قناة عشتار الفضائية
 

رئيس الأساقفة غالاغر يشدد على التزام الكنيسة في الشهادة لصالح السلام

 

عشتار تيفي كوم – