فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      بيان صادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في الذكرى السنوية الحادية عشرة على اختطاف مطراني حلب      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل وفداً من ألمانيا ترأسه المتحدث السياسي عن الحريات الدينية في العراق في مؤسسة ‘‏ojcos‏’ الألمانيّة      نص كلمة سيادة المطران فرنسيس قلابات اثناء استقبال الجالية العراقية لرئيس الوزراء العراقي في المركز الكلداني العراقي بمشيغان      الفنانة سوسن نجار القادمة من امريكا تزور قناة عشتار الفضائية في دهوك      رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟      البرلمان البريطاني يقر قانوناً مثيراً للجدل بشأن المهاجرين.. وافق على ترحيل فئة منهم إلى رواندا      الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ بـ2023      نيجيرفان بارزاني: زيارة الرئيس أردوغان دلالة على العلاقات القوية بين العراق وإقليم كوردستان مع تركيا      الريال يقترب من حسم الليغا بالفوز على برشلونة      البابا فرنسيس يجدّد دعوته لتغليب      بحضور ورعاية مسرور بارزاني.. انطلاق فعاليات ملتقى أربيل الدولي للصحافة
| مشاهدات : 1162 | مشاركات: 0 | 2019-03-17 11:57:02 |

غاية يسوع من التحدث بالأمثال

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

( لهذا السبب أكلمهم بالأمثال: فهم ينظرون ولا يبصرون ، و يسمعون دون أن يسمعوا  أو يفهموا )

 " مت 13:13 "

 

علينا أولاً ان نتعرف على لفظة ( المثل ) والغاية من الأمثلة في الكلام .

 المثل هو صياغة خاصة لقصة قصيرة بشكل مميز يدعو السامع إلى البحث عن الحقيقة ، وفي عمق المثل نجد غاية وهدف . في المثل يستطيع أن ينقل المتحدث ما يريده إلى المستمع ، فالمثل لغة خاصة تختصر كلام كثير بين قوسي المثل . بالمثل يمكن نقل الفكرة التي لا يستطيع المتحدث نقلها للآخرين بالكلام المباشر لأن الواقع الذي يعيش فيه لا يسمح بحرية التعبير عن الرأي ، لكن بالمثل يستطيع أيصال الفكرة إلى السامعين والتأثير على أفكارهم لجعلهم يرتدون عن مواقفهم لصالح آرائه 

قد لا يستطيع المتحدث فعلاً نقل ما يريده بحرية إلى الخصم كفرد أو مجموعة ، لهذا يصيغ كلامه على شكل مثل لا لأجل الخداع ، بل لحصر المقابل ، ولكي يعترف بالحقيقة عاجلاً أم آجلاً . المثل ليس كلاماً مُعقداً ، او مشفراً يحتاج إلى جهد لفهمه ، بل هو رأي مختصر يحتاج إلى فهم رموزه لأجل الوصول إلى معنى أعمق.

فالسامري الصالح ( المسيح ) هو ( العهد الجديد ) الذي أهتم بالأنسان فداوى جروحه بالزيت والخمر ( أسرار الكنيسة المقدسة ) أما الكاهن ( عهد الشريعة ) واللاوي ( عهد الأنبياء ) فلم يستطيعوا شفاء الأنسان المريض في الخطيئة . السامري الصالح أخذه إلى الفندق ( الكنيسة ) لكي يستمر بتداويه بأسرارها المقدسة ، ومن ثم رحل السامري ( صعد إلى السماء ) ودفع إلى صاحب الفندق قطعتي من الفضة ( الكتاب المقدس بقطعتيه ، القديم والحديث ) ووعد صاحب الفندق (الأساقفة والآباء الكهنة ) بالعودة في المجىْ الثاني لمكافئتهم . إضافة إلى هذا التفسير اللاهوتي ، قصد الرب بمثله  لأحد علماء الشريعة  اليهودية الذي كان يظن بأن الشعب اليهودي هو الأطهر والأرحم وله فقط الخلاص ، بهذا المثل أجبره يسوع لكي يقول بأن الذي يعمل الصلاح هو الأفضل 

