احبتي وأصدقائي الطيبين-السلام عليكم: -
اتذكر انني بكيت عندما مات والدي –وطلبت له بعد ذلك الرحمة والمغفرة.
وعندما فقدت والدتي بكيت؟ ودعوت الله ان يعفوا عنها ويسكنها جنته.
وعندما فارقني احبتي مرغمين وهاجروا الى المجهول بكيت لفراقهم. ودعوت لهم من كل قلبي السلامة والموفقية والخير العميم.
وعندما تألمت من عللي. وعانيت من الامي بكيت. وطلبت من ربي الشفاء.
ولكنني أمس ايها الأحبة بكيت بحسرة. وألم. وحرقة. ولوعة
لا من أجل وفاة اب. ولا رحيل أم. ولا فراق غوالي. ولا من ألم او علة
أمس بكيت بعد ان اتصلت بأحد ابناء اصدقائي القدامى وشعرت بالنار التي تحرقه وهو يخبرني ان الظروف اجبرته لكي يترك ابيه المسن ووالدته المريضة ..ويهرب مع زوجته وابنائه بعيدا بسبب الارهاب ...
بكيت لأنني احسست بعمق ألامه وشعوره بالذنب لأنه لم يستطع ان يفي لوالديه بعض حقوقهما عليه-
بكيت من معاناته وهو يخبرني بأنه يحيا في مكان. ووالديه في مكان.وأخيه في مكان .وأقاربه بمكان .ومعارفه بمكان .
أجل ايها الاخوة لقد مزقني انينه.ولوعتني همومه. فبكيت.
بكيت من اجل حطام شعب وضياع وطن
بكيت على من كان (حرا) فحوله سيف الجلاد الى (عبد).
وعلى من كان (اميرا) فحولته الهمجية الى (صغير).
وبكيت على من كانوا (أعزاء) هنا فأصبحوا (أذلاء) هناك.
بكيت على اشجار زيتون مباركة اجبرتها العاصفة السوداء لكي تنقلع عن الجذور.
وبكيت على طيور مغردة أرغمها الغراب الاسود اللعين لكي تخرس.
وتبتعد عن الصغار والبيوض.
بكيت (لخيبة امل) قوم كانوا قد منحوا ثقتهم لمن كانوا يعتقدونهم اسودا...
فتبين لهم الان انهم لم يكونوا سوى ...حمير.
وبكيت بسبب أنذال خانوا اشرافهم بدون اعتبار. وكانوا يقولون انهم ضد الاحتلال. وضد الاستعمار. وها هم اليوم يقبلون احذية المستعمرين. وكل الحاقدين. ويبيعون ارضهم. وعرضهم. وشرفهم .بالدولار.
بكيت لآجل مؤمنين يتلوون من الانين.
وحسينيات يحرقها مجرمين.
ومساجد يفجرها كافرين.
وكنائس يهدمها الحقد الدفين.
بكيت من أجل كل هؤلاء.
ورفعت رأسي الى السماء للدعاء. فرايته ينظر الي وفي عينيه حزن عميق. عميق
وفي الاجواء همس حنين رقيق
يقول لي هامسا بكل حب وحنان:-
اصبروا احبتي
اصبروا يا عبادي الصالحين
فالنصر دوما للمؤمنين الصابرين
ربنا ..اننا بالانتظار.فتعال الينا أيها القدير.
وابدل لنا هذا المصير
تعال سريعا أيها المقدس
خادم العراق الوفي
فريد الشماس أبو فادي