قناة عشتار الفضائية
 

السفير الروسي في العراق: ليس لدينا أي اعتراض على تصدير غاز إقليم كوردستان الطبيعي

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

قال السفير الروسي في العراق، إيلبروس كوتراشيف، إن حكومة إقليم كوردستان تستطيع التصرف بغازها الطبيعي كما تشاء، وبالإمكان أن تشارك الشركات الروسية في عملية تصدير الغاز.

 

وتحدث السفير الروسي في حوار أجرته معه شبكة رووداو الإعلامية، عن الغاز الطبيعي في كوردستان وعلاقات بلاده مع العراق، وعمل الشركات النفطية الروسية في إقليم كوردستان بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية، ومسائل أخرى.

 

وعن عمل الشركات النفطية الروسية في إقليم كوردستان بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية الذي قال إن "قانون النفط والغز في إقليم كوردستان غير دستوري"، أوضح السفير الروسي ان "الشركات النفطية ستواصل أعمالها رغم قرار المحكمة الاتحادية".

 

وأدناه نص الحوار:

 

رووداو: سعادة السفير، يسعدني كثيراً أن ألتقيكم مجدداً في كوردستان، مرحباً وأهلاً بكم في رووداو..

 

إيلبروس كوتراشيف: شكراً جزيلاً، يسرني أنا أيضاً لقاؤك من جديد..

 

رووداو: سؤالي الأول هو عن نية إقليم كوردستان تصدير الغاز الطبيعي، هل يوجد عند روسيا أي اعتراض على خطة حكومة إقليم كوردستان لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا؟

 

إيلبروس كوتراشيف: لا شك أنه ليس لدينا أي اعتراض، فهذا حق سيادي للسلطات العراقية ومنها سلطات إقليم كوردستان، فهم أحرار في ما يفعلونه بغازهم، وليس لروسيا الحق في المعارضة ولا في الدعم.

 

رووداو: هل تساندون خطة حكومة إقليم كوردستان لتصدير الغاز الطبيعي؟

 

إيلبروس كوتراشيف: إن كانت بحاجة إلى مساندتنا فسنساندها. لكن، وكما أسلفت، لا علاقة لروسيا بهذه المسألة، بل ليس لنا الحق في التفكير فيها حتى. أنا على علم بالأنباء والشائعات التي تبث عنا، والتي تزعم أننا نعارضها، لكنها ليست صحيحة.

 

رووداو: ألا تقلقكم فكرة حضور غاز كوردستان الطبيعي في أوروبا وحلوله بديلاً عن الغاز الروسي، والحد من الاعتماد على روسيا؟

 

إيلبروس كوتراشيف: لا، قطعاً، هذه لا تمثل مشكلة لنا، بل هي مشكلة الأوروبيين الذين قرروا فجأة أنهم يريدون تغيير الحال بخصوص استيراد الغاز، هذا قرارهم وهم الذين يتحملون المسؤولية عنه. عندنا الكثير من الشركاء في كل العالم، وإذا توقف الأوروبيون عن استخدام الغاز الروسي، هناك آخرون يريدون استخدامه، وكما ذكرت سابقاً، هذا الموضوع هو في أغلبه شائعات، ومجرد كلام يتم تداوله، ولم يتخذ هذا الموقف عملياً حتى الآن.

 

رووداو: في تصريحه الذي تلا اجتماعه مع رئيس وزراء إقليم كوردستان، أكد بوريس جونسن أنهم سيستوردون الغاز الطبيعي من كوردستان كبديل عن الغاز الطبيعي الروسي، ما هي ملاحظتكم وتعليقكم على ذلك؟

 

إيلبروس كوتراشيف: من دواعي السرور أني سفير روسيا في العراق، وأبعد شيء قد أعلق عليه هو تصريحات بوريس جونسن.

 

رووداو: لكن هذا يشمل جزءاً من العراق..

 

إيلبروس كوتراشيف: بصورة خاصة في ما يتعلق بالغاز الطبيعي لإقليم كوردستان. هذه المسألة ليست ضمن نطاق مسؤولياتي وأرجو الأفضل لشعب العراق ولأصدقائنا الكورد، ليفعلوا ما يشاؤون بغازهم الطبيعي، هذا حقهم.

