أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1031 | مشاركات: 0 | 2017-11-21 11:02:24 |

كنيسة العراق على خُطى كنيسة أوربا

بشار جرجيس حبش

 

بدءاً و للأهمية أُنوه الى ما يلي ....

إحترامي الشديد لسر الكهنوت و إيماني بقدسيته و لكني لا أقدس الأشخاص ..كائن من كان .....

أينما يرد مصطلح قادة الكنيسة في هذه المقالة فالمقصود به من هم في قِمة هَرم السلطة الكنسية من أَصحاب السلطة ومُخَطِطي السياسات و المُشَرعين للقَوانيين..... وليس التنفيذيين الذين هم الكهنة المحكومين بحكم الطاعة الذي يُهُدِد سر كَهنوتَهم إن إنتفضوا أو إعترضوا . 

الجزء الأول ....

المُقَدمة :  

كما كانت الكنيسة في أوربا ضحية قادَتِها كذلك سوف تكون كنيسة العراق ضحية قادَتِها الكنيسة في العراق تَدخل في بدايات مُنعطف خطير و خطير جداً و مصدر الخطورة يكمن في أنه لن يختلف كثيراً بنتائجه المستقبلية عن النتائج الكارثية التي لحقت بالكنيسة في أوربا بسبب ما سميت حينها بحركات الإصلاح و إستمرت لعشرات السنيين وصولا الى فترة النهضة الأوربية و ما تَلتها من بدايات عصر جديد تعيش اليوم شعوب أوربا نتائجه الإيجابية والسلبية . و ما يهمنا منه هو أَنه أَسَسَ لعلاقة جديدة بين الكنيسة والشعب لم تكن في صالح الطرفين قطعاً ولكنها أَضرت بالكنيسة أَكثر كثيراً .

إن ما تُسمى بالحركات الإصلاحية و النهضة التي حصلت في أوربا قد تسببت بإنشقاقات كَنَسية و أنتجت طوائف دينية و أيدلوجيات سياسية و أنظمة إقتصادية جديدة لكن ما يهمنا منها الأفكار التي نمت و تبلورت لتؤسس نُظُم إجتماعية جديد كانت أولى إنجازاتها أن ألقوا على رجال الدين عامة و على قادة الكنيسة بشكل خاص مسؤولية التردي الإجتماعي بما مَهد لهم الأرضية لإدانتهم و هذا مَكَنَهم من سَن قوانيين يُقَيدوا بموجبها رجال الدين على جدران الكنائس و إبعادهم قَسراً عن المجتمع لينتزعوا منه عنوة الإيمان المسيحي و المبادئ و القيَّم البناءَة  ليصبح الإنسان بالتالي ضعيفاً و مهيئاً لتبني الأفكار و الممارسات التي بدأوا بغرزها في النفوس لتصبح طَيعة لمن رَغَب بإضعاف المسيحية و إبعاد الكنيسة عن الشعب و تعزيز الإنشقاقات فيها لتدميرها و تشجيع الطوائف المستحدثة  ليكون لها تأثير في حياة المجتمع ...

و إن قراءة الأحداث بحيادية تامة تجعلنا عاجزين عن أن ندافع عن رجال الدين خلال تلك فترة و أَيضاً لن نَتَجَنى عليهم إن ألقينا الكثير من المسؤولية على عاتقهم في تبلور و إنطلاق أزمة حقيقية مع الشعب لأنهم قد أساؤا إستخدام السلطة الروحية التي يتمتعون بها و التي أَهلتهم و مَنحتهم شرعية الوصاية على الشعب لكنهم أساؤا إستخدام هذه السلطة فَفَصَلوّا التعاليم وفق مقاسات السلاطين والإنتهازين و الإقطاعيين المتنفذين و أنغمسوا في مجالات ليست من إختصاصاتهم و وثقوا علاقاتهم بالفاسدين لتفضي في النهاية تصرفاتهم الى ما أفضت اليه من تدهور العلاقة الروحية بين الشعب و رجال الدين  وبالتالي تسببت في قيام ثورة شاملة أسقطت أنظمة حكم كانت قائمة بدعم من قادة الكنيسة مما تسبب برغبة شعبية عارمة لمعاقبتهم و تحييد و تجميد دورهم التوجيهي روحياً للمجتمع و هذا ما أضعف الكنيسة بشكل عام و جَعَلَها غير قادرة على مواجه الإنشقاقات الكنسية و من بعدها المَد الإلحادي الذي بدأ يغزو المجتمع و يتخلخل فيه لِيُفَتِتَ أَواصر العلاقة مع الكنيسة و يَنخَر كيانها مما أصابها بالعجز التام لتصل في نهاية المطاف الى ما هي عليه الآن في أوربا من حالة شبيه بالمقاطعة الشعبية و الجمود و التَصَحُر و الشيخوخة ....

 إن هَوَس السُلطة و الرغبة العارمة بالقيادة و التَحَكُم بالمجتمع أَدى بقادة الكنيسة في أوربا الى أن تَفتُنهم الملذات الأرضية من مال و جاه لذلك تركوا رسالتهم الحقيقية و إهتموا بما ليس واجبهم و تاجروا بالتعاليم وإستغلوا إيمان البسطاء لتحقيق أهدافهم على حساب رسالتهم الروحية حتى أوصلوا الشعب الى المناداة برفضهم والثورة على سلطتهم...

