الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      قرار لتخفيض أسعار اللحوم في إقليم كوردستان يدخل حيّز التنفيذ      دعم الكورد وتقليص الهيمنة الايرانية شرط أساسي لزيارة السوداني الى واشنطن      يباع بنحو ألف دولار.. باحثون: أوزمبيك يمكن إنتاجه بكلفة 5 دولارات      روسيا تضرب صواريخ على أوكرانيا.. وبولندا تستعد      موجة إقالات تضرب كبرى الشركات العالمية! 25% منها تستعد لشطب ملايين الوظائف عام 2024      "يورو 2024".. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك
| مشاهدات : 1246 | مشاركات: 0 | 2017-09-13 10:47:00 |

إستقلال طال إنتظاره القسم الثاني

وسام كاكو

 

 

أعجبتني العبارة المُثبتة على الصفحة الأولى لموقع عشتار والتي تقول: "الجمهورية لكوردستان... وأقليم فيدرالي للكلدان سريان أشوريين" وسبب إعجابي بها لا يعود الى كونها تطالب بحق ما لشعبنا لأن هذا سبق وأن جرى الحديث عنه كثيرا في السابق ولكن الذي أعجبني فيها هو إنها تفهم بوضوح ما تريده وتعلنه على الملأ دون أن تنتظر موافقة الأطراف التي ما زالت تبحث بسرعة السلحفاة ع+ما الذي ينبغي عمله في المستقبل. تقول بوضوح: هذا ما نريده وهذا ما نُعلنه ونعمل عليه دون خوف من أحد.

إن طموحات أبناء شعبنا لم تكن تسري بموازاة الجهد الذي كانت تنظيمات شعبنا، في مجمل نشاطاتها ومجالات عملها، تقوم به والسبب المُباشر في ذلك هو إنه لم يكن يوجد لهذه التنظيمات توحيد شامل للرؤية المُستقبلية الواحدة كما إن الجهد الكنسي، المُتأرجح في أكثر الأوقات وغير الواثق بمقدرة هذه التنظيمات، كان مُنشغلا خلال السنوات القليلة الماضية في تأمين مُستلزمات العيش لأبناء شعبنا، وفي محاولة تأمين المكان الآمن لهم، ولم يقم بالتنسيق المناسب مع الأطراف العاملة في هذه البقعة الجغرافية على كيفية التعامل مع المستقبل أو حتى مع الأزمات الآنية بشكل فاعل ومؤثر بحيث كانت الأطراف الدولية هي الوجهات التي لجأ إليها الجهد الكنسي في الكثير من الأوقات.

هل إن إقامة إقليم فدرالي لشعبنا يعني حصره في سجن مُحاصر بالأعداء من كل الأطراف؟ هل إن المسيحيين في مناطق العراق الأخرى مُرغمون على ترك أماكنهم والذهاب الى الإقليم الجديد؟ أين يفرض المنطق ومصالح شعبنا أن تكون البطريركية الكلدانية، صاحبة الثقل المسيحي العراقي الأكبر عند قيام جمهورية كوردستان والإقليم الخاص بشعبنا؟

إن الإقليم الفدرالي لشعبنا لن يكون سجنا مُحاصرا بالأعداء لأن أمنه سيكون من أمن كوردستان، وأمن كوردستان سيكون من أمن دول أخرى كثيرة، يُضاف الى ذلك إن العامل الإقتصادي سيكون مهما لجعل هذا الإقليم قبلة أنظار سكان الأماكن المُرتبكة فضلا عن طبيعة التفكير السلمية لسكان الإقليم، كل هذه ستُمثل ضمانات مهمة لنجاح الإقليم لذا لن يكون هناك خوف على شعبنا لا بل إن شعبنا في هذا الإقليم سيمتاز بصفات فريدة لا أحد من الأطراف المُجاورة يمتلكها وربما كتبنا عنها في تفاصيلها في المستقبل القريب ولكن يكفي أن أذكر هنا ما قاله بول بريمر لي مرة: "أين أنتم لكي نوفر الحماية لكم"، وحتى لو تصورنا عدم إمكانية الإعتماد على الأميركان في موضوع كهذا ولكن يُمكن بالتأكيد تهيئة الظروف المناسبة لجعل المصالح تتناغم بين الطرفين لتكون أميركا مُساندة لطموحات سكان الإقليم.

