قناة عشتار الفضائية
 

البابا فرنسيس مستعد للقاء الرئيس بوتين في موسكو

 

عشتارتيفي كوم- أخبار الفاتيكان/

 

حوار البابا مع السيد فونتانا الذي نشرته الصحيفة في عددها الصادر صباح الثلاثاء، تمحور حول الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، مع العلم أنه لم يوفر مناسبة منذ بداية الصراع في الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي إلا وأطلق نداء من أجل وقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات وتحقيق السلام. وقد قام بزيارة مفاجئة إلى السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي مطالبا بإسكات الأسلحة ومعربا عن استعداده لزيارة موسكو.

وقال البابا إنه طلب من أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين أن يبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للتوجه إلى موسكو، لكنه أضاف أن الفاتيكان لم يحصل لغاية اليوم على أي تجاوب مع هذا الطلب، معربا عن خشيته من أن الرئيس بوتين لا يريد عقد لقاء من هذا النوع في الوقت الراهن. وتساءل فرنسيس كيف يعقل ألا تتوقف هذه الأعمال الوحشية؟ مذكراً بأننا شاهدنا السيناريو نفسه في رواندا، لخمس وعشرين سنة خلت.

بعدها توقف البابا عند المسببات الكامنة وراء الحروب، وعند مسألة الاتجار بالأسلحة. واعتبر أن تواجد حلف الناتو على أبواب روسيا حمل الكرملين على التصرف بهذه الطريقة وأشعل فتيل الصراع. وقال إنه لا يستطيع الإجابة على السؤال بشأن صواب قرار تسليح الأوكرانيين، لكن من الواضح أنه يتم اليوم اختبار الأسلحة في أوكرانيا، لافتا إلى أن الروس يدركون اليوم أن الدبابات لم تأت بالنتيجة المطلوبة وهم يفكرون اليوم بمخططات أخرى. وأضاف فرنسيس أن الحروب تخاض أيضا من أجل اختبار الأسلحة التي قمنا بتصنيعها. واعتبر أنه علينا أن نفعل المزيد من أجل وضع حد للاتجار بالأسلحة وذكّر بواقعة مرفأ جنوى الإيطالي الذي قرر منذ سنتين أو ثلاث بوقف شحنة من الأسلحة كانت متجهة إلى اليمن.

هذا ثم قال البابا إنه لا يفكر بزيارة كييف حالياً، لافتا إلى ضرورة التوجه إلى موسكو قبل ذلك ولقاء الرئيس الروسي بوتين. وأشار إلى إمكانية أن تتكاتف الجهود مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، وذكر في هذا السياق بالحوار الذي جرى بينهما – على منصة زوم – مدة أربعين دقيقة في الخامس عشر من آذار مارس الماضي، موضحا أنه قال لمحاوره إنهما ليسا خادمين للدولة، وبالتالي ينبغي ألا يستخدما اللغة السياسية، بل لغة الرب يسوع، خصوصا وأنهما راعيان لشعب الله نفسه. لذا ينبغي عليهما أن يبحثا عن سبل السلام، ووقف إطلاق النار.

تابع البابا حديثه للصحيفة الإيطالية متناولا حقوق الشعوب في عالم مطبوع بالحرب، هذه الحرب العالمية الثالثة التي يخشاها الجميع. ولفت إلى الحروب العديدة الدائرة حول العالم، في سورية والعراق واليمن، وفي القارة الأفريقية. وقال إنه توجد في كل واحدة منها مصالح دولية، وفيما يتعلق بأوكرانيا لفت البابا إلى أنه توجد أطراف أخرى تسببت بالنزاع، على ما يبدو. واعتبر أنه يمكن أن يلام الأوكرانيون على تصرفاتهم في إقليم دونباس، لكن عشر سنوات مرت على تلك الحقبة، وهي مسألة باتت قديمة.

ردا على سؤال حول عدم تلاوة الصلاة التي كانت مقررة من قبل امرأة روسية وأخرى أوكرانية خلال رتبة درب الصليب يوم الجمعة العظيمة، قال فرنسيس إنه أجرى اتصالا مع الكاردينال كرايفسكي الذي كان في زيارة إلى أوكرانيا، ونصحه هذا الأخير بعدم الإقدام على تلك الخطوة لأنه قد يساء تفسيرها. وهذا ما حصل. فالتزمت الامرأتان الصمت خلال المرحلة الثالثة عشرة من الرتبة.

فيما يتعلق بلقائه مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في الحادي والعشرين من أبريل نيسان الفائت في الفاتيكان قال البابا إنه علم من ضيفه أن الروس لديهم خطة في أوكرانيا، ومن هذا المنظار يمكن أن نفهم التصعيد العسكري خلال الأيام الماضية. وأضاف أن الصراع لا يقتصر على إقليم دونباس، بل يتعلق بشبه جزيرة القرم وأوديسا. وأشار البابا فرنسيس في ختام حديثه لصحيفة Corriere della Sera الإيطالية إلى أنه متشائم لكن يجب ألا يوفَّر جهد من أجل إيقاف الحرب.