أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1233 | مشاركات: 0 | 2017-10-20 18:41:35 |

أحدثكــمْ عن "واحــدٍ" من ابناءِ العراق

رواء الجصاني

         

     .. والحال التي نكتب عنها، برغم انها تبدو شخصية، ولكنها تعبر في ذات الآن عن  صورة / لوحة اجتماعية، عراقية انموذجية بحسب ما نزعم، خاصة وان الالاف من العراقيين يتشاركون في مضامينها، وفي الكثير الكثير من التفاصيل والوقائع ..

     وذلكم الواحد الذي يُشيـر اليه العنوان، ، هو صفاء الجصاني، الراحل الى العالم الاخر، قبل اربعين يوماً.. وكان في عمر الحكمة، والحصاد، تاركاً خلاصات تجربة مديدة في الحياة والمجتمع والعمل، وطوال نحو خمسة عقود، واثمرت في العديد من المجالات ..

    والرجل - مثله  مثل الاف العراقيين - راح وطنياً وسياسياً بالفطرة!. لاسيما وهو من عائلة عُـرفت بالوطنية والديمقراطية، والده: التربوي المعروف، جواد الجصاني، الذي شارك في ارساء اسس التعليم في العراق الحديث، وتبوأ مراكز مهمة في ذلك المجال، ومن بينها مدير المعارف ( التربية) في الوية (محافظات) بعقوبة (ديالى)  والبصرة والكوت (واسط)  وغيرها، في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات الماضية..

   اما والدة ذلكم "الواحد" من ابناء العراق، فهي السيدة نبيهة، سليلة الاسرة العريقة، شقيقة شاعر العراقيين والعرب الخالد، محمد مهدي الجواهري ... وكلا عائلتي الفقيد: نجفيتان شهيرتان بالعلم والفقه والادب. ونكتفي بذلك فلسنا في معرض تباهٍ خاص، بل لالقاء بعض ضوء عن حال نريدها عامة ..

    وبعد الفاصل اعلاه، نعود الى ما قد بدأنا به، وهو ان ذلكم الذي نكتب عنه، ونؤرخ له،  كان وطنياً وسياسيا، بالفطرة، ومنذ فتوته. فقد اعتقل وهو آبن ستة عشر عاماً، من اجهزة النظام الجمهوري الاول، عام 1962 لمشاركته في التظاهرات الشعبية الهاتفة بأطفاء النيران في البلاد، والمطالبة بـ (السلم في كردستان) ... وبعد ذلك باشهر ليس الا، وفور انقلاب شباط 1963 الدموي في البلاد، اعتقل الفتى – الرجل، وعذب بقسوة بالغة، مع الاف اقرانه الوطنيين والديقراطيين، ولعدة اسابيع  ..

  وهكذا تستمر "ضريبة" الوطنية في العراق، مفروضة على الجميع، او تكاد.. فيعتقل الرجل من جديد اوائل  السبعينات الماضية، وهذه المرة بتهمة عدم احترام النائب صدام حسين، ولم يطلق سراحه الا بعد تدخل خاله – الجواهري-  وكفالته !!!. اما في الثمانينات والتسعينات، فلم يسلم – شأنه شأن الالاف من مواطني البلاد - من المتابعة والاستدعاءات والتحقيقات، وكل ذلك لانه لم يقبل ان يكون مصفقاً– دعوا عنكم موالياً - للنظام الارهابي، وسلطة الحرب ...

  ولأن الشئ بالشئ يذكر كما تقول العرب، فقد رفض صاحبنا الاغتراب عن البلاد، مفضلا الخدمة العسكرية الالزامية، وتدريبات الجيش الشعبي، واجواء الحرب والحصار والارهاب، وغيرها من شجون ... لم يرد زمالة دراسية توفرت له في احدى البلدان الاشتراكية (السابقة) ولا هجرة الى الولايات المتحدة – لو أراد – وكذلك فرصة عمل لائقة في دولة الامارات ... وبقي"صامداً" في بلاد لم تشهد سوى العنف على مدى عقود وعقود، وحتى رحيله ببغداد في 2017.9.10 ... ولقد كان يردد، حين كانت البدائل متوفرة: ان سَقي حديقة البيت المتواضعة في داوودي المنصور، ببغداد، ومع زوجته نضال محمد علي صدقي، وتوأمهما (علي ونغم) والاصدقاء والاقارب، اجمل الف مرة من ربوع براغ، وشواهق واشنطن ولندن، ومردود الوظيفة في ابو ظبي ..

   وضمن تلك الظروف، وبرغمها، استطاع ذلكم "الواحد" من ابناء العراق ان يجهد، فيعمل كالآخرين، بعد تخرجه في كلية التجارة بجامعة بغداد عام 1969 ثم ليؤسس بعد ذلك – عصامياً- وكالة للسفر والسياحة، توسعت وتوالدت، لتصبح احدى المؤسسات الابرز في مجالها .. كما حافظ الرجل، وبأصرار على "ديدنه" العراقي : اجتماعيا وأسرياً، وصداقات وعلاقات، وجميعها بحماسة وحرص وأصرار، ربما كان مبالغ فيها، كما هي النزعات العراقية !!. وعبر ذلك راح مميزا ايضا: شعبياً في الحياة، مثابرا في العمل، شغوفاً بمتابعة واقع وآفاق البلاد..كما وطنيا في زمن باتت فيه الوطنية سبةً في الكثير من الاحيان !... وليودع الحياة، مُخلَداً بالف ذكر، وذكر طيب ... وداعاً: صفاء الجصاني .

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6020 ثانية