هل يجب على كل مسيحيي العراق التوجه الى الإقليم الجديد وترك أماكنهم الحالية؟ بالطبع لا، لأن الكل أحرار في إتخاذ قراراتهم وتبقى الرغبة الشخصية هي المقياس لدى كل شخص رغم إن الأفضل أن يقوموا بذلك لأن هذا الإقليم سيوفر لهم ما لا يمكن أن يوفره أي مكان أخر لهم إقتصاديا وأمنيا.

السؤال الآن: أين يفرض المنطق والمصالح أن تكون البطريركية الكلدانية، صاحبة الثقل المسيحي العراقي الأكبر عند قيام جمهورية كوردستان والإقليم الخاص بشعبنا؟ نحن نعلم مدى تعلق أبناء شعبنا بكنيستهم ورؤسائهم الدينيين وهذه ميزة مهمة جدا تجعل رؤساءنا الكنسيين في موقع مسؤولية كبيرة تدفعهم للتفكير كثيرا في مصلحة هذا الشعب وهو ما فعلته وتفعله دائما لذا توجد هذه الثقة المُطلقة بين مسؤولي الكنيسة والشعب ولكن الآن وصلنا الى إختبار صعب جدا وهو وراء من سيسير رؤساء كنيستنا (أو كنائسنا) عند قيام جمهورية كوردستان والإقليم؟ مع ملاحظة إن الإقليم ربما يُغير في إدارة شؤون أبناء شعبنا من إدارة مُطلقة بيد أبائنا الكنسيين الى إدارة بيد سياسيي شعبنا كما يفرض الواقع الجديد في حال حصوله، وهذه مسألة تحتاج الى بحث مناسب والى تدريب لكفاءات قادرة على القيام بهذه المهمة فضلا عن أهمية المباشرة بإعادة صياغة التفكير العام لأبناء شعبنا ليجري قبول الواقع الجديد وهذه تتطلب تكاتف أباء كنائسنا مع سياسيينا وتنظيماتنا؟ على أية حال، يبدو إن الثقل الأكبر في التعامل مع أغلب المُستجدات القادمة يقع على أكتاف الكنيسة الكلدانية الكاثوليكة لأن مقرها في بغداد وهي صاحبة الثقل الديمغرافي الأكبر لذا ستكون في موقف صعب جدا عند التفكير بالقرار المناسب وسنُحاول هنا أن نعطي رأيا قد يخدم في هذا الإتجاه،

