قناة عشتار الفضائية
 

"عودة" الأمراض المنقولة جنسيا.. وكالة أميركية تعلن أرقاما مزعجة

 

عشتارتيفي كوم- الحرة/

 

دعت أكبر وكالة للصحة العامة في الولايات المتحدة الأميركية، إلى ضرورة رفع تمويل خدمات الصحة الجنسية،  لمواجهة الارتفاع "المقلق" في عدد الإصابات المنقولة جنسيا بجميع أنحاء الولايات المتحدة.

وقال الدكتور لياندرو مينا، مدير قسم الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا في مركز الوقاية ومكافحة الأمراض، لصحيفة "فايننشال تايمز" إن بيانات جديدة تظهر ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض الزهري بأكثر من الربع في العام الماضي، مما يوضح "الأزمة" التي تعرفها الصحة الجنسية بأميركا.

وأضاف الأخصائي الطبي، أن حالات الإصابة بمرض الزهري والأمراض البكتيرية الأخرى التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي - مثل السيلان والكلاميديا – تتفاقم أمام ضعف تمويل خدمات الصحة الجنسية، وانخفاض استخدام وسائل الحماية وتاثير الوصم الاجتماعي المرتبط بالأمراض الجنسية في وصول المرضى إلى العلاج.

وتابع المتحدث ذاته، بأن هذه الإحصائيات مقلقة للغاية، مشيرا إلى أنه على مدى ست أو سبع سنوات متتالية، "كانت معدلات الأمراض المنقولة جنسيا في تزايد بالولايات المتحدة، ومثل الارتفاع الذي وصل 26 في المئة في حالات الإصابة بمرض الزهري العام الماضي، واحدا من أكبر الزيادات السنوية التي شهدناها على الإطلاق ".

وتثير عودة ظهور الأمراض المنقولة جنسيا، قلقا في الولايات المتحدة وبدول أخرى، مع تحذيرات مسؤولين الصحيين من تفاقم الوضع أمام أنظمة الخدمات الصحية التي أنهكتها فترة الجائحة، وانتشار جدري القردة.

وقدرت مراكز الوقاية ومكافحة الأمراض ، أن واحدا من كل خمسة أميركيين أصيب بمرض منقول جنسيا في فترة من فترات عام 2018، كاشفة أن تكلفة علاج حالات العدوى الجديدة خلال السنة الواحدة تصل إلى 16 مليار دولار، بحسب ما نقلته فاينانشل تايمز.

في هذا الإطار، قال لياندرو مينا، إن خدمات الوقاية والعلاج للصحة الجنسية بأميركا، تعاني من نقص التمويل لأكثر من عقدين، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للفرد بنسبة 40 بالمئة ـ بأخذ التضخم بعين الاعتبارـ ومن ثم انخفاض في الإقبال على خدمات الفحص والكشف في صفوف عدد من المجموعات السكانية.

ولمعالجة "أزمة  الصحة الجنسية بأميركا،، يشدد المسؤول الصحي على ضرورة تحسين الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية "الخالية من وصمة العار والتمييز وبأسعار معقولة وتوفير المزيد من الأدوات لمكافحة الارتفاع الوطني في الأمراض المنقولة عبر البكتيريا خلال الاتصال الجنسي".

وأظهرت البيانات الأولية الصادرة الشهر الماضي عن مراكز مكافحة الأمراض، أنه تم الإبلاغ عن 2.5 مليون عدوى بكتيرية منقولة بالاتصال الجنسي عام 2021، بزيادة قدرها 4.4 في المئة عن العام السابق.

وارتفع عدد حالات السيلان والكلاميديا، وهي أمراض ناجمة عن الباكتيريا المنقولة، بنحو 3 في المئة على أساس سنوي، بينما زادت حالات الزهري المبلغ عنها، وهو مرض يحتمل أن يهدد حياة المصابين، إذا لم يتم علاجه بشكل سريع.

ووصلت معدلات الإصابة بمرض الزهري إلى مستوى تاريخي من الانخفاض بين عامي 2000 و2001، وفقا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض، لكنها زادت بشكل مطرد منذ ذلك الحين.

وخلال خمس سنوات، ارتفعت حالات الإصابة بمرض الزهري المبلغ عنها بنسبة 70 في المئة تقريبا بينما ارتفع عدد حالات الزهري الخلقية - التي تنقل فيها الأم عدوى الزهري إلى طفلها أثناء الحمل - بنسبة 184 في المائة منذ عام 2017.