 

رووداو: شركاتكم، غازبروم نفت وروسنفت، هل هي مستعدة للمشاركة في عملية من هذا النوع، إذا دعيتم للمشاركة فيها؟

 

إيلبروس كوتراشيف: لا أدري، لكن إذا عرضت عليها شروط جيدة، فلم لا؟ هذه مسألة تجارية، أقصد أننا لا علاقة لنا بها من الناحية السياسية وهي ليست من شأننا. أما قدر تعلق الأمر بالتجار، فإنهم إذا رأوا أنها تدر بالنفع عليهم، يمكنهم أن يتعاملوا مع المسألة. أي أن الأمر متوقف على الشروط.

 

رووداو: لنتحدث في السياسة، هناك الكثير من الشائعات، وقد أشرتم إلى بعض منها، حيث يقال إن روسيا ربما تقف وراء بعض الضغوط السياسية على حكومة إقليم كوردستان بدافع تخطيطها لتصدير الغاز، وأن تلك الضغوط هي بالتشارك مع إيران. ماذا تقولون عن هذا؟ هل تقف روسيا وراء أي ضغط سياسي أو ضغط أمني على حكومة إقليم كوردستان، بسبب هذه الخطط؟

 

إيلبروس كوتراشيف: في الحقيقة، ليست هذه طريقة روسيا في التعامل مع شركائها. نحن لا نضغط على شركائنا، ولا نجبرهم على عمل شيء لا يريدونه، هذه ليست ستراتيجيتنا، وخاصة في العراق وإقليم كوردستان العراق. جئنا إلى هذا البلد بهدف بناء شراكة، نريد العراق كشريك، وليس كوكيل أو ذيل. نحن لم نفعل شيئاً كهذا، ولم نكن قط دولة محتلة ومستعمرة، وهذا السؤال يمكن أن تطرحه على سفارة أي دولة أخرى ولكن ليس على الروس. فكما أخبرتك، إذا أراد العراق في أي وقت أن يصبح شريكاً من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، يمكننا أن نتباحث حول ذلك. نحن لسنا بحاجة لممارسة الضغط على أي بلد ليصبح صديقاً لنا.

 

رووداو: لنتحدث عن الحاضر، فقد تحدثنا حتى الآن عن المستقبل وعن خطة الغاز ونوايا حكومة إقليم كوردستان، لكن في الوقت الحاضر..

 

إيلبروس كوتراشيف: لو سمحت لي، أريد أن أكمل كلامي. يُنظر إلى روسيا كشريك ممتاز وموثوق في العراق، والسبب هو أن روسيا بلد يمكن الاعتماد عليه حقاً. طريقتنا في التعامل مع شركائنا في هذه المنطقة وخارج هذه المنطقة، حسّنت سمعة روسيا. هذه السمعة مرتبطة بكوننا مستعدين للحوار، مستعدين لتبادل وجهات النظر، مستعدين لقبول كون آرائنا مختلفة، لكننا دائماً نراعي مكانة كل طرف ونحترم كثيراً القوانين الدولية وسيادة الدول. هذه ليست مجرد شعارات، بل أننا نلتزم بهذه النقاط عملياً.

 

رووداو: تعمل غازبروم وروسنفت في إقليم كوردستان حالياً، هل تستطيع أن تؤكد أن عملهما في الحقول النفطية سيستمر بالرغم من العقوبات الدولية المفروضة على روسيا؟

 

إيلبروس كوتراشيف: هي تعمل حتى الآن، وبالتأكيد لا يمكنني الجزم بأننا لم نتأثر بالعقوبات، فقد تأثرنا بها، لكن تأثيرها علينا لم يكن بالصورة التي كانت مرجوة من العقوبات، لهذا سنستمر في أعمالنا وقد ساندنا شركاؤنا في عموم العالم، وحتى في العراق. العراقيون لا يريدون أن يتوقف عمل الشركات الروسية في العراق. كوردستان أيضاً جزء من هذا. يمكنني القول إن العملية لن تكون بدون مشاكل وعقبات، لكنها ليست بذاك السوء. أرجو أن يستمروا في العمل وينمّوا مجالات عملهم.

 

رووداو: ينمّوا مجالات عملهم في إقليم كوردستان؟

 

إيلبروس كوتراشيف: أقصد في تجارة إيجابية وتوسيع الآفاق الاقتصادية.

