بريطانيا تدرب علماء آثار عراقيين على ترميم مناطق أثرية في الموصل

عشتار تيفي كوم - NRT /

بدأت بريطانيا بتدريب عدد من علماء الاثار العراقيين على ترميم بعض المناطق الاثرية، التي دمرها عناصر تنظيم داعش في محافظة نينوى.

 وقال مدير برنامج التدريب الطارئ لإدارة تراث العراق التابع لمتحف لندن جوناثان تاب، في تصريحات له(الثلاثاء 21 شباط 2017)، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، "انهم بدأوا بتدريب ثمانية علماء اثار عراقيين بلندن، في إطار برنامج للمتحف البريطاني يستهدف لتزويد العراق بالمهارات الإلكترونية ومهارات الحفر والتنقيب اللازمة لإنقاذ القطع الفنية وإعادة بناء المواقع القديمة التي حاول عناصر تنظيم داعش تدميرها".

واوضح، "إن المشروع بدأ كمحاولة لعمل شيء إيجابي في وقت لم يكن من الممكن عمل شيء فيه على الأرض"، مضيفا "بوسعنا إعداد الناس لليوم الذي يجري فيه فك أسر هذه المواقع مرة أخرى واستعادتها والتأكد من أن هؤلاء الناس لديهم كل المهارات والأدوات اللازمة للتعامل مع أفظع أشكال التدمير."

واشار الى ان "كل أثري من الأثريين الثمانية يقضي ثلاثة أشهر في تدريب نظري في المتحف البريطاني وثلاثة أخرى في التدريب العملي بمواقع في تلو ودربند رانية في العراق".

من جهته قال زيد سعد الله وهو أثري من الموصل، ان"الدمار يعم المدينة، وعناصر داعش قتلوا المزيد من الناس ودمروا المزيد من الآثار، و(الآن) نريد إعادة بناء المدينة وإحياء الموصل".

ويجري تدريب الأثريين على التعرف على الشراك الملغومة أثناء الحفر وتعلم الأساليب الإلكترونية مثل المسوح الجيوفيزيائية والاستشعار عن بعد وكيفية استخدام المعدات التي تساعد في رسم الخرائط والقياسات.

وتابع جوناثات تاب، "لم تبدأ تقييمات إلى الآن إلا في مدينة نمرود الآشورية القديمة التي أقيمت منذ ثلاثة آلاف عام على ضفاف نهر دجلة وهدم مقاتلو داعش آثارها ونهبوها في أوائل عام 2015"، مضيفا"نحن على اتصال مستمر مع اثاريين في الموقع، وعملية التقييم تلك متاحة الآن وهم يكتشفون كل الفظائع."

وتابع، "أن الخطوة الأولى في كل موقع بعد استعادة الجيش العراقي السيطرة عليها يجب أن تكون تصوير كل شيء باق"،  مضيفا "انظروا إلى كل قطعة تعثرون عليها وسجلوها ورقموها قبل نقلها"، معربا عن امله في أن تكون كل الأجزاء هناك.

وكانت القوات الامنية استعادت موقع نمرود في تشرين الثاني 2016 بعد فترة قصيرة من بدء هجوم لا يزال جاريا لاستعادة الموصل، ووجد الأثريون المحليون الذين عادوا إلى المواقع حجارة متناثرة في أرجاء المكان وقنابل زرعت في الطريق المؤدي إلى الموقع.

يذكر ان برنامج التدريب ممول من الحكومة البريطانية، والتي تدفع 3.62 مليون دولار على مدى خمس سنوات.

وكان تنظيم داعش سيطر على الموصل واطرافها في حزيران من العام 2014، وقام التنظيم في العام 2015 بتدمير ونهب محتويات متحف الموصل، اضافة الى تدميره للعديد من المواقع الاثرية الاخرى في محافظة نينوى.