قناة عشتار الفضائية
 

الهجرة الدولية: التغير المناخي يمثل تهديداً جدياً على العراق

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

نشرت منظمة الهجرة الدولية (IOM) تقريراً تحليلياً بعنوان "الهجرة، البيئة والتغير المناخي" آثار التغير المناخي على العراق والهجرة الناتجة عن التغير المناخي.

 

النزوح جراء الجفاف

جاء في التقرير أن منظمة الأمم المتحدة وضعت العراق في المرتبة الخامسة عالمياً بين الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، وذلك لأن العراق بلد يتعرض باستمرار لارتفاع درجات الحرارة والعواصف الترابية والجفاف وانخفاض معدلات هطول الأمطار.

ومن الأمور الأخرى التي جرت الإشارة إليها، سياسات الدول المجاورة للعراق من خلال إقدامها على قطع الموارد المائية عن العراق، والذي كان له دور كبير في انخفاض مناسيب المياه في عموم العراق.

ويشير تقرير IOM إلى أن الهجرة نتيجة التغير المناخي باتت واقعاً في العراق وأن نحو 20 ألف شخص نزحوا حتى نهاية السنة الماضية من مناطقهم إلى مناطق أخرى. في حين يشير تقرير صدر سنة 2021 عن منظمة مجلس المهاجرين النرويجية إلى أنها وجدت من بين 14 عائلة عراقية أن فرداً واحداً من كل عائلة هجر منطقته بسبب التغير المناخي والجفاف وانتقل إلى منطقة أخرى بحثاً عن عمل.

 

مائة ألف هجروا قراهم

ويشير تقرير منظمة الهجرة الدولية إلى أن الوضع في إقليم كوردستان أفضل مقارنة بمحافظات جنوب العراق بفضل وجود مصادر أكثر للمياه، لكن إقليم كوردستان أيضاً ليس بمنأى عن أخطار التغير المناخي والجفاف.

فحسب إحصائية لمنظمة يونسكو، ضمت إلى التقرير، رحل خلال الفترة بين العامين 2005 و2009، أكثر من مائة ألف شخص عن قراهم في محافظات إقليم كوردستان والمناطق التي هي خارج إقليم كوردستان، بسبب أزمة المياه والجفاف.

وتكشف الإحصائية المذكورة أن 84% من كهاريز إقليم كوردستان كانت موجودة في محافظة السليمانية و13% كانت في محافظة أربيل، وقد جف أكثرها.

 

الزراعة هي الضحية الكبرى

وأوصى التقرير الحكومة العراقية باتخاذ خطوات عاجلة وضرورية، بدعم من المجتمع الدولي، لمواجهة أزمة المياه والخلاص من تداعيات الجفاف وتخفيف الآثار السيئة للتغير المناخي في العراق.

ويشير تقرير IOM إلى أن العراق يواجه الجفاف منذ سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي بات الآن عاملاً رئيساً في ظهور أزمة إنسانية وهجرة الأهالي من منطقة إلى أخرى، وحذر من أن من المحتمل جداً أن يستمر هذا الجفاف مستقبلاً ويكون أشد مما هو عليه.

وتوقعت المنظمة أن يضر التغير المناخي في مناطق وسط وجنوب العراق بالقطاع الزراعي وتربية الحيوان، مذكرة بأن الجفاف أدى حالياً إلى القضاء على العديد من المهن والنشاطات الزراعية.

وعن الوضع في إقليم كوردستان، يشير التقرير إلى أن تأثيرات التغير المناخي لم تدخل بعد مرحلة الخطر في إقليم كوردستان، لكنها أضرت بالزراعة.

 

التهديد المستقبلي الأكبر للعراق

يقول تقرير IOM إن درجات الحرارة في العراق سترتفع درجتين إضافيتين بحلول العام 2050، وتوقع زيادة عدد الأيام التي تفوق درجات الحرارة فيها 50 درجة حتى العام 2100.

وأوضح التقرير أن عدد الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة في محافظات جنوب العراق سيبلغ 21 يوماً متتالياً، والأيام التي تشهد عواصف ترابية وعددها حالياً 120 يوماً، سيصل عددها إلى 300 يوم.