قناة عشتار الفضائية
 

خطاب البابا إلى مسؤولي وموظفي الهيئة الوطنية الإيطالية للطيران المدني

 

عشتار تيفي كوم – الفاتيكان نيوز/

استقبل البابا فرنسيس ظهر يوم الجمعة في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان مسؤولي وموظفي الهيئة الوطنية الإيطالية للطيران المدني ENAC، ووجه لهم خطاباً سلط فيه الضوء على أهمية قطاع الطيران المدني بالنسبة للتنمية وإسهامه في تعزيز التقارب والتعارف بين الشعوب وعبر عن أمله بأن تكون الأجواء أجواء سلام وأن تساهم في تعزيز علاقات الصداقة.

استهل البابا فرنسيس كلمته مرحبا بضيوفه وبعائلاتهم ومعربا عن سروره للقائهم، ووجه كلمة شكر إلى رئيس الهيئة على خطابه الذي تطرق إلى الأهداف التي تعمل الهيئة من أجلها. وقال البابا: إنكم جزءٌ من قطاع النقل الجوي المتعدد الأشكال، وهو بحاجة إلى التشجيع والدعم، خصوصا وأنه من بين القطاعات التي عانت كثيرا بسبب الجائحة.

بعدها لفت فرنسيس إلى أن الطيران المدني ساهم في نمو العالم المعاصر، من خلال تقريب المسافات بين شعوب بعيدة ومساعدتها على التعارف المتبادل. وقال إن ضيوفه يضعون كفاءاتهم المهنية والبنيات الخاصة بهم في تصرف أمن الركاب وسلامتهم، أكان خلال الرحلات الجوية أم في المطارات. \ وقال الحبر الأعظم إن العمل الذي يقوم به ضيوفه يوفر خدمة لا غنى عنها للوطن والمواطنين، عن طريق تطوير الدعوة الأوروبية والعالمية. إذ يستطيع آلاف الركاب أن يصلوا إلى مدن وبلدان أخرى بدافع العمل أو السياحة، أو لأسباب عائلية، وهكذا يتحقق تقارب بين الثقافات والتقاليد المختلفة، ويُعزز التعارف والتعاون والتبادل في البيئات الثقافية والاقتصادية والدينية. وإزاء الميل إلى رفع جدران قومية، يكتسب هذا النشاط أهمية أكبر لكونه يخدم التلاقي والأخوّة.

هذا ثم قال البابا إن ثمة حالات يُستخدم فيها الطيران كأداة للعدوان والتدمير والقتل، وهذا ما نراه للأسف في هذه الحرب الرهيبة الدائرة في أوكرانيا، والمطبوعة يومياً بالغارات الجوية. وعبر عن أمله – إزاء سيناريو الدمار هذا – بأن تكون الأجواء أجواء سلام وأن تساهم في تعزيز علاقات الصداقة والسلام، لأن الطيران ينبغي أن يكون صداقة وتلاقي.

في سياق حديثه عن الجهود التي تبذلها الهيئة الوطنية الإيطالية للطيران المدني من أجل ضمان أمن المسافرين وسلامتهم، تمنى الحبر الأعظم بأن يكون اليومُ الوطني بعنوان "كي لا ننسى"، والذي يقام إحياء لذكرى ضحايا الحادث المأساوي في مطار "ليناتيه" الإيطالي، مناسبة ملائمة من أجل توعية الأطراف المعنية بالطيران المدني على مركزية المسافر، وعلى قيمة كل كائن بشري. وأضاف البابا أنه يشجع ضيوفه على الاستمرار في إحياء هذا اليوم الوطني سنوياً، وأشاد بطريقة عيش هذه المناسبة ببعدها الديني والإنساني، والذي يجد مرجعاً له في "بيت لوريتو المقدس"، وفي عذراء لوريتو التي يكرمها المؤمنون.

تابع البابا فرنسيس قائلا إن العذراء مريم التي يكرمها الشعب المسيحي، خصوصا في شهر أيار مايو، تُعلمنا السير على دروب الحياة، وأقدامنا راسخةٌ في الأرض، ومتقاسمين أفراح وأتراح الأشخاص القريبين منا. وهي تشجعنا في الوقت نفسه على إبقاء النظر موجهاً نحو أفق السماء، والقلب منفتح على الله، وعلى نعمته التي تخلصنا.

في ختام كلمته إلى مسؤولي وموظفي الهيئة الوطنية الإيطالية للطيران المدني ENAC، عبر البابا فرنسيس مجددا عن تقديره للنشاط الذي يقوم به ضيوفه، لافتا إلى أنه يُدرك مدى دقة هذا العمل وصعوبته، خصوصا فيما يتعلق بالحفاظ على أماكن العمل. وشجع الحاضرين على العمل سويا والتعاون بروح من التضامن والصدق والصداقة من أجل تعزيز العلاقات المتبادلة، التي تساعدهم على مواجهة هذه المراحل الصعبة بطريقة أفضل. وقال إنه يوكل ضيوفه وعائلاتهم إلى شفاعة عذراء لوريتو الوالدية، ومنح الكل بركاته الرسولية.