من اشهر الكلمات او الامثال التي تنطق على لسان العرب قديماً وحديثاً هي المقولة المشهورة "هذا من رابع المستحيلات" تستخدم للتعبير عن شيء غير متوقع الحدوث ومن الصعوبة ان يحدث، لكن ماهي الثلاثة المستحيلات التي تسبق الرابعة ..؟
الاولى هي "الغول" حيث يستخدمها الآباء والأمهات لتخويف اطفالهم، وهي لا اساس لها، والثانية هي طائر العنقاء الذي يمتاز بطول منقاره وله ريشتان فوق رأسه، وبالنهاية هو طائر اسطوري، والثالثة هي الصديق الوفي، حيث يعتبر العرب ان الصديق الوفي من المستحيلِ وجوده.
فالصداقة معناها الحقيقي هي الصدق و الوفاء، لا الحقد والكراهية، وهي اسمى العلاقات الكونيه، وايضاً تواصل لجميع علاقاتنا بمن حولنا، فكثير منا يعتبر الصديق هو الاخ والاب والام وحتى العقل الذي يدير كل شيء فينا. فهو الوحيد الذي يكون صندوقاً اميناً لإسرارنا وافعالنا السرية، ولكن هل هذه الصفات التي ذكرت أعلاه موجودة فعلياً في الواقع ..؟
الاجابة كلا، فالصداقة اليوم اصبحت اغلبها تنتهي بإنتهاء المصالح التي بنيت عليها تلك الاكذوبة المسماة بـ" الصداقة" فمن الصعوبة ايجاد ذلك الصديق الذي يستحق التضحية والفداء، فالاغلب اصبحوا يتفننون بغدرهم، ويتركك لاتفه الاسباب، بل احياناً يعاملك بسوء قاصداً ان يجعلك انت السبب بالابتعاد عنة، ومثل هكذا اشخاص لا يستحق منا اي شيء، ولا يمت بصلة للإنسان. وهذا الكلام لا ينطبق فقط على الرجال، بل ينطبق على الجميع، فاغلب الصداقات بين النساء كذلك اكذوبة ومبنية على المصالح الشخصية.
فالاهتمام بأنفسنا والابتعاد عن كل شيء يعكر مزاجنا خير من الدخول لمجتمع مليءٍ بالأخطاء والأوهام تحت مسمى الصداقة، فالحياة قصيرة جداً والأفضل ان نستغل هذة الايام من العمر في العيش بسعادة غامرة، دون اشغال عقولنا بفلان وفلان، ونصنع سعادتنا لإنفسنا بإيدينا خير من ان ننتظرها من الاخرين، فلا احد في هذه الدنيا يستحق، ولا احد ينفعنا ابداً، هكذا هي طبيعة الحياة، والعيش مع الاخرين بعلاقة سطحية، فالعلاقات السطحية افضل بكثير وهي اكثر ما تدوم في وقتنا الحالي.