 

رووداو: هل هناك تخطيط لاستثمارات جديدة؟

 

إيلبروس كوتراشيف: هناك دائماً أفكار، ولا أعرف عن الخطط، فبخصوص الخطط عليك أن توجه السؤال للشركات نفسها، لأنني لست المسؤول عن النشاط التجاري، بل أؤمّن لها الدعم السياسي، إذا احتاجت إليه. حتى الآن لم يحتاجوا إلى تدخل مني مع الحكومة العراقية، والأمور تسير على خير ما يرام.

 

رووداو: قلتم إن أعمالها ستستمر رغم العقوبات، فهل ستستمر بالرغم من قرارات المحكمة الاتحادية العليا أيضاً؟

 

إيلبروس كوتراشيف: أجل، لأن الحياة تستمر ويجب أن يذهب الناس إلى أعمالهم وأن تدفع الشركات الرواتب لموظفيها. لهذا فإن الأعمال ستتواصل وقد بوشر بالعمل في إطار قانوني أمّنته السلطات.

 

رووداو: عندما تقول السلطات، هل تقصد بها السلطات العراقية؟

 

إيلبروس كوتراشيف: في الحقيقة، كل السلطات في العراق هي عراقية، والسلطات في إقليم كوردستان أيضاً عراقية. كل الحكومات، الحكومة المركزية وحكومة الإقليم والحكومات المحلية وفّرت هذا الإطار القانوني لأعمالنا والشركات تعمل في هذا الإطار. ليس من اختصاص شركاتنا التعامل مع قرارات المحكمة الاتحادية على سبيل المثال، بل أن السلطات هي التي يجب أن تتعامل معها، ليروا كيف يفسرونها وكيف ينفذونها. هذا يشمل بالتأكيد التعامل مع شركاتنا أيضاً.

 

رووداو: سؤالي الأخير هو عن انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الكابينة الحكومية العراقية الجديدة. هناك شائعات تمس هذا السياق أيضاً، مفادها أن روسيا تساند جانباً من الأحزاب السياسية العراقية، بل يشاع أنها تساند في كوردستان طرفاً وخططه لانتخاب رئيس الجمهورية ومشاركته في الحكومة الجديدة. هل هذا صحيح؟

 

إيلبروس كوتراشيف: لكي أوضح لك الفكرة فقط، أخبرني مسؤولون حزبيون كبار عن هذه الشائعة. كان ممكناً أن نكون كذلك، إن لم يكن لروسيا موقع محايد وبراغماتي في العراق. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي العراقي. انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الكابينة الحكومية العراقية الجديدة والأمور المشابهة، أمور ترتبط بالسيادة العراقية. اقتصر دورنا على المراقبة فقط، وعلى سبيل المثال، قمنا بتقديم المشورة كأصدقاء، وقدمنا المشورة فقط لمن كانوا مستعدين لسماعها.

 

رووداو: هذا يعني أن هناك من عنده رغبة أكبر للاستماع؟

 

إيلبروس كوتراشيف: يحدث هذا بين الحين والآخر، لكن الحوار قائم مع كل الأطراف، يعني أننا نسمع لكل ما يقوله هؤلاء، وبعدها نعبر عن رؤيتنا. فيقبلون بها أحياناً، وفي أحيان أخرى يوضحون لنا لماذا ليست رؤيتنا جيدة بالصورة المطلوبة. هذا حوار، لكننا نجريه بأسلوب صديق والجميع يعرف حدود مسؤولياته. في هذا أيضاً، أؤكد لك أننا لم نتدخل قط في الشؤون الداخلية العراقية ولن نتدخل.

 

رووداو: ولا تساندون أياً من المرشحين للحصول على منصب رئيس جمهورية العراق؟

 

إيلبروس كوتراشيف: بالتأكيد، هذا شأن داخلي عراقي ولا يجوز لأي كان أن يعمل ما يضر مرشحاً لصالح المرشح الآخر، لا ينبغي أن يفعل هذا أحد. لا يجوز لأي دولة، ولأي قوة خارجية أن تفعل هذا. كلنا نعلم أن هذا يحدث، لكن روسيا ليست جزءاً من ذلك.

 

رووداو: شكراً لكونك معنا اليوم، على أمل أن ألتقيك مجدداً، في أربيل أو في بغداد.

 

إيلبروس كوتراشيف: سيسعدني ذلك، شكراً جزيلاً.