قناة عشتار الفضائية
 

القوى الاحتجاجية تستذكر "ثورة تشرين" وتحذر من استخدام العنف ضدها

 

عشتار تيفي كوم – رووداو/

بدأت قوى احتجاجية عديدة بالتوافد الى ساحات التظاهر في العاصمة بغداد، ولاسيما في ساحتي النسور (في جانب الكرخ) والتحرير (بجانب الرصافة)، محذرين من ان استخدام القوة والعنف ضدهم سيؤدي الى تأزيم الموقف بشكل أكبر.

 ويشهد العراق انسداداً سياسياً خطيراً منذ الانتخابات المبكرة التي شهدتها البلاد في العاشر من تشرين الأول عام 2021 نتيجة فشل القوى السياسية العراقية في تسمية رئيس جديد للحكومة بجانب اختيار رئيس جديد للجمهورية.

 ويستعد الشارع العراقي للخروج باحتجاجات شعبية، حيث تتهيأ قوى الاحتجاجات الشعبية، المنضوية تحت "ثورة تشرين" للخروج بتظاهرات كبرى اليوم السبت (1 تشرين الأول 2022).

 يذكر ان شرارة ثورة تشرين أدت الى وصول مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم وقتها واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، فيما واجهت القوات الأمنية هذه التظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن القنص واستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، حيث بلغ عدد القتلى من المتظاهرين حوالي 800 شخص منذ بدء التظاهرات، وأُصيب أكثر من 20 ألفاً بجروح، فضلاً عن اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الإنترنت عن العديد من المدن. 

 "التغيير الشامل"

 بهذا الصدد يقول أمين عام حركة "نازل اخذ حقي" مشرق الفريجي لشبكة رووداو الاعلامية: "سنخرج اليوم لاحياء ذكرى ثورة تشرين العظيمة ورفع شعاراتها في هذا اليوم"، محذراً من أن "سيناريو هذه التظاهرات تكتبه ردات فعل السلطة، وفي حال كان هنالك تعسف في عملية التعامل مع المتظاهرين السلميين اعتقد ستطول الايام والساعات، لكن اذا كانت الامور تجري بشكل سلمي فستتم قراءة بيانات باستذكار الشهداء وبيانات لرفع المطالب وتكرارها، وسنستمر بالحركة الاحتجاجية وسنبدأ بالتنظيم الأكبر في الايام والاسابيع والاشهر القادمة من اجل الوصول الى الهدف السامي الذي نعمل عليه جميعاً وهو التغيير الشامل".

 أما بخصوص الحصول على ترخيص من القوات الامنية من أجل التظاهر، ذكر الفريجي انه "في كل تظاهراتنا لم نقدم اجازة من اجل الخروج بالتظاهر، وكذلك تظاهرات الصدريين والاطار التنسيقي لم يقدموا اجازة من أجل التظاهر"، لافتا الى ان "الذي يحدث في التظاهرات منذ سنوات، هو أن كل مجموعة تتجمع في مكان معين، وتقترب أقرب دورية امنية منهم، وتقوم بتسجيل بعض المعلومات وتنادي الى القوات الامنية والعمليات بوجود تظاهرة".

 "القوات الامنية لديها علم بتظاهراتنا من خلال البيانات التي تصدر من قوى الاحتجاج والقوى القريبة منها التي دعت الى السلمية وعدم الاحتكاك مع القوات الامنية"، وفقا للفريجي الذي أعرب عن أمنيته في ان "يكون هنالك تعامل جيد من القوات الامنية مع المتظاهرين".

الاحتجاجات في الحبوبي وجسر الزيتون

 من جانبه، قال الناشط المدني من مدينة الناصرية زايد العصاد لشبكة رووداو الاعلامية: "ستقام اليوم فعاليات في مدينة الناصرية بذكرى ثورة تشرين، استذكاراً لأرواح الشهداء، وتتضمن فعاليات شعبية وحركة داخل مقتربات ساحة الحبوبي وجسر الزيتون، من دون اي فعل احتجاجي".

 ونوه العصاد الى أن "الاحزاب الناشئة هم جزء من الحركات الاحتجاجية، لذا سينزلون بصفة محتجين من دون اليافطة الحزبية او الشعار الحزبي".

 يذكر ان العديد من المتظاهرين في الناصرية سافروا ليلة أمس الجمعة من اجل المشاركة في احتجاجات بغداد اليوم السبت.

وسبق للمحكمة الاتحادية، وهي أعلى سلطة تشريعية في العراق، أن حالت دون تمكّن التيار الصدري، الفائز الأول في الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 تشرين الأول 2021 مع تحالفه الثلاثي (التيار الصدري والسيادة والديمقراطي الكوردستاني)، من تشكيل الحكومة، والذي تطلّب وفقاً لما نصت عليه المحكمة، تحقيق شرط تصويت ثلثي أعضاء البرلمان على رئيس الجمهورية الذي يكلف بدوره مرشح الكتلة الكبرى بتشكيل الحكومة، وهو ما لم يتحقق بسبب صعوبة تحشيد 220 نائباً من أصل 329.

 يشار الى ان تظاهرات تشرين العراقية اندلعت في 1 تشرين الأول سنة 2019، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة.

 ووجّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي القوات الامنية الجمعة (30 أيلول 2022) بمنع استخدام الإطلاقات النارية وسبل غير قانونية في التعامل مع التظاهرات.

 واكد الكاظمي في بيان صادر عن مكتبه على حق التظاهرات السلمية التي كفل الدستور ممارستها في إطار القانون، داعياً المتظاهرين إلى "التعاون مع القوات الأمنية في حفظ مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها".

 رئيس الوزراء وجّه بـ"ضرورة قيام القوات الأمنية بحماية المتظاهرين السلميين بنحو كامل"، مؤكداً على "منع استخدام الإطلاقات النارية والسبل الأخرى غير القانونية في التعامل مع التظاهرات".

 تأتي هذه التظاهرات في اجواء وظروف معقدة ابرزها التشديد الامني غير المسبوق وقطع الطرقات وغلق بعضها، وعدم تشكيل الحكومة عقب انتخابات تشرين الاول 2021 ولغاية الان، جراء الصراع السياسي بين الكتل الشيعية في ظل انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، والاستعراضات العسكرية التي تشهدها العاصمة وبعض المحافظات لبعض الفصائل المسلحة وقوى من الحشد الشعبي.