الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1073 | مشاركات: 0 | 2018-03-23 12:38:17 |

"التنافس" في الخدمة الكنسية

نبيل جميل سليمان

 

تمهيد:

وقع جدالٌ بين تلاميذ الرب يسوع: "في من هو الأعظم فيهم" (لوقا 9 : 46) ... وهذه الواقعة تنقلنا كي نطرح سؤالاً مهماً: "من هو الأعظم ؟" .. هذا التساؤل الذي شغل بال التلاميذ وبال الكثيرين عبر التاريخ ويشغلنا نحن أيضاً. فالرب يسوع علَّمَ تلاميذه ويعلمنا اليوم كيف يكون الواحد منا هو الأعظم والأكبر (لوقا 22 : 25 – 26)، وذلك عندما نبذل أنفسنا لأجل بعضنا البعض، ونكرم أحدنا الآخر، أي بمعنى أدق وأشمل أن نتمثل بالمسيح. يعلمنا كيف نكون عظماء بصغرنا وكبار في تواضعنا وخدمتنا، لا أن نتصارع على العظمة والسلطة لنكون الأوائل، متناسين إننا بتعظيم شأننا إنما ننخفض.

 

مفهوم التنافس:

إنّ التنافس من متطلبات الحياة وأحدى مقوّماتها ومفاعيلها، فهي صفة حيادية تُوظَّف في الخير كما في الشر. فالإبداعات وتطويرها لا تأتي من ضرورة الحاجة وحسب، بل من خلال التحفيز على المنافسة، وهنا نستطيع أن نسميها بـ "المنافسة الإيجابية" كأنّها قيمة في حدّ ذاتها سكنت في الإنسان لتقتل فيه اللامبالاة واليأس والروتين. فنحن اليوم في عصر يتنافس الكل مع الكل من أجل الكل، وعلى حساب الكل. بل وأكثر، من أجل المصلحة الشخصيّة و"مصلحتي فوق كل المصالح"، بذلك يتحول التنافس من إيجابي إلى سلبي فلا تعود قيمة الإنسان لما يهدف إليه من تقدّم، بل بما يحقق من مكتسبات على المستوى الشخصي فحسب، حتى وإن أستعمل طرق غير مشروعة وغير محقة. وإذا ما تنافسنا بالسّيئات عدنا بالإنسانيّة إلى الوراء، إلى التخلّف والإندثار والشقاء والكبرياء والحسد.

 

مَن هو الأعظم:

عندما نتأمل في النص جيداً، قد يتبادر إلى أذهاننا هذا التساؤل: متى بدأ التلاميذ يسألون هذا السؤال ..!؟ نلاحظ بأن التلاميذ بدأوا بالنقاش وهم بعيدون عن يسوع (أي دون الأعتماد على يسوع)، وعندما يكون يسوع بعيداً عن حواراتنا وعلاقاتنا سنحاول أن "نحتل" مكانه. نبحث عن مكانة مرموقة لأنفسنا دون أي أعتبار لمن هم حولنا، وهذا يؤدي بنا إلى الكبرياء والحسد وفقدان الحب. فعدم عيش المحبة الحقيقية كأساس لإنطلاقاتنا في الخدمة، تجعلنا نتعالى دون أن نبحث عما يجعلنا آخر الكل من أجل الكل. وعندما نبتعد عن الحب ونفقده في حياتنا، ستكون السلطة والمكانة والتفاخر على حساب الآخرين هي شغلنا الشاغل. لذا فمن يبحث عن السلطة والتسلط لا يعرف كيف يتواضع بالخدمة ويقتدي بالتضحية، لأن المحبة تبحث عن "صمت" التواضع والتضحية. وبأبتعادنا عن "نبع المحبة" -  الرب يسوع -  سيجعلنا نتبنى كل ما هو عكس ما ينادي به يسوع.

