بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانون لإقتراف أبشع جريمة بحق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري عام 1933، ليس من المفروض علينا جميعا وخاصة مؤسساتنا السياسية، أن تقتصر فقط لإصدار البيانات والإستنتكارات، ووقفات الإستذكار...
نعم ليس المطلوب فقط ذلك...
ذلك مهم، وذلك واجب، ولكن الى متى يكون ذلك، وماذا استفدنا منه؟؟؟
لا بد لنا من الإنتقال الى مرحلة اخرى نعزز فيه تأبيننا لهذا اليوم، ونعطيه البعد القومي لكل طوائف شعبنا المذهبية، نعم لنجعله حجة علينا لتوحيد الأمة... فالدماء التي سالت أو التي كانت ستسيل، دماء واحدة ولشعب واحد، شاء من شاء وأبى من أبى...
يستحضرني في هذه الأيام وفي هذه الذكرى بالذات ما سمعته من معمر القوشي في أحد البرامج التلفزيونية (لا يحضرني أسمه) عايش فترة مذبحة سميل وهروب الآلاف من شعبنا الى القوش، المدينة المسيحية والقومية، الذي قال...
اجتمع وجهاء قصبة ألقوش يتقدمهم رجال الدين، واتفقوا على ايواء اللاجئين من أبناء جلدتهم والدفاع عنهم بكل السبل....
نعم وكان ذلك، فهم الرجال الرجال، القوش كانت وستبقى المدافعة والمناضلة
بعد المجزرة في سميل ومعرفة الحكومة الجائرة المقترفة لها، بلجوء الكثير من الناجين من المذبحة الى قصبة ألقوش، اتصل المسؤولون في الموصل من عسكريين وجهات ادارية وقد يكون منهم أيضا عسكريين انكليز، أتصلوا بوجهاء القوش وهددوهم بالهجوم على القصبة اذا لم يسلموا اللاجئين. أو حصارها....
فكان الجواب النهائي وبدون أي تردد...
( لدينا الغذاء والسلاح الكافي لمدة سبع سنوات)
جواب كان كالمطرقة على رؤوس الجلادين....
هؤلاء هم الألقوشيين ... هؤلاء هم الأبطال
موقف يجب ذكره وتوريثه للأجيال القادمة لعدم نسيانه
وكلمات يجب تسطيرها بحروف من ذهب
وتجسد الموقف نفسه مرة أخرى عندما هجم داعش على سهل نينوى الشمالي..
رجال ألقوش لم يغادروها، اعتصموا بجبالها وأديرتها ليلا ونهارا...
تحية لألقوش الحبيبة ...