يستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن والمهجر احتفالية رأس السنة البابلية الاشورية اكيتو العيد االقومي له هذه السنة بفرح غامر ممزوجا بقلق مشروع بسبب استمرار ظروفه الصعبة والمعقدة في ارض الاباء والاجداد حيث لا زالت الحملة الشرسة المنظمة والموجهة ضده بأجندات خارجية وداخلية سرية وعلنية مستمرةً ومتعددة الوجوه والأهداف وتنفذ على مراحل لتطويعه وتركيعه وتهجيره واستئصاله وقلعه من جذوره وحرمانه من ابسط حقوقه القومية والوطنية والتاريخية والدينية المشروعة
لذلك نأمل ان يكون عيد اكيتو لهذه السنة منطلقاً حقيقيا لضمان حقوق شعبنا كاملة لترجمة مبادئ الشراكة والتآخي والعيش المشترك وتجسيداً للعدالة والمفاهيم الديمقراطية والوطنية وحقوق المواطنة وتكافؤ الفرص لكل مكونات الشعب العراقي التي كفلها دستور العراق الاتحادي خاصة عندما يشعر شركائنا اننا واحد في كل شيىء
لان عيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية اهم مناسبة قومية عظيمة لدى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن والمهجر لما تحمله من مدلولات ومضامين قومية ووطنية وتاريخية وحضارية وتراثية وانسانية تؤكد على أصالة شعبنا على أرض النهرين الخالدة فأكيتو هو الشريان الحيوي الذي يربطنا بجذورنا الاولى في أرض الاباء والاجداد حيث يحتفل بها أبناء شعبنا في الوطن وأرجاء المعمورة كما كان يحتفل بها ابائنا وأجدادنا في بابل وآشور على مدى اثني عشر يوماً في طقوس ومراسم وكرنفالات مهيبة ورائعة احتفاء بتجدد الطبيعة وبدأ حياة جديدة وعام جديد عيد أكيتو الذي يُعد أقدم الأعياد القومية والدينية والوطنية في وطننا العراق بل وفي العالم حيث يسبق الاعياد القومية الصينية والفارسية والتركية
لا نريد ان تكون الاحتفالات الجماهيرية الحاشدة والصادقة لابناء شعبنا في الوطن والمهجر هذه السنة مجرد حضور وتجمع جماهيري عابر للدعاية والاعلام وشحن العواطف ونقف عاجزين عن حل بعض التقاطعات والخلافات بين أحزابنا القومية ومؤسساتنا في الوطن بروح العائلة الواحدة والفريق الواحد وتفعيل التجمع السياسي لشعبنا احتراما لهموم ومشاكل وحقوق شعبنا في وطنه علينا ان نستلهم الدروس والعبر من اخطاء الماضي بالحكمة والتعقل وبدون مزايدات سياسية او قومية او اعلامية لبلوغ غاياتنا في العمل القومي المشترك ولبناء استراتيجية مشتركة للتعامل مع التحديات الداخلية والخارجية
ان استمرار الخلافات بين بعض أحزابنا القومية في الوطن يعرض مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري المنسجم اجتماعيا وقوميا وفكريا وتاريخيا ودينيا الى الضعف والتهتك وتتعمق الحساسيات والكراهية والحقد والتفرقة بين افراده ويجعل موقف هذه الأحزاب هزيل ومهزوز امام جماهيرنا وشركائنا في الوطن لان عدم معاجلة هذه الخلافات والتقاطعات بشكل جدي وصادق ومقنع يعني تصفية قضيتنا كشعب وامة او على الاقل اقصاءنا وتهميشنا ووضع قضية شعبنا وامتنا في مرتبة وخانة متدنية جدا من الاهتمامات والرعاية المحلية والاقليمية والدولية بسبب صراعاتنا الهامشية والجانبية والعبثية التي لا معنى لها فهل نتعض من الدرس ام نستمر السباحة في المستنقع الاسن والى متى ؟
خاصة ان استمرارية وجودنا القومي والديني في الوطن اليوم اصبح على كف عفريت او ادنى اذا لم نحسن التصرف ونتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب لاننا في مناطق نفوذ الكبار !! وبعد اليوم لا نريد ان نعيش لاشباع بطوننا فقط !! نريد ان نكون احرارا في شؤوننا ونحصل على كامل حقوقنا ونرسخ وجودنا كشركاء حقيقين في وطننا بكرامة وكبرياء ونحل الاختلاف والمشاكل والتوتر والاحتقان والتشنج بيننا ليس بالتحدي والمجابهة وانما بأساليب سياسية ودبلوماسية ناعمة واعلامية هادئة وديمقراطية مسؤولة وحرة وعلى أحزابنا القومية ان تدرك جيدا بأن الحل والمعالجة ممكنة حيث المطلوب هزيمة المشكلة والاختلاف والاحتقان بالحكمة والتعقل والهدوء وقبول الاخر وليس هزيمة انفسنا وأحزابنا لان ذلك لا يخدم غير المتربصين بمسيرة شعبنا وحقوقه
كل اكيتو وشعبنا وامتنا بالف خير
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com