الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1555 | مشاركات: 0 | 2017-08-16 19:28:42 |

رواية " أفواه وأرانب " والمعالجة بمنظور ماركسي!؟

عبد الجبار نوري

 

المدخل/ أفواه وأرانب رواية للكاتب المصري " سمير عبدالعظيم " 1977 على أرض مصر ، تعالج الرواية قصة الفقر والغنى وعدم التخطيط الأسري ، ربما يوحي عنوان الرواية " افواه وأرانب " بتصديه لمناقشة قضية خطيرة هي الأنفجار السكاني الذي يفرّخ الكثير من الأفواه التي تعاني مرارة الجوع نتيجة السلوك الأنجابي المشابه لسلوك الأرانب في خصوبة النسل ويؤدي هذا التزايد في معدلات المواليد إلى ألتهام كل زيادة في الأنتاج ويزداد الفقر والجوع ، وحياة بائسة فقرة لا تعرف الأستقرار والأمان ، ، وعندههم تعيش أكوام من اللحم الحي المضمحل والآيل إلى السكوت الأبدي ، برسوم أطفال عراة جياع مرضى مهملين ضائعين ، وتدور الرواية حول أسرة مصرية تعيش فيها بطلة القصة " نعمت " مع شقيقتها الكبرى وزوجها عبدالمجيد وأولادهم التسعة ، وعبد المجيد شخص سكير لا أبالي مستلب الأرادة والمباديء ، يشتغل في السكك الحديد بمرتب ضئيل يكاد لا يكفي أعالة أربعة أرانب من التسعة ، وللخلاص من هذا الوضع المزري يجد عبدالحميد حلاً متهافتأ ربما بليدا فيه شيء من الحماقة والأنانية المفرطة هو تزويج نعمت الشابة اليافعة والرقيقة من " طنطاوي " أحد حيتان السوق السوداء والتهريب وعلى ذمتهِ ثلاثة نساء أخر ، لذا دفعت بنعمت أن تختار الهروب من هذا الفخ القاتل إ لى المنصورة وتشتغل  في عمالة مزارع شاب ثري أسمهُ ( محمود بيه )  ، توسّم فيها الذكاء والفطنة والأخلاص والمهارات في العمل وترتيب حياته الصاخبة وأعجب بها وأحبها وثم يتزوجها ويعيل عائلة شقيقتها .

المتن/ وهنا يبدو المؤلف سميرعبدالعظيم  ضائعاً هو الآخر مشتتاً يتساءل هل هذه المعاناة جراء كثرة الأنجاب ؟ أم من رب الأسرة عديم الشعور بالمسؤولية مدمن على الخمرة سكير عاطل ؟ أم من غياب حكومات تعمل على أرضاء الحاكم بأمر الله ؟ أم من مزج هذه الأسباب جميعها معاً ؟! وربما هو الصحيح ، ويبدو على المؤلف أنهُ يبشر بحلول سحرية وهمية لمشاكل عميقة معقدة يفسدها التناول السطحي التجاري ، ويتوقف حيناً ربما يلتقط أنفاسهُ ليصل بالقاريء للخاتمة بنقلة نوعية سحرية من عالم التراجيديا  الملهاة الحزينة والمبكية إلى النهاية الرومانسية في أيجاد الفردوس المنشود في زواج نعمت من الشاب ( محمود بيه ) البورجوازي وتكفله بمساعدة العائلة مادياً ومعنويا ً ، ويتوقف " سمير عبدالعظيم " ويعجزعن اللجوء إلى الحل الشمولي الجذري ليس فقط لهذه الأسرة المنتخبة لأشغال فصول الرواية بل للشعب المصري الذي كان بتعداد أكثر من ثمانين مليون نسمة بفارق طبقي مرعب ، بل يكتفي باللجوء إلى الحل التوفيقي المؤقت .

ملاحظات نقدية تحليلية في تجليات أفكار المؤلف (العلاجية) للرواية :

-يطرح المؤلف حلاً غريبا هو أن معاناة الفقر من مسؤولية الأسرة لأنجابها الغير محسوب ، وكأنهُ يقترب من نظرية مالثوس عراب النموذج الأقتصادي الرأسمالي من حيث يدري أم لا يدري حيث قادتهُ إلى نتائج مغلوطة .

