحة الأولى عن فيستريك، كُتب في أحد العناوين المدوية "عميل هتلر متخفٍّ في ويستشستر"، تناقلتها الصحف الأخرى ومحطات الراديو حول البلاد، ولقبته جريدة التايم باسم "المغري الألماني".

وضخم النقاد الأمر بادعاءات أن فيستريك لم يكن يقيم بعض الروابط الاستثمارية فحسب؛ بل إنه كان يخطط للسيطرة على أميركا باستخدام شركات يديرها الألمان، ثم أطاح مجلس إدارة شركة تكساكو بريبر بعد فترة وجيزة.

وهرب فيستريك من منزله ليلاً، بعد تجمّع المتظاهرين والمراسلين خارج بيته، وتبعه عملاء هيئة التنسيق الأمني البريطاني، ومرروا معلومات عن مكانه للعملاء الفيدراليين الأميركيين، الذين اعتقلوه بتهمة القيادة برخصة غير شرعية. ثم أُجبر هو وعائلته على الرجوع لألمانيا.

 

تقسيم أميركا

في ربيع عام 1941، تسلّم مكتب التحقيقات الفيدرالي خريطة من هيئة التنسيق الأمني البريطاني يفترض أنها مسروقة من حقيبة دبلوماسي أميركي جنوبي، توضح خطة نازية سرية لاحتلال وإعادة تقسيم جنوب أميركا إلى 5 بلدان تابعة للنازيين.

بعدما حصل روزفلت على الخريطة، ادعى في خطاب له يوم 27 مارس/ آذار 1941 أن هذه الوثيقة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هتلر كان عازماً على الاستيلاء على نصف الكرة الغربي، بالرغم من أنه كان يعرف بشكل شبه مؤكد أن ستيفنسون هو من زوّر هذه الخريطة.

فيما وجد بعض الناس في إدارة روزفلت أن وجود هيئة التنسيق الأمني البريطاني أمر غير قانوني وخطير.

وأعرب مساعد وزير الخارجية الأميركي أدولف بيرلي -الذي كان مسؤولاً عن مراقبة الأنشطة الدبلوماسية- عن شعوره بالخطر عندما اكتشف ما سماه "جهازاً شرطياً واستخباراتياً كاملاً" على الأراضي الأميركية والذي: "جنّد عملاء سريين بانتظام وعدداً أكبر من المخبرين وخلافهم… لجمع المعلومات..."، حسب وصفه، وأطلق على عملها الذي يغطي كل جوانب الحياة الأميركية والاستخبارات العسكرية على الأغلب، "أنه خرق واضح للالتزامات الدبلوماسية".


وكتب عن مخاوفه؛ محتجاً: "لا أرى أن أياً منا يمكنه أن يأخذ هذا الموقف بأمان، كيف نتقبل أن نمنح الحماية الكاملة لأي نظام تجسس أجنبي، بغض النظر عمن يتبع".

وقد أخبره الرئيس الأميركي بشتى الطرق بأن يتراجع. فقد حرص روزفلت على جعل الأمر واضحاً وأنه على استعداد للمخاطرة بأشياء كثيرة -حتى الإقالة- في سبيل الحفاظ على إنكلترا على قدميها.

وبعدما انقضت الشهور وشاركت أميركا أخيراً في الحرب ضد المحور، أسست الحكومة الفيدرالية جهازها الخاص للاستخبارات الخارجية والخدمات الدعائية، على غرار طريقة عمل عمليات ستيفنسون في غرفة 3603 بمركز روكفلر.

فيما أسس صديق ستيفنسون وروزفلت ويليام "وايلد بيل" دونوفان، ما أصبح فيما بعد مكتب الخدمات الاستراتيجية -أول خدمة استخبارات مركزية أميركية ومقدمة لوكالة الاستخبارات الأميركية CIA. بالاستفادة من خبرة هيئة التنسيق الأمني البريطاني، تم تدريب آلاف العملاء من بلدان الحلفاء -ومن بينها أميركا- في المعسكر إكس وبعدها تسللوا إلى أراضي العدو.

بالنسبة لستيفنسون، مُنح بعد الحرب لقب فارس، ضمن تشريفات أخرى، كما تسلّم أرفع جائزة أميركية مدنية وقتها، وهي وسام الاستحقاق.

وعلى الرغم من بقاء الأمر سراً عقوداً كثيرة، اتخذت الأنباء عن مآثره شكلاً أسطورياً، وأحياناً بشكل يفوق قالب جيمس بوند العميل 007.

وبعد ذلك انسحب ستيفنسون تماماً أخيراً عن الأضواء، بشكل طبيعي، وعاش آخر 20 عاماً من عمره في جناح فاخر بفندق ، حيث مات في عام 1989 عن عمر يناهز 92 عاماً.

واعترف إيان فليمنغ بنفسه: "بأن جيمس بوند هو النسخة الرومانسية لجاسوس حقيقي. الحقيقي هو… ويليام ستيفنسون".

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6398 ثانية