و الكَنيسَة لا تُشَهِر بأبنائها …..‼‼‼!
الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …
إن المسيح إرتقى الجلجلة حاملا صليبه تلهب السياط ظهره ويصفونه بأقبح الكلمات وأقذر الالفاظ لم يكن ذلك ليجعل الرحمة هدفه فقط من فداء البشرية فلن يمنح صك الغفران و البراءة مجانا لأنه إن فعل ذلك فإنه بذلك يَجمع الخاطئ و البار من على يمينه و يُسكِنَ في جنته الظالم الذي منحه الغفران و الرحمة بمحبته الغير متناهية …‼‼! مع المظلوم المشفوع بإيمانه الذي بسببه تعرض للظلم و بالتالي نجد أنفسنا أمام سؤال لا يمكن أن نتركه بلا إجابة و هو ما هو الداعي لأن تكون هناك دينونه شعارها الرحمة و الغفران فقط …‼‼‼ فإن كان القاضي غفوراً رحيماً فإننا سوف ننال البراءة و بالتالي لا حاجة مطلقا للجحيم و سوف نَسلم على أسنانا و لن نعاني من صريرها ..‼!
فإن كان الرب الذي لا يمكن أن نشك بعظمة محبته و رحمته للإنسان فإنه رغم ذلك يعلنها صراحة أنه سوف يحاكم بالحق و يدين بالعدل الخطاة و يلقي بهم في جحيم فيه ألّسِنة لَهب مستعيرة و يبعث بهم الى حيث يكون البكاء و صرير الاسنان إذن فمن نحن حتى نزايد على محبة الرب و رحمته و نُلقي بالعدل و الحق خلف شعاراتنا الإيمانية و مثاليتنا المفرطة و محبتنا المزورة و نبشر بالغفران و الرحمة لمن إغتصب النساء و سرق الأَموال و هدم البيوت و أهان المقدسات و أباد الشعوب و كذب و زنى ……
إن كان هناك جحيم يهدد به الرب من يرفض محبته و إرتقائه الجلجلة فداءاً للإنسان فإن وجودها يعني أنه لن يغفر لهؤلاء و لن يرحمهم و لأنه لن يغفر و يرحم فهذا يعني أنه سوف يحاكهم و إن أدانهم فإنه سوف يدينهم بالحق و يحقق العدل و لن يرحمهم
و إن كان لا يرحمهم ولا يغفر لهم فإنه بالتأكيد لا يحبهم …… نعم إن الرب لا يحبهم لأنهم رفضوا محبته لهم و تضحيته لأجلهم و لم يؤمنوا به … فهل فينا محبة أكثر من محبة الرب حتى نغفر و نرحم و نحب و لا ندين الخاطئ و المنتهك للحقوق ……‼‼ يجب أن نؤمن أن الرب لا يحب من ينكره و يغضبه و يرفض تعاليمه و وصاياه، و لا يمكن أن يطلب منا أن نحب و نغفر و نسامح و نرحم من لا يُحبنا …. الرب يحب من يحبه لكنه هو المبادر بالمحبة …. لأن محبته لنا هي الأعظم
إن الرب لا يستجدي من الإنسان المحبة له و لا يتوسل الإيمان به …. انه يقول بإختصار شديد إرفعوا رؤوسكم الى قمة الجلجلة فهناك محبتي لكم معلقة على الصليب تنزف رحمة ومغفرة و من جثا على ركبتيه قابلاً لها أُغدِقها عليه و أغرقه فيها و من رفضها أسلط سيف العدل على رقبته و لا أرحمه …..
و يجب أن نؤمن أننا لن نستطيع أَن ندين الخطيئة ما لم نُدين الخاطئ قبلها … فالخطيئة و قودها الخاطئ و ما لم نمنع عنها وقودها فإنها تبقى مستعرة تحرق الآخرين.. فالخطيئة المجردة ممن يحملها لا يمكن لها أن تتحرك في المجتمع و تتخلخل فيه … لأن وسيلتها الإنسان الذي عبره تعلن عن نفسها ….
و لأننا لا نقبل الخروج أو الأصح نخاف مخالفة تفسيرات أباء الكنيسة بحسب رؤيتهم و شخصيتهم و الظروف التي حكمت عليهم لوضع تفسيراتهم و أرائهم فقد وصلنا الى مرحلة نتحاشى فيها إدانة الخاطئ و صولا الى مرحلة نجد فيها أنفسنا نُجَمِل و نُجامل الخطيئة بمفردات أقل حدة حتى لا ندين الخاطئ و نجرح مشاعره….‼! و إننا بذلك نتقصد عدم قول كلمة الحق…..و هذا ليس من المسيحية …‼‼
أن منطلقنا الإيماني في القول أن المسيحية تدين الخطيئة ولا تدين الخاطئ هو الإستناد على قول الرب يسوع ( لا تَدينوا لِكَي لا تُدانوا …) ( متى 7 : 1 ) و لكن لو نظرنا الى المجتمع المسيحي بعمق لنُحدد سلبياته و نحاول بصدق تصحيحها فإننا سوف نكتشف أن إِلتِزامَنا بِهذِه الآية ليس مَبعَثُه الحقيقي كَما نُرَوِجُ له مُتباهيّن بأنفسنا هو عُمقَ إِيمانِنا و صِدقُ مَحَبَتِنا و رُقيّ أَخلاقُنا بَل مَبعَثُه الحَقيقي الذي يُخجِلُنا الإِعترافُ بِه هو الخَوف مِن أَن يُديّنَنَا الآخرين... لإننا كلنا خُطاة .... كَذابيّن سُراق زُناة مُنافقيّن جُبَناء مُرائيّن... و تُرعِبُنا إِدانَة الآخرين لنا …
نحن فَهَمنا الآية كما في التوضيح و بالمُختَصَر المُفيد و باللّغة الشَوارِعِية السَريعَة للفَهم …يَعني (أَطمطملَك و طَمطملّي)…. و ما دُمنا نَزَلنا الى الشارع لإِيصال الفِكرَة نَبقى فيه و نُضيف أَن شَوارِعِنا و مَقاهينا و بيوتنا أَصبَحَت مَحاكِم للظُلم و تَشوية الآخريّن و الإِدعاء كِذبَاً عَليهِم بِشَرط دستوري أَزلي مُسبق (رجاءاً بس خلي الحجي بيناتنا لا تكول لأَحد ) و أَنت مُتَيَقِن أَن ما هي إلا لحظات و يكون كُلَ كَلامُك عناوين رئيسية في جَلسات السَمر مَع تفاصيل و تَحديثات جَديدة للمزيد من الإثارة
نحن كشعب مسيحي لا نؤمن أساساً بهذه الآية ( لا تَدينوا لِكَي لا تُدانوا …) بدليل أننا بالسر نُديّنُ كِذباً الآخرين و في العَلَن نَخاف بالحَق إِدانة الآخرين ....ببساطة ...لأننا خُطاة نَخافُ أَن نُدان بالحَق…
أهذه هي أخلاق المسيح الذي أَدانَ علناً الخطاة و المرائيين و المنافقين و تحداهم و هزمهم ….
الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها ، لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …
يتبع ……
عُذراً بسبب الإطالة ….
مع التقدير …..
بعيدا عن بغديدا 14 حزيران 2018