 

التنافس في الخدمة لعنة أم قيمة:

ما أحوجنا في عالم اليوم لإعادة سلّم القيّم، فنحن نعيش في زمن إنقلبت فيه الموازين، وأصبح إختلال القيّم والأخلاق سمة من سمات هذا الزمان. فهناك قيّم سقطت بفعل التحوّلات الأجتماعية والأقتصادية الجديدة، وقيم دخيلة أصابت قلوبنا ونفوسنا قبل أعيننا بغشاوة المادة القاتلة. فهناك لفيف من الكهنة من يشجع اليوم بل ويحث القائمين بالخدمة الكنسية بالتنافس فيما بينهم ..! فهل يحق فتح باب "المنافسة" في الخدمة الكنسية ..!؟ وهنا أود أن أوضح مفهوماً قد يبدو غامضاً عن البعض أو فيه شئ من الألتباس. كما نعلم بإن لكل مؤمن له "دعوة" حقيقية من الله، وهنا لابد لنا أن نميّز ما بين "الدعوة" و "قصد الدعوة" في الخدمة. فالكثير من الخدام يحققون "دعوة الله" لحياتهم، لكنهم في الطريق يفقدون "قصده" من وراء هذه الدعوة. وهؤلاء يصفهم الكتاب المقدس بأنهم لا يحبون الله. لأن الذين يحبون الله هم المدعوون بحسب قصده، أي أن هناك "ميزان" قصد الله يقيس حياتهم بأستمرار. وهذا الميزان هو أن نعكس صورة المسيح في الفكر، السلوك، الكلام، التصرف، تقسيم الوقت، الدور العائلي والسياسي والأجتماعي ... وهنا أناشد بعض من هؤلاء الكهنة أن لا يحوّلوا "التنافس" في الخدمة من قيمته الإنسانية إلى لعنة مزروعة في بعض العقول البشرية الذين يسيئون في فهم الدعوة عن قصدها ليتنافسوا في تحقيق الذات الشخصية على حساب الذات الشاملة. لذا فمن يريد أن يكون "الأعظم" و "الأكبر" و "الأفضل" في عيون الله، أن يمتلئ بالتنافس على مَنْ منا يُحب المسيح أكثر، وليكُنْ هذا المقياس الذي نوْزَن فيه حياتنا الروحية بأستمرار. ولتكن هذه هي رؤيتنا وشعارنا في كل شيء نعمله في خدمتنا للآخر ممن كان ومهما كان.

 

الخاتمة:

لقد تعلم الإنسان الكثير في حياته ويتعلم كل شئ ويعيشه، ولكن لم يصل لحد اليوم إلى أن يعيش مع الآخرين في تضحية حقيقية وخدمة مجانية ومحبة متواضعة ومساواة إنسانية ... فغالباً ما نسمع هذه العبارات: أنا الأول والباقي درجة ثانية، نحن الأصل وأنتم الفرع، نحن خير من أختاره الله وأنتم لا شئ، نحن الأغلبية وأنتم الأقلية ...!

فإذا كان الله يريد تعظيمنا، فهذا ليس لنفتخر ونتباهى، ولكن لنخدم، ويكون الفعل العظيم الذي يصنعه الله فينا، شهادة ليتمجد أسمه هو، كما يقول الإنجيلي يوحنا (3 : 30): "له هو أن يزيد ولي أنا أن أنقص". أي أن نكون صغاراً، أن نكون أطفالاً، وهذا ما يطلبه منا  يسوع: "كونوا كالأطفال"… فالأطفال يلعبون ويتشاجرون ويتصالحون، وكل هذه الأمور تحدث معهم بصفاء نيّة وليس عن حقد. أما نحن الكبار، أو الذين يحسبون أنفسهم "كباراً"، فالقطيعة هي أولى المبادئ التي نؤمن بها في تعاملنا مع الآخرين، خاصة وان أتت العلاقة ضدّ مصالحنا ..!

عالمنا اليوم بحاجة إلى أناس يؤمنون بالخدمة الحقيقية، أن تخدم يعني أن تسعى إلى رفاهية وسعادة الآخر، وتعمل من أجل مصلحته ونجاحه، بعكس الأنانية تماماً. فالعظيم هو من يخدم، وليس من يجلس على الكرسي.

 

نبيل جميل سليمان

فانكوفر - كندا










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6382 ثانية