برزت منذ ايام في اغلب محافظات العراق ولاسيما المحررة منها من براثم داعش العديد من الاصوات المسيحية ولبقية الاديان تروج للتعايش وقبول الاخر وبشتى الطرق الانسانية، اصوات نابعة من روح المسامحة وطيّ ما مضى من اضطهاد وجور على يد المسلمين لاخوتهم من بقية الاديان، لكن وبعد كل هذا الجهد والصرف الذي تكبدته الدول المانحة الاجنبية لمنظمة مد الجسور ولمنظمة الرسل الصغار وبقية المنظمات الايزيدية والشبكية وعمل العديد من ورش وأجتماعات وندوات وفعاليات وغيرها...
كانت المفاجئة بأن يظهر لنا اشخاص معممين خارجين عن القاعدة يرفضون التعايش بين المكونات المختلفة عقائدياً ولو حتى بالسلام او تهنئة الاخر بأعيادهم الدينية ويريدون تسلط الدين بالدنيا والاخرة بطريقة رهيبة لتسقيط الاخر دينيا وأجتماعيا وبأساليب غير مباشرة ورسالتهم واضحة جدا تدعوا لنبذ الاخر في المجتمع للابد.
حيث تزامنت هذه الدعوات مع وجود مبعوث سيدنا بابا الفاتيكان بيننا قبل ايام الذي كلف نفسه وزار العراق تمهيداً لزيارة سيدنا البابا عن قريب وتلبيةً لدعوة رئيس جمهورية العراق الرسمية قبل شهرين لسيادته.
انها بالحقيقة رسالة مغرضة لكي لا يتجرأ سيدنا البابا ويدوس ارض العراق مستقبلا لعلة في نفوسهم المريضة وهم يروجون الان للعديد من الحجج التي نسفت كل أواصر التعايش الفتية التي بدأنا بها واردنا لها خيرا لكي تزرع وتنمو في العراق وتبقى لاجيالنا القادمة وحافضنا عليها من جانب واحد وخاصة بعد الاجتياح السافر لداعش وأفكاره الشيطانية لمناطقنا التأريخية وما خلفه من دمار فكري وأجتماعي وأقتصادي وحتى سايكلوجياً على نفوس الناس وخاصة الامهات المربيات المسكينات اللاتي تردنّ العيش المشترك المبني على احترام الجيرة والتعاون وان يحتكوا بالمكونات الاخرى كجيران لتعزيز أواصر العلاقات المجتمعية المتعارف عليها كالسابق.
لكن للاسف سلطة القوة الدينية كانت وستبقى اقوى بكثير عليهم لان مجتمعنا العراقي عشائري متحفظ دينيا وليس من السهولة الولوج لكل عائلة او فرد بهذا المجتمع لصنع التصحيحات بعقولهم...
وبذلك فيجب الحذر من الاندفاع الزائد بهذا الاتجاه لكي لا نخسر كرامتنا كمسيحيين وأيضا وجودنا التأريخي بينهم لنبقى صامدين محافظين على ما تبقى لنا من امكانيات نحتاط عليها للمستقبل وجودنا التأريخي المجهول بينهم بسبب تفاوت الكثافة السكانية بيننا واحتكار مراكز السلطة في البلاد وطبيعة التقاليد ولغاية ان نأمن من حصول تغيير باتجاه تأسيس لنظام مجتمعي جديد بصيغة الدولة المدنية المطلوبة اليوم في العراق لتخليص الشعب العراقي من كل الفروقات والتراكمات الفكرية الغير محببة في العيش المشترك لكي لا نشعر بأننا قد خسرنا وتعبنا بدون فائدة والمستقبل لناظره قريب بعون الله.
وليد متوكا/ سهل نينوى