عشرة آلاف ضحية لحوادث مرورية في إقليم كوردستان خلال 15 سنة

حادث مروري في كوردستان

عشتارتيفي كوم- رووداو/

بعد وفاة عدد من زملاء الفنان المسرحي هونر طاهر، إثر حادث مروري على طريق أربيل – كويسنجق، عبر طاهر عن استيائه لما جرى من خلال حركة فنية، بأن صب على رأسه الطين تعبيراً عن سوء حال الطرق في إقليم كوردستان.

وقال طاهر لشبكة رووداو الإعلامية: "التمرغ في الوحل في العرف الكوردي هو تعبير عن منتهى اليأس تجاه أمر ما، وتعبيراً مني عن سوء حالة الطرق ووفاة السائقين والمواطنين يومياً على تلك الطرق صببت على أم رأسي دلواً من الطين لإظهار استنكاري للحكومة والجهات المعنية لكي تلتفت إلى ذلك الطريق ولا يذهب المزيد من الناس ضحايا".

تقر حكومة إقليم كوردستان بأن الطرق ليست مناسبة لاستيعاب حركة آلاف السيارات عليها يومياً، وخاصة الطرق الخارجية، وقد أدى ازدياد عدد السيارات وسوء الطرق إلى وقوع ضحايا حوادث مرور بصورة يومية.

طريق قديم الطراز

منذ أحداث 16 أكتوبر وقطع طريق أربيل – آلتون كوبري، بات الحمل على طريق أربيل – كويسنجق كبيراً وهو عبارة عن شارع ذي مسار منفرد، ما أدى إلى زيادة الحوادث، ويقول مدير شرطة كويسنجق، العقيد ظاهر محمد: "أدى قطع طريق أربيل – آلتون كوبري إلى وقوع حمل كبير على طريق أربيل- كويسنجق الذي أصبح الطريق الرئيس لسفر المواطنين من كركوك والسليمانية إلى أربيل وبالعكس".

وأضاف العقيد محمد "ارتفعت نسبة الحوادث بعد قطع طريق أربيل – آلتون كوبري بنسبة 80%، فبعد أن أصيب 15 شخصاً نتيجة حوادث الطرق في العام 2017، ارتفع العدد إلى عشرة قتلى و 170 جريحاً نتيجة 115 حادث سير".

يبلغ طول طريق أربيل – كويسنجق 60 كيلومتراً، وكانت الحكومة قد قررت في وقت سابق مد طريق جديد ذي مسارين يختصر المسافة إلى 40 كيلومتراً وبدأت تنفيذه، لكن الأزمة المالية عطلت المشروع".

ويرى المتحدث باسم شرطة مرور أربيل، الرائد فاضل حاجي، أن طريق أربيل – كويسنجق الحالي طريق عسكري أصلاً ولا يصلح كطريق عادي "قد يكون طريقاً مناسباً يربط بين مدينتين صغيرتين، لكن ليس طبيعياً أن يكون الطريق الرئيس بين بلدين، فهذا الطريق بات الآن يربط بين العراق وتركيا، وكل البضائع التي تذهب إلى وسط وجنوب العراق، قادمة من تركيا، تمر بهذا الطريق، أي أنه تحول إلى طريق دولي لكن بمواصفات طريق قديم الطراز".

وأردف موضحاً: "كان عدد السيارات التي تستخدم هذا الطريق يتراوح بين 500 و1000 سيارة في اليوم الواحد، لكن هذا العدد تضاعف اليوم إلى 5000 سيارة".

مصير المخطط الأساس

في العام 2010 وضعت حكومة إقليم كوردستان بالاستعانة بشركة "دار الهندسة" المخطط الأساس لتحويل جميع الطريق الخارجية إلى طرق ذات مسارين متوازيين خلال عشرين سنة، أي بحلول العام 2030، لكن الأزمة المالية منعت الحكومة من تنفيذ هذا المخطط الأساس.

وأعلم مدير عام التخطيط والمتابعة في وزارة الإعمار والإسكان، زانا مصطفى عزيري، شبكة رووداو الإعلامية بأنه "استطعنا جدولة وترميز 94 مشروعاً بحلول العام 2013، وكانت الكلفة الإجمالية لتلك المشاريع 2.256.439.000.000 دينار، وقد تم تنفيذ ثمانية من تلك المشاريع، إلى جانب 22 مشروعاً انتهى لكن لم تتم التصفية المالية له، و15 مشروعاً يجري العمل فيه، وتوقف 32 مشروعاً، وقد تم صرف قرابة 50% من تكاليف هذه المشاريع".

وكان المخطط الأساس يقضي بتحويل ألف كيلومتر من الطرق في كوردستان إلى طرق ذات مسارين بحلول العام 2022، لكن عزيري يقول "أنجز حتى الآن 150 كيلومتراً فقط، وبوشر بالعمل في 156 كيلومتراً آخر لكنه لم يكتمل".

وعن استجابة الطرق في كوردستان للمعايير الدولية، قال عزيري "ليست هناك طرق مطابقة للمعايير الدولية حالياً، لكن طريقي كوري – شقلاوة – قنديل الذي أنجز 90% منه وطريق دوكان – دربنديخان سيكونان عند انتهاء العمل فيهما مطابقين للمعايير الدولية".

تخصيص طرق لسيارات الحمل

المشكلة الرئيسة في طرق اقليم كوردستان هو استخدامها من قبل عدد كبير جداً من سيارات الحمل والشاحنات التي تنهك الطرق وتتسبب في الكثير من الزحام والاختناقات المرورية.

ولحل هذه المشكلة، يقول عزيري "نستطيع زيادة عرض الشوارع لكن لا نستطيع مد طرق خاصة بسيارات الحمل والشاحنات في ظل الظروف الحالية".

الحوادث المرورية تقتل عشرة آلاف شخص

تعتبر الحوادث المرورية في إقليم كوردستان السبب الثاني من أسباب الموت، حيث تبين إحصائيات المديرية العامة للمرور في إقليم كوردستان بأن أكثر من عشرة آلاف شخص قضوا خلال خمسة عشر عاماً بسبب حوادث السير، إلى جانب إصابة أكثر من عشرة آلاف آخرين تعرض حوالى 400 منهم لإعاقة.

وفي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام سجل 1577 حادثاً مرورياً وتوفي 235 شخصاً وجرح 2508 أشخاص بسببها.

تحويل الطرق إلى القطاع الخاص

تفيد إحصائيات المديرية العامة للمرور في إقليم كوردستان، حتى نهاية العام 2017، أن عدد السيارات في الإقليم تجاوز 1.469.000 سيارة، عدا السيارات العسكرية التي لم تحتسب ضمن هذه الإحصائيات.

ويقترح مدير مرور كويسنجق تحويل مشاريع الطرق إلى القطاع الخاص: "بسبب توقف أغلب مشاريع الطرق، ينبغي أن تقوم الحكومة بتغيير ستراتيجية عملها في مجال الطرق وتحويل مشاريع الطرق إلى القطاع الخاص، واستيفاء رسوم من مستخدمي الطرق لقاء خدمة الاعتناء بالطرق، وهذا سيصب في مصلحة المواطنين والحكومة معاً، لأنه سيرفع العبء الاقتصادي عن كاهل الحكومة، وسيقلل الحوادث المرورية ويختصر المسافة الزمنية لوصول السائقين إلى مقاصدهم".