- ومن هنات ما في الرواية أنهُ يرسّخ مجموعة من القيم والأفكار التي تناقض واقع الحياة التي يريد أن يعبر عنها وهي :

1-أختيار الأسرة الفقيرة والتي جعلها جزيرة مغلقة منذ  البدأ ، ولم يوضح للقاريء والمتلقي واقع أسر مصرية أخرى ليس فيها سكير  أو متكاسلون ، وهم يفتقدون سقفاً يحميهم من غضب الطبيعة ويسكنون ( الترب ) أي المقابر .

2- التأكيد على نجاح الحلول الفردية غير المنطقية ، كصعود تسلق نعمت الطبقة البورجوازية بسرعة وسهولة عجيبة .

3- ثم العمال الزراعيون عند المزارع الشاب كيف تمكن من تخديرهم ليعلنوا الرضا والقبول بواقعهم كنخبة مستغٌلة ومستلبة والعجيب لا أحد يعترض أو يطالب بتحسين ظروف العمل وهو شيء لا ينطبق على التسعينات بل على القرون الوسطى حيث الأقطاع ونظام القن .

4- وثمة نقطة نظام في آراء المؤلف في الرواية هي { أن مشكلة الفقر هي مشكلة صنعتها طبقة الفقراء بتكاسلهم وسلبيتهم }

الخاتمة /  أن الثورة أفراز لواقع أجتماعي ، وهناك من يحصر أسباب الثورة في العوامل الأقتصادية ومن أبرز المنادين بهذا الأتجاه : سان سيمون وكارل ماركس وجميع اليساريين ، ويرى ماركس الثورة هي رحلة طبيعية وحتمية في حياة المجتمعات ، ويؤكد على علاقات (الأنتاج والتوزيع ) ، في نفس الأتجاه نرى ( لينين ) يؤكد على عامل التخلف هو عامل حاسم في التغيير ، وبالتالي تصبح الثورة حتمية ، حيث أن القهر والسخط والفقر والجوع والبؤس والمعاناة يمكن أن تخلق جواً ثورياً ، وهنا يضيف ماركس أن هذه المعاناة لا تكفي للثورة أن لم تتوفر القناعة والأرادة النفسية في تحقيق تغيير الواقع المر والمزري .

وعلى هذا الواقع المنظور في نضوج مقومات التغيير لدى الشعب المصري المليوني ، وبوضوح الفارق الطبقي المرعب ، كان من المفروض على المؤلف أن يستوعب نظرية ( مالثوس ) العدوانية في زيادة السكان بنسب تفوق نسبة الموارد الغذائية ويدعو إلى ما سماها ( الموانع الوقائية ) يقصد بها تأخر الزواج وضبط الشهوة الجنسية وأشعال حرائق الحروب لتأكل الزيادة السكانية ، وكان ماركس قد دعا في كتابه رأس المال بالمتوالية الحسابية بالباطلة حيث يعتقد : أن النظام الأقتصادي السائد في المجتمع هو الذي يتحكم في عدد السكان وليست الخواص الثابتة في الطبيعة .

وكذلك نذكر المؤلف تطور وسائل علمية حديثة لمضاعفة أنتاج الغلّة الزراعية ، والتقدم التكنلوجي باللعب في هندسة الجينات مما أدى إلى زيادة الأنتاج ووفرة السلة الغذائية ، أذاً تكون المبالغة بخطورة النمو السكاني وما يرافقه من فقر وجوع وفاقة مع أغفال دور التقدم العلمي والتقني والذي يوضح مساويء النظام الرأس مالي النفعي التجاري الذي يندفع إلى رمي الزيادة الأنتاجية في البحر كي يحقق التوازن في العرض والطلب ويهمل الجانب الأنساني ، بأعتقادي يكون حبل النجاة للأنفجار السكاني هو نهج الأشتراكية العلمية ولا غيرها مما أسموها بالأشتراكية الحميدة أو الرشيدة .

مصادر البحث/ * تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية 1992 ص 314 * كارل ماركس – كتاب رأس المال * محمد سيد غلاب – أقتباسات ديموغرافية وجغرافية – القاهره 1978 ص 175

 

 

عبدالجبارنوري

كاتب وباحث عراقي مغترب

كُتب البحث في شهر آب 2017

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6168 ثانية