و لكن ما زالت القيم و المبادئ المسيحية مُتَجَذِرَة في النفوس و إن كانت بعض الدوائر و المنظمات تسميها قيم إنسانية و أخلاق مُجتَمَعية بعد أن فَشلت رغم كل محاولاتها بإنتزاعها من نفوس أبناء المجتمع و هذا يدلل على أن الشعب لم يرفض الوصايا و التعاليم المسيحية و لكنه رفض رجال الدين الذين تاجروا لمصالحهم بهذه التعاليم و تسببوا بأزمة ثقة و زرع الشك والتظليل في النفوس و تنامي النفور من الكنيسة...

حيث كانت حينها الشعوب الأوربية محكومة بنظام الثيوقراطية في الحكم ( نظام حكم رجال الدين ) بحكم الإيمان الحقيقي الذي كان يملئ القلوب و المتوارث جيلا بعد جيل مما صنع هالة من القدسية على رجال الدين و هي ذات الحالة التي يعيشها شعبنا المسيحي في العراق المحكوم أيضاً بالنظام الثيوقراطي مما جعل الشعب يمنح الوصاية عليه لقادة الكنيسة الذين أعجبهم الأمر أيما إعجاب و إنغمسوا فيه حتى ظَهر بما لا يقبل الشك أنهم ليسوا بقادرين على تحمل المسؤولية و مواجهة الأزمات التي ضربت الشعب المسيحي في العراق و لم ينجحوا في إستنباط الحلول للمشاكل التي تعصف بمستقبل و وجود الشعب المسيحي في مناطِقه التأريخية أو الدفاع عن حقوقه المدنية و لم يتوفقوا في رسم السياسات التي تمكنهم من قيادة الشعب الى بر الأمان ...

لذا قد تكون الأَسباب ربما ليست ذاتها ولكنها لا تختلف كثيرا من حيث مُنطَلَقاتها التي تَتَمَحوَر بشكل أساسي حول تَحكم قادة الكنيسة بالمجتمع سياسياً و إجتماعياً  وثقافيا و تقرير مصير الشعب و تحديد أَهدافه وتطلعاته المستقبلية بما يلائم توجهاتهم وأَفكارهم ورؤاهم فقط من خلال إعتبار أن سلطتهم الروحية تخولهم قيادة الشعب و تقرير مصيره و التحدث بإسمه  و رغم ذلك كان من الممكن أن لا تكون هناك مشكلة حقيقية في ذلك إن كانوا قادرين على القيادة و أنهم أهلا لها و يحملون الصفات و الإمكانيات التي تؤهلهم لقيادة المجتمع سياسيا و إجتماعيا ..                                                                     

لكنهم و من خلال الواقع المُزري الذي يعاني منه شعبنا المسيحي على كل الأصعدة يمكن أن يكون هو الدليل على أنهم غير مؤهلين لتحمل المسؤولية في قيادة الشعب على الأقل في الجانب السياسي....                                                                                                                    

و بالتأكيد وإن إختلفت التحديات هنا ( كنيسة العراق ) عن التحديات هناك ( كنيسة أوربا ) وإن تباينت ردود الأفعال والأساليب هنا عن هناك لكنها سوف لن تختلف كثيرا في نتائجها المستقبلية و خاتِمَتُها سوف تكون ذات الخاتمة كما هناك كذلك هنا....                  

فنحن اليوم نشهد بدايات خجولة و أصوات خافتة توجه الإتهامات لقادة الكنيسة و تصفهم بالضعف و عدم التفاعل مع الشعب و الشعور بمعاناته و ربما إِستِسهالِها و عدم القدرة على قراءة الأحداث بما يُمَكِنَهم من مواجهتها بذات القوة و الزخم الذي ضَربت شعبنا.....                                                                                                                                           

وبالنتيجة سوفَ تَتَردى العلاقة في قادم السنيين بين الكنيسة والشعب ليشكلا معاً الخاسران الأكبران وقد بدأت الآن تطفو الى السطح وإن كانت بنوع من الخجل حالات تردي العلاقة و سوف تتعاظم مع مرور الوقت لتظهر في العلن و بقوة و قد يكون في لحظة ما نوع من الرفض القاطع لتدخلات رجال الدين في الحياة السياسية والتحكم بالمجتمع و قد يكون سقف المطالبات في قِمة مراحله المطالبة بالتقييد التام لرجال الدين بين جدران الكنيسة ( كما حصل في أوربا )  حينها سوف تكون المواجهة قوية و علنية بين قادة الكنيسة والشعب فيكون أمام الشعب إما إخضاع قادة الكنيسة لمطالبهم أو مقاطعة الكنيسة بشكل تام و التوجه الى مجاميع أخرى تسمى (كنائس ) بدأت تنموا سريعا في العراق و تعمل جاهدة على تحطيم الكنيسة فيه بكل طوائفها و قد حققت نجاحات ملموسة لحد الآن و خاصة خلال أزمة التهجير التي أفرزت أيضاً خلافات عميقة بين الطوائف مع بعضها البعض و داخل كل طائفة ... و رغم محاولات إخفائها لكنها في نهاية الأمر أصبحت علنية و مُخجلة و تسببت بحالة شعبية من التذمر و الإمتعاض .....    

إن الأسباب التي أنمت هذا التردي في العلاقة وتنامي هذه الأفكار الرافضة لتدخل قادة الكنيسة في الحياة السياسة و إنتزاعهم لشرعية تمثيل الشعب و تقرير مصيره وفق تصوراتهم و تخطيطهم بما يناسب توجهاتهم يمكن تحديدها بخطوطها العريضة في ثلاثة جوانب أساسية ....... الجانب الروحي . الجانب السياسي . الجانب الإجتماعي.

في الجزء الثاني نكتب في الجانب الروحي ....

عذراً للإطالة .....

بعيدا عن بغديدا 19 تشرين الثاني  2017










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5879 ثانية