قناة عشتار الفضائية
 

منظمة "أبواب مفتوحة": 360 مليون مسيحي هم عرضة للاضطهاد والتمييز

 

عشتارتيفي كوم- أبونا/

 

أصدرت منظمة Open Doors، المعنية بالدفاع عن حقوق المسيحيين المضطهدين حول العالم، تقريرها لعام 2022، سلطت فيه الضوء على واقع المسيحيين المهجرين واللاجئين، موضحة أن هؤلاء أجبروا على ترك ديارهم في 58 بلدًا لأسباب مرتبطة بانتمائهم الديني.

أظهر التقرير أنه بين الأول من تشرين الأول 2022 والثلاثين من أيلول 2021 قُتل خمسة آلاف وثمانمائة وثمانية وتسعون مسيحيًا، وتعرضت خمسة آلاف ومائة وعشر كنائس أو مبانٍ تابعة للكنيسة للهجمات أو أُرغمت على الإقفال.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أن المسيحيين يواجهون اليوم مستويات عالية من الاضطهاد في 76 بلدًا، مع العلم أن تقريرها السنوي هذا صدر قبل أيام معدودة على الاحتفال باليوم العالمي للاجئ، في العشرين من حزيران الحالي، وتزامنًا مع آخر معطيات نشرتها المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين، التي أظهرت أن عدد النازحين والمهجرين حول العالم بلغ 100 مليون شخص.

المنظمة الملتزمة منذ أكثر من ستين عامًا في البحث عن المسببات الكامنة وراء الاضطهاد وإيجاد حلول لها، تقدم أيضًا الدعم المادي والمساعدات الطارئة للمسيحيين المضطهدين بسبب معتقداتهم الدينية. وأشارت إلى أنه في 58 بلدًا قال المواطنون المسيحيون إنهم أُجبروا على ترك بيوتهم، بسبب هويتهم الدينية وحسب، موضحة أن نصف المسيحيين المهجرين داخليًا يتواجدون في 5 بلدان، وأكثر من ثلثي اللاجئين قدموا من 5 بلدان، حيث يتعرض المسيحيون للاضطهادات أكثر من سواها. وأضاف التقرير أنه خلال الفترة التي شملتها الدراسة، اختبر أكثر من 360 مليون مسيحي الاضطهاد والتمييز بنسب متفاوتة، بسبب إيمانهم، فيما تعرض 312 مليون آخرون لأشكال خطيرة من الاضطهاد.

وقال التقرير أن عدد المسيحيين الذين قُتلوا خلال الفترة المذكورة، وهو 5898 شخصًا، سجل ارتفاعًا بنسبة 4% قياسًا مع الفترة نفسها من السنة السابقة، الذي بلغ آنذاك 4761 قتيلا. أما عدد الكنائس والمباني التابعة للكنيسة التي تعرضت للاعتداءات فسجل ارتفاعًا بنسبة 14%. وأوضحت المنظمة غير الحكومية أن 6175 مسيحيًا أوقفوا وسُجنوا بدون أي محاكمة، فيما وصل عدد المسيحيين الذين اختُطفوا إلى 3829.

فيما يتعلق بتهجير المسيحيين وطردهم من بيوتهم، اعتبر التقرير أن هذه الممارسات تندرج غالبًا ضمن إستراتيجية متعمدة للاضطهاد الديني، والهادفة إلى إلغاء الحضور المسيحي ضمن جماعة أو بلد ما. وأوضح أنه في بعض الحالات تكون هذه الإستراتيجيات علنيةً، وفي أحيان أخرى تكون سرية.

وأشارت المنظمة إلى أن عمليات الاضطهاد لا تتوقف دائمًا عند الحدود الوطنية، إذ إن المسيحيين النازحين بسبب الاضطهاد الديني يتعرضون غالباً للاضطهاد خلال مختلف مراحل النزوح. وذكّر التقرير بأن التهجير يُبعد الأفراد والعائلات عن الشبكات الاجتماعية، وهذا الأمر يعرض للخطر هويتهم وقدرتهم على الصمود في وجه الاضطهاد والتمييز. كما أن هؤلاء الأشخاص يفقدون مورد الدعم الاجتماعي والمالي، ويتعين عليهم بالتالي أن يواجهوا تحديات جديدة، في طليعتها العنف السيكولوجي وانعدام الأمن، الناتجين عن ضغوط تمارسها ضدهم مجموعات متطرفة وعنيفة. هذا بالإضافة إلى الاضطهاد الجسدي والنفسي الذي يتعرض له من يرتدون إلى المسيحية.

هذا ولم يخل تقرير المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق المسيحيين المضطهدين حول العالم، من الإشارة إلى البلدان التي يتعرض فيها المسيحيون للنزوح بسبب الاضطهاد، وعدد في أفريقيا بلدانًا ككاميرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إريتيريا ونيجيريا، حيث تنشط مجموعات إسلامية راديكالية.

ولفت إلى أنه في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية يُرغم المسيحيون على ترك أرضهم لأسباب متصلة بمعتقداتهم الدينية، خصوصًا ما إذا كانوا مرتدين عن الإسلام. وهذا ما يحصل في بلدان شأن إيران وسورية، فضلا عن العراق حيث وصل عدد المسيحيين إلى 166 ألفًا بعد أن كان العدد يُقدر بأكثر من مليون قبل وصول الرئيس صدام حسين إلى السلطة.