في عام 2001 طالب الأستاذ سركيس أغاجان رئاسة حكومة إقليم كوردستان بمنح حق الحكم الذاتي لشعبنا في مدينة عنكاوة وفي عام 2006 طالب الإستاذ سركيس أيضا بحق الحكم الذاتي في سهل نينوى وبعد جهود سنوات تم تثبيت هذا الحق في مسودة دستور إقليم كوردستان وفق المادة 35 من الدستور وجرى تدوالها إعلاميا على نطاق واسع، ومنذ نهايات 2005 وبدايات 2006 كان البعض القليل يقرأ واقع قدوم الإضطهاد المُستقبلي الدامي ضد المسيحيين في بغداد وفي أماكن أخرى من العراق وقد تم طرح فكرة إقامة مقر (صيفي على الأقل) للبطريركية الكلدانية في عنكاوة لتحريك المسيحيين الى مناطق أكثر أمنا لهم وقد تولى الأستاذ سركيس أغاجان في حينها مهمة القيام بهذا الجهد، ولكن الكاردينال دلي لم يتمكن من القيام بذلك في حينها فجاءت موجة الإضطهاد والقتل ضد أبناء شعبنا وأخذ رجال الكنيسة يبكون على ما حصل ويتوسلون بهذه الجهة أو تلك لكي تقوم بعمل حماية المسيحيين ولكن الوعود كانت كثيرة والعمل معدوم. كان ذلك خطأ تاريخيا وستراتيجيا قاتلا بحق شعبنا أضعفه في داخل العراق بشكل كبير جدا فإضطر الكثيرون الى ترك كل شيء والهجرة الى أماكن أخرى خارج العراق - بشكل دائمي - وداخله - بشكل دائمي أو مؤقت - في الوقت الذي كان يمكن المحافظة على وجودهم الأصلي الآمن داخل العراق، ولكن لمن نشتكي! نفس الكارثة حلت بمسحيينا المُبعثرين، دون حماية مناسبة، في الموصل وحواليها على يد داعش ونفس البكاء والتوسل صدر عن أباء كنيستنا! وما كان كل هذا ليحصل لو كانت الخطة المطروحة من قبل الإستاذ سركيس بخصوص الحكم الذاتي قد تم مباركتها وتنفيذها لصالح أبناء شعبنا في حينها، الآن نحن في مفترق طرق، فما الذي ستفعله رئاستنا الكنسية بهذا الخصوص؟ لا يكفي أن تبعد نفسها عن سماع ما هو مطروح عليها ولا يكفي أن تقول: نحن على الحياد؛ ولا يكفي أن تقول: لن نفعل شيئا حتى نرى النتائج. الكرة في ملعبها ويجب أن تلعبها بشكل ما أو تشجع سياسيينا على الوصول الى قرار مناسب وإلا ستتكرر المآسي بحق شعبنا المُبعثر في أماكن مختلفة. إنه ولا شك قرار صعب جدا وخاضع لإعتبارات كثيرة، معظمها محلية مُتخوفة مما سيأتي، وبعضها من الدول المجاورة المُرتبكة أمام هذا التطور الجديد في المنطقة.

بقاء الوضع على ما هو عليه أي بقاء المقر البطريركي الكلداني في بغداد يعني إن البطريركية قد إتخذت قرارها بخصوص الإقليم وبخصوص مصالح شعبنا! وإنتقال المقر بشكل دائمي الى عنكاوة أيضا يعني بأن البطريركية قد إتخذت قرارها بخصوص الإقليم وبخصوص مصالح شعبنا. ولكي تأخذ المسألة مسارها الأكثر سلاسة نرى إن البطريرك ساكو قد مهّد الطريق للإنتقال السلس فالمقر الصيفي للبطريركية الكلدانية أصبح حقيقة واقعة يلتزم بها الى حد ما، خلافا لما كان الوضع عليه في عهد الكاردينال دلي، ولكن هذا بالطبع ليس قرارا نهائيا لأن القرار في تفكير رئاستنا الكنسية يبدو مُترددا وفي الغالب سينتظر حتى تنجلي الأمور بشكل أوضح. في هذا الوقت يبدو أبناء شعبنا أكثر جرأة في إتخاذ قرارهم بخصوص وجودهم وبقائهم وربما يعود سبب ذلك الى ما عاناه على مدى السنين الماضية حيث كان فيها مُكشوفا وأعزلا أمام كل ما أحاط به.

المهمة التي تنتتظر رئاستنا الكنسية ليست سهلة أبدا والقرار صعب ولكن عند الإصغاء الى إرادة الله والى المنطق والى رؤية مُستقبلية واضحة تجعلنا نُغير الواقع لنحصل على حقوقنا بدل أن نجعل الواقع يُغيرنا فنرضخ لواقعنا الذي يلعب به الأخرون، تسهل المهمة كثيرا وتُحل بعمل كل شخص من موقعه.

إن جمهورية كوردستان ستُصبح حقيقة واقعة بعد مدة ما، حتى وإنْ لم تأت مباشرة بعد الإستفتاء، لأنهم يعلمون بأن هذه فرصة تاريخية لو ضاعت ستضيع معها أحلام كثيرة طالما إنتظرها الشعب الكوردي، وسيكون الإنتظار طويلا بعد هذا الضياع، كما إن الإقليم الخاص بشعبنا أيضا سيُصبح حقيقة واقعة حتى ولو بعد حين، وعلينا جميعا مسؤولية إتخاذ القرار المناسب بخصوص مُستقبلنا ومن الله التوفيق.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6128 ثانية