قناة عشتار الفضائية
 

ضعف موجات الغبار في كوردستان .. الغطاء النباتي "كلمة السر"

 

عشتارتيفي كوم- باس نيوز/

 

أثارت موجة الغبار التي ضربت أغلب المحافظات العراقية خلال الأيام القلية الماضية ، تساؤلات عن التباين الحاصل وضعف تلك الموجة في إقليم كوردستان.

وضربت غالبية المحافظات العراقية ، الأربعاء الماضي 4 مايو/أيار 2022 ، عاصفة ترابية هي السابعة من نوعها خلال نحو شهر، تسببت في حالات اختناق لدى أكثر من 5 آلاف شخص، بينها ألفان في محافظة بغداد مع وفاة شخص واحد، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة والبيئة الاتحادية.

وهذه هي المرة الأولى منذ عقود ، التي يشهد فيها العراق تصاعداً في عدد العواصف الترابية الشديدة خلال فترة قصيرة جدا ، حيث أورد تقرير نشرته المنظمة الدولية للصليب الأحمر العام الماضي أنّه "خلال الفترة الممتدة بين عامي 1951 و1990، كان المعدل الوسطي السنوي للعواصف الترابية في العراق محدداً بواحدة كل 24 يوماً مقارنة بـ 122 يوماً عام 2013".

وتشير إحصاءات نشرتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية إلى أنّ عدد الأيام التي تشهد أجواء مليئة بالغبار زاد تدريجياً منذ عام 2013.

 واجتاح الغبار ستّ محافظات عراقية منذ ليل الأربعاء، بينها العاصمة بغداد ومحافظات الأنبار وكركوك والنجف وكربلاء وصلاح الدين في الوسط والجنوب، التي استيقظ سكانها على طبقات سميكة من الغبار البرتقالي تغطّي منازلهم.

وتساءل مواطنون عراقيون، عن سبب انخفاض تأثير الموجات الترابية على البيئة في إقليم كوردستان، وهو ما عزاه مختصون إلى متانة المصدات النباتية، والبيئة الزراعية التي يتمتع بها الإقليم، فضلاً عن السياسات المائية، التي انعكست إيجاباً على الملف الزراعي.

وعلى رغم قرب مدن الإقليم من مركز بعض موجات الغبار، خاصة تلك التي تنطلق من صلاح الدين ، فإن الأجواء في الإقليم تمكنت من الحفاظ على نسب معقولة من النقاء، في وقت كانت الأجواء الترابية تغمر العاصمة بغداد والمدن الأخرى.

 وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة الغابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية، وفقا لوزارة البيئة العراقية.

 وقال وكيل وزارة الزراع ة، ميثاق عبدالحسين ، أن "هناك 3 عوامل مباشرة أثرت وأدت لتكرار العواصف الترابية وزيادة التصحر، تمثلت بقلة الأمطار، وقلة الموارد المائية من بلدان منبع نهري دجلة والفرات، وخفض الخطة الزراعية".

وذكر عبدالحسين ، أن هناك عدة مبادرات وفعاليات ونشاطات لتعزيز الغطاء النباتي، وتشمل حملات "للتشجيع على الزراعة في بعض المؤسسات والمدارس والشوارع".

مؤكداً ، أن هناك لجنة جديدة تشكلت "تعنى بالتشجير داخل المدن وحولها، وهي مؤلفة من عدة وزارات".

وأطلقت سلطات إقليم كوردستان، العام الماضي، حملة لحماية البيئة عبر زراعة مليون شجرة بلوط حتى عام 2024، ضمن حدود مدينة اربيل عاصمة الإقليم.

واختارت السلطات المختصة في الإقليم شجرة البلوط ، كونها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه كما أنها تتحمل الظروف الجوية السيئة.

بدوره، يرى الخبير في الأنواء الجوية صادق عطية ، أن " مصدر الغبار الرئيس هو المنطقة الصحراوية المتمثلة بمثلث (البادية السورية وجنوب نينوى وغرب الأنبار)، فأي رياح شمالية غربية تهبُّ على العراق سيكون التأثير الأكبر على مناطق الوسط والجنوب".

وأضاف، عطية في تعليق لـ(باسنيوز)، أن "انخفاض العواصف الترابية في إقليم كوردستان مقارنة بباقي المحافظات العراقية لا يعود إلى التشجير، وإنما بسبب أن الرياح الشمالية الغربية تؤثر على مناطق الوسط والجنوب والمنطقة الجنوبية الغربية من العراق".

وتكررت خلال الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في البلاد، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر.

ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف، مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ، حذر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20 في المئة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

 وأطلق ناشطون وصحافيون عراقيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على تشجير المدن بجهود ذاتية والاعتماد على حدائق منازلهم والأرصفة، بعد فشل المطالبات المتعددة للسلطات بالتشجير للحد من التصحر الذي ظهرت آثاره الكارثية خلال الأسبوعين الماضيين على العراق.

وأطلق الحملة الصحافي العراقي معن حبيب ، الذي نشر مقطعاً مصوراً، دعا فيه العراقيين إلى بدء حملة التشجير، واستخدام وسم #تشجير_المدن، إذ حظيت الحملة بمشاركة واسعة، لتبدأ معها زراعة المساحات الفارغة سواءً في المنازل والشوارع والحدائق العامة المهملة، بالاعتماد على أساليب الري التقليدية.