قناة عشتار الفضائية
 

الكاردينال شيرني يسلم البابا فرنسيس رسالة من سكان ماريوبول

 

عشتارتيفي كوم- أخبار الفاتيكان/

 

حمل العميد الموقت للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني رسالة موجهة إلى البابا تسلمها من صحفي أوكراني، وحملت توقيع عدد من الأمهات والزوجات والأبناء، الناجين من الحصار المفروض على مدينة ماريوبول، طلبا للمساعدة. واعتبرت الرسالة أن تدخل الحبر الأعظم من أجل ضمان الخروج الآمن للمواطنين المحاصرين يشكل عملا من الرحمة.

 

تضمنت الرسالة صرخة ارتفعت من المدينة المحاصرة، وعلت فوق دوي القنابل والقذائف، ووصلت لغاية البابا فرنسيس الذي يرى فيه كثيرون مصدراً للأمل. صرخة أطلقها أبناء الرجال المدافعين عن المدينة، وزوجاتهم وأمهاتهم، وحملها إلى الفاتيكان الكاردينال مايكل شيرني، الذي أكد في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن هذه الرسالة الموجهة إلى البابا فرنسيس تثبت صحة ما قاله منذ البدء، خصوصا في رسالته إلى مدينة روما والعالم، يوم عيد الفصح، عندما تحدث عن عبثية الحرب.

وقد تسلم نيافته الرسالة من الصحفي الأوكراني  Saken Aymurzaev الذي يعمل لدى محطة التلفزة الرسمية الأوكرانية، والرسالة هي عبارة عن صفحتين تعكسان ألم ومعاناة سكان المدينة المعذبة. جاء في الرسالة أن المدينة تحولت إلى رماد، وهي تخضع للقصف على مدار الساعة، وحيث تُسجل أخطر كارثة إنسانية في أوروبا القرن الحادي والعشرين.  وتؤكد الرسالة أنه لا يمكن القبول بفرض حصار على مدينة تتعرض للهجمات بصورة عشوائية.

الرسالة التي حملها الكاردينال شيرني خاطبت البابا فرنسيس مباشرة، وأكدت له أن مساعدة المتألمين ما تزال مهمة ممكنة، على الرغم من ارتفاع عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة بصورة يومية. وتحدثت الوثيقة عن وجود مئات الجرحى وسط العسكريين والمدنيين على حد سواء، وهم يفتقرون إلى العلاج نتيجة نفاد الأدوية والمعقمات، وهم يحتاجون إلى الخروج من المدينة المحاصرة. وتطرقت الرسالة إلى الأوضاع الراهنة في مصنع الصلب Azovstal الذي تحول إلى جبهة في المواجهة العسكرية المقررة، وحيث يوجد حوالي ألف مدني إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية. وأكدت أنه مع بداية القتال اعتقد هؤلاء المدنيون أن وجودهم إلى جانب الجيش يوفر لهم الأمان وما يلزم من الطعام والمياه والرعاية الصحية. لكن سرعان ما تحول هذا الحصن المفترض إلى فخ وقع فيه هؤلاء النساء والأطفال، إذ بات من الصعب جداً بلوغهم لمدهم بالطعام ومياه الشرب.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد الكاردينال شيرني أن هذه العريضة اليائسة ليست موجهة إلى البابا وحسب إنما إلى جميع الأشخاص القادرين على مد يد المساعدة، من خلال فتح ممرات إنسانية، والعمل على تطبيق وقف إطلاق النار، لأن هذا ما تحتاج إليه مدينة ماريوبول في الوقت الراهن. ووسط الفرح والبهجة بحلول عيد القيامة – مضى نيافته إلى القول – لا بد أن نحمل في قلوبنا معاناة ومآسي هؤلاء الأخوة والأخوات المتألمين في أوكرانيا، وفي مناطق أخرى حول العالم تعاني من عبثية الحروب. وختم المسؤول الفاتيكاني حديثه لموقعنا بالقول إن هؤلاء الأطفال والنساء هم شهداء في زماننا الحاضر، ولا يمكن أن يُتركوا ليموتوا أمام أنظار العالم، لذا لا بد أن يساعَدوا على الخروج من المدينة المحاصرة.