قناة عشتار الفضائية
 

رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك يصف الأوضاع الصحية في سورية بالمأساوية

 

عشتار تيفي كوم – ابونا/

في وقت توجه فيه أنظار العالم نحو الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأزمتي الطاقة والغذاء الناتجتين عنها، عاد البابا فرنسيس ليسلط الضوء مجددًا على العديد من الصراعات والحروب المنسية التي ما تزال تزرع الموت والدمار في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها الصراع المسلح الدائر في سورية منذ أكثر من إحدى عشرة سنة. ما يزال البلد العربي يعاني من القتال المستمر في بعض المناطق بين فلول الثوار والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد، المدعومة من روسيا، وقد زادت الطين بلة الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع كلفة المعيشة نتيجة العقوبات الدولية وتدمير البنى التحتية، والنقص في التمويل الحكومي، بالإضافة إلى الانهيار المالي في لبنان.

 على هامش زيارة قام بها مؤخرًا إلى مقر هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" في ألمانيا، تطرق رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج مصري إلى الأوضاع الصحية الراهنة في سورية واصفًا إياها بالمأساوية، خصوصا بعد أن عانت البلاد من جائحة كوفيد 19، قبل أن تُسجل إصابات في داء الكوليرا في ثلاث عشرة محافظة سورية من أصل المحافظات الأربع عشرة. مع العلم أن تفشي هذا الوباء هو نتيجة للصراع المسلح الذي دمر البنى التحتية، كشبكات المياه والصرف الصحي، في وقت يعيش فيه حوالي مليوني مهجر في مخيمات ومراكز شديدة الاكتظاظ، ويفتقرون إلى المياه والخدمات الصحية.

 ويرى سيادته أن المشكلة هي أكثر من الجائحة، لأن صحة المواطنين باتت هشة، والقضايا الصحية والطبية باتت اليوم الشغل الشاغل للأسر المسيحية التي قررت البقاء في سورية. وأشار إلى ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يموتون بسبب النقص في الرعاية الصحية، واستحالة تحمل كلفة العمليات الجراحية، فضلا عن الأضرار التي ألحقتها الحرب بالمستشفيات والعيادات الطبية. وأكد سيادته أن المسنين تأثروا أكثر من غيرهم بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، لافتا إلى مشكلة أخرى تزيد من صعوبة الأوضاع الصحية ألا وهي هجرة الأطباء وإقفال العديد من شركات الأدوية التابعة للدولة. وأكد أن ثمة حاجة ماسة إلى العديد من الشبان الذين يدرسون الطب.

 إزاء هذا الوضع الصعب، تسعى الكنيسة المحلية إلى توفير الرعاية الصحية للمرضى، ويتم ذلك بدعم من هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة" التي قامت ببناء صيدلية في حلب تعمل على توزيع الأدوية على السكان. وعلى الرغم من أن الصيدلية تابعة للكنيسة الكاثوليكية غير أن أبوابها مفتوحة للجميع. وأوضح المطران مصري أن الهيئة تدعم أيضًا مشروعًا أطلقه يهدف إلى خلق نشاطات ترفيهية للمسنين الفقراء، ما يسمح بتحسين أوضاعهم الجسدية والنفسية. وعبر في هذا السياق عن امتنانه الكبير لمن يدعمون الهيئة، موضحًا أن إسهامهم المالي يساعد المواطنين على الرغم من الأزمة، مع العلم أنه يوجد في سورية اليوم حوالي سبعة ملايين مهجر.