أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1220 | مشاركات: 0 | 2018-11-09 01:13:39 |

المسيحية تُدين الخَطيئة و لا تُدين الخاطئ …‼‼‼! و الكَنيسَة لا تُشَهِر بأبنائها …..‼‼‼!

بشار جرجيس حبش

 

الجزء الثاني …. القسم الأول

بدءاً و للإيضاح يمكن تعريف الإدانة ببساطة شديدة و بحسب القانون أنها الحُكم الذي يَنتُج عن محكمة قانونية ضد إنسان ثَبت قيامه بإرتكاب جريمة ما و بالتالي يستوجب العقاب …إذن فإن الإدانة ليست هي العقاب مُطلقاً بل أن مفهوم الإدانة لا يعني أن في أولى خطواتها هو إيقاع العقاب و إنما خطوتها الأولى هي تثبيت الجرم و تسمية الأشياء بمسمياتها و من ثم على ضوئها يمكن إيقاع العقاب الذي يتناسب مع الجُرم و يمكن أن تكون الإدانة إشعار برفض و محاربة قول أو فعل ما يلحق الضرر بالمجتمع كأفراد أو بإنسان واحد حتى …. لذلك نرى المسيح الإنسان خلال حياته و في مواقف كثيرة إنه يُدين الخطاة علناً ( و الويلات التي وجهها لهم تشهد بإدانته لهم ) إدانهم فقط و لم يعاقبهم و بالتالي كأنه يقول لنا لكم الحق بإدانة الخاطئ إن كان الهدف حماية المجتمع منه و منع القيم الهدامة و الأخلاق الوضيعة أن يكون لها دور و تأثير سلبي في المجتمع لذلك فإننا نرى المسيح يرفض الفاعل أيضاً و ليس الفعل فقط … يدين الخاطئ و يكشف حقيقته و لا يدين الخطيئة فقط ….

إن هذه الجملة ( المسيحية تدين الخطيئة و لا تدين الخاطئ ) قرأتها قبل فترة ليست بالوجيزة في تعليق على أَحد منشوراتي من صديق عزيز له في القلب محبة خالصة و إحترام شديد و إن كنت أختلف معه في هذا فليس معناه أن في ذلك خلاف بل على العكس تماماً ….فإنها بالنتيجة أراء قد نختلف فيها و قد نتفق بناءاً على تفسيراتنا و فهمنا للتعاليم والوصايا و الواقع الذي نعيشه ….

و مما لا شك فيه أنها ليست وليدة تجارب شخصية أو خلال فترة زمنية معينة بل هي بالتأكيد موروث إجتماعي إخترق العقل الجمعي منذ مئات السنيين و تَجَذَر فيه و تأصل حتى أَصبح طقس إيماني …‼‼ يُمَيِزُنا و نُعَرَف به و نُهان بسببه ورغم ذلك ما زلنا مُصريين لأَن نورِثَهُ جميعاً لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا فقط لإننا ورثناه جميعاً من آبائنا و أجدادنا حتى أصبح لنا أسلوب حياة و منهاج تعامل نفتخر به على أنه من الصفات المسيحية النبيلة…

إن من الجميل جداً أن ندين الخطيئة و نرفضها و نحاربها و لكن من القُبح أيضاً أن نتواصل مع من يمارسها مُتَخِذيّن بذلك ذريعة طَمَعنا بهدايته نحو طريق الإيمان، فأول الطريق يجب أن يبدأ بإدانة الخاطئ على الأقل معنويا بإشعاره أنه قد أخطأ حتى نتمكن من التغلغل اليه و خلخلة جدار الخطيئة من حوله لتوجه أولى الطرقات عليه و التي يجب أن تكون طَرقَةُ الإدانة بالحَق و من ثم تعقبها همسة محبة و لمسة رحمة ….

لكن فاتنا أننا إذ لا ندين الخاطئ فهذا يعني و بإختصار شديد أننا نَتَقَبَل فعل الخطيئته من قِبَلِه…‼‼ و ربما نَتَفَهَم دَوافِعه و قد نتعاطف معه و نبحث له عن أعذار ولا مشكلة حقيقية إن فعلنا ذلك فإنه من كرم اخلاقتنا و محبتنا و مثاليتنا المفرطة…‼‼! حتى و إن كان على حساب الوصايا والتعاليم و لكن هل أننا بذلك نساعده ونحقق الغاية من الوصايا و التعاليم بتَقويّم الخاطئ و نحافظ على المجتمع من شروره و خطاياه أم أننا نجعله ينجرف مع تيار الخطيئة و ينحرف أكثر و يتسبب بالضرر لنفسه و للمجتمع بشكل أكبر…. بالتأكيد أن من لا يُدان و لا يشعر بسيف الحق مُشَهَراً في وجهه بالعدل فإنه لن يرى في الوصايا والتعاليم ما يمنعه من تَخَطيها و الإستهانة بها و بالتالي يتمادى في فعل الخطيئة…. و حينها تفقد الوصايا والتعاليم قيمتها الأخلاقية ….. إذن إن كانت المسيحية تدين الخطيئة و لا تدين الخاطئ  فإنها بذلك تُفقِد الوصايا قيمتها و لا تجعل لها أي تأثير في تهذيب و إصلاح المجتمع لأن الغاية الأساسية من الوصايا والتعاليم الربانية هي تنظيم العلاقة مع الرب و أيضا تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع و إحقاق الحقوق بالعدل . فالوصايا الأربعة الأولى هي ما يخص علاقة الانسان بالرب و الوصية الخامسة هي حول علاقة الإنسان بالوالدين و الوصايا الخمسة المتبقية هي بين الانسان و أخيه الإنسان ( أنظر سفر الخروج 20 / 1 ــــ 16 ) و بالتالي أي إنتهاك يحصل بخصوص هذه الوصايا الخمسة الاخيرة فإنه بالتأكيد يتسبب بضرر يلحق بإنسان من إنسان آخر فإن كانت المسيحية لا تدين المُنتَهِك للوصية و المتسبب بالضرر فإنها لن تكون قادرة على رفع هذا الضرر مطلقا و بالتالي تفقد صفة العدالة التي يجب أن تستمدها من الرب العادل الذي تَعبده….. فالسارق يسرق من إنسان أولاً وليس من الرب و الكاذب يكذب على اخيه الانسان أولاً و ليس على الرب…. فبأي حق يرحم و يغفر الرب للإنسان المُنتَهِك للوصية والمُتَسَبب بالضرر لإنسان آخر من غير أن يسترد له حقه و يرفع عنه الضرر و يحقق العدل … القوانيين الوضعية تفعل ذلك ( و هي مستمدة من الوصايا و التعاليم ) و قد يقول قائل أن الرب في الدينونة سوف يفعل ذلك …‼‼ لكن الدينونة جعلوا شعارها الغفران و الرحمة قبل العدل…. فإن كانت كذلك فماذا جنى المقتول ظلماً من دينونة الغفران و الرحمة وهو لم يُكملَ حياته التي منحها له الرب و المسروق ماله ماذا يستفيد من دينونة الغفران و الرحمة و هو عاش بقية حياته مهاناً يستجدي لقمة تسد جوعه و المغتصبة كرامتها و جسدها ماذا تجني من دينونة الغفران و الرحمة و كابوس مغتصبها يعيش معها في كل لحظات حياتها….    

ليست رسالة الرب لنا الرحمة فقط بل فيها القسط الكثير منها لكن أساسها الحق والعدل .. فإننا إن رحمنا الخاطئ مجانا من غير أن نحقق العدالة و نَنصُر الحق فإننا نكون برحمتنا هذه قد ظلمنا من ناله أذى الخاطئ ….

الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …

عُذراً بسبب الإطالة ….

مع التقدير …..

                             بشار جرجيس حبش

                    بعيدا عن بغديدا 12 حزيران 2018

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6044 ثانية