قناة عشتار الفضائية
 

لانعدام الإحساس بالأمان.. تراجع أعداد المسيحيين في كركوك

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

ازداد تراجع أعداد المواطنين من المسيحيين في كركوك في السنوات الأخيرة، من خلال هجرة الكثير منهم إلى الخارج، ويعزو المسيحيون هذه الهجرة إلى شعورهم بأنهم مجبرون على الهجرة وسط آفاق عمل غير واضحة المعالم، مع انعدام الإحساس بالأمان.

يقول راعي كنيستي مار يوسف ومار بولس في كركوك، إن "المجتمع المسيحي يحب النظام والقانون، ويريد المسيحيون العيش بسلام، لكن الفوضى التي عمت البلد، والحكومات الهزيلة التي تولت السلطة والتدخل الأجنبي، أسفرت جميعاً عن تعرض المسيحيين للاضطهاد، ولأن القانون غائب والأمن والأمان غائبان، فقد هاجر الكثير من المسيحيين ورحلوا عن العراق".

 كان المكون المسيحي يشكل أقلية كبيرة في العراق وكان تعدادهم قبل إسقاط النظام السابق يقدر 1.4 مليون نسمة، في حين تشير التقديرات إلى أن هناك الآن أقل من 300 ألف مسيحي ما زالوا في العراق، ومعظم هؤلاء نازحون خارج ديارهم.

وبدأ انخفاض أعداد المسيحيين نتيجة للاضطرابات التي أعقبت العام 2003، عندما استهدف مسلحون المسيحيين في أحيان كثيرة، فبات الشباب المسيحي لا يشعر اليوم بأن لديه مستقبلاً في بلدهم.

نزيهة إسحاق، مسيحية من كركوك، تقول: "نريد حلاً للعراق، حلاً للمسيحيين في العراق، حلاً لشبابنا يستطيعون معه التطلع إلى أمام إلى مستقبلهم بحيث يكونون قادرين على العثور على أنفسهم في وطنهم. ليست هناك فرص عمل للشباب الذين باتوا اليوم مثل جسد بلا روح. ليس عندهم شيء يتمسكون به هنا".

ومع اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) محافظة نينوى في العام 2014، وكان سهل نينوى من بين المناطق التي احتلها التنظيم، تلقى المسيحيون ضربة أخرى، إذ أجبر المتطرفون السكان على الفرار إلى إقليم كوردستان، أو إلى أبعد من ذلك.

أما الذين عادوا بعد تحرير مناطقهم من سيطرة داعش، فلم يجدوا في الديار غير منازل وكنائس مدمرة، بينما يشعر كثيرون منهم بالخوف من سيطرة المليشيات الشيعية على بعض المناطق.

يقول كرم جرجيس، وهو طالب نازح من بلدة برطلة بسهل نينوى: "أخذوا بيوتنا وأراضينا، كنا من الذين تم إحراق منازلهم بالكامل، ولم نعد إليها منذ ذلك الحين. أنا أدرس هنا في مدينة كركوك ولكن ليست هناك فرص عمل أو توظيف حكومي. ربما سأجد نفسي مضطراً للسفر إلى الخارج مستقبلاً لبناء حياة والعثور على فرصة عمل أضمن به مستقبلي".

مسيحيو العراق، الذين يعود تاريخهم إلى زمن المسيح تقريباً، ينتمون إلى عدد من الطوائف المسيحية، أكبرها كنيسة الكلدان الكاثوليك، إلى جانب كنيسة السريان الكاثوليك، والكنيسة الآشورية، والعديد من الكنائس الأرثوذكسية.