إذاً للمثل أسلوب لغوي ، وممتع ومُسَلي ، غايته الوصول إلى فكرة ذات قيمة أخلاقية لها مخزى ، كما يحمل المثل فكرة جوهرية عميقة للوصول إلى الغاية . كما تدفع المستمع إلى التفتيش عن المعنى الرمزي للمثل لكي يساعده للوصول إلى المعنى الروحي . فالمثل هو تلك النافذة التي من خلالها نتطلع إلى الحياة بنظرة جديدة ومعاصرة . اما سبب اختيار يسوع هذا الأسلوب في التبشير فكان لكي لا يُفهم معنى كلامه في حينها فيتصدى له اليهود مباشرةً ويمنعوه من أكمال رسالته . كذلك للجدال بموضوعية ولأستمرار الحوار معهم بمختلف فصائلهم وبهذه الطريقة كان ينقل ما يريده لهم بصورة غير مباشرة أو غير مفهومة ، لأنهم لم يستطيعوا فهم فلسفته ومقاصده ، وبعد ذلك سيأتي وقت التفسير ، وهكذا أستطاع أن ينقل رسالته الشاملة إلى العالم عن طريق التحدث معهم . أجل كان هذا الأسلوب أفضل من الدخول معهم في نقاش مباشر وواضح لما فيه من أحتمالات الرفض والمقاومة أو التصفية الجسدية للخلاص منه قبل مجىء ساعته المحددة ( لو 53:22) . وبهذه الطريقة كان يحارب معتقداتهم الخاطئة والقوانين الأنسانية التي صاغوها وكانوا يفرضونها على وصايا الله لهم . كما قال ( كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع ) " مت 13:15 " . وهكذا كان يعمل للتغيير لأجل غسل العقول بدون أن يدخل مباشرةً إلى الموضوع المطروح . فمثلاً لم يحاور سمعان الفريسي في بيته عندما أثار بفكره موضوع المرأة الخاطئة التي دخلت بيته وجلست عند اقدام المسيح وبللتها بالعطر ومسحتها بشعر رأسها وتقبلتها أمام الجميع . لا يحتاج يسوع لأن يخبر سمعان مباشرةً لما يدرور في فكره ويفضح نواياه أمام الجميع ، بل أقنعه بمثل بسيط ومفهوم فدفع سمعان إلى الأعتراف من هو الأفضل ، كما علمه من خلال المثل إلى المحبة والتسامح ، وجعله يعلم بأن تلك الخاطئة قدمت له أكثر مما قدم هو له في بيته . وهكذا فتح المثل لسمعان آفاقاً جديدة لكي ينظر إلى المرأة بعين الرحمة والمغفرة ، وبهذا المثل أيضاً حصر يسوع سمعان في زاوية ضيقة ، وبين أختيارين لا غيرهما ، وهي أما الحفاظ على وصايا آبائه وينكر محبة الله وغفرانه ، أو يقبل التعليم الجديد ويبتعد عن طقوس العهد القديم . وهذا المثل أجبر سمعان لكي يفهم المسيح ويبرر المرأة ، ومن ثم يشعر بأنه ليس الأفضل ، ومثله فعل الفريسي في الهيكل ففضل ذاته أمام الله على العشار الخاطىْ.

كان يسوع يفسر أمثاله لتلاميذه عندما كان ينفرد معهم ، أو كانوا هم يسألونه عن تفسيرها كمثل الزارع . فغايته من التحدث بالأمثال كانت لكي لا يفهموه اليهود في وقتها ، وبهذا تمت بهم نبؤة أشعياء الذي قال ( سمعاً تسمعون ولا تفهمون ، ونظراً تنظرون ولا تبصرون ، لان قلب هذا الشعب قد صار غليظاً ،... ) " مت 13: 14-15 " 

كذلك حتى ملكون الله شبهها بأمثال ، كالخميرة ، والبذرة في الأرض وغيرها 

ختاماً نقول : أن الأمثال استعملت قبل المسيح من قبل الآباء ، لكن  يسوع صاغها بأسلوب معاصر فيه طعماً مشوقاً وكأن المثل قصة قصيرة جميلة يتلذذ السامع بها , كما في المثل سمة خاصة تربك وتسلي وتفاجىء السامع بمفاهيم سماوية عظيمة ، لما في المثل عمق ورؤى جديدة ، وله نوافذ فكرية وروحية لم يصلها أحد من قبله فنادى بأفكار جديدة مناهضة لأفكار ومعتقدات السامعين ، كما فيه فكرة روحية لخلاص الأنسان  ، كل أنسان وليس اليهود فقط . فملكوت الله ليس صعب المنال ، بل هو خطوة صغيرة يتخطاها كل أنسان فتقوده إلى الخلاص . فبثورة الأمثال أستطاع يسوع أن يهز بها أوتار روح المستحقين فكسبهم إلى أفكاره 

ليتمجد أسم يسوع المخلص الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور   

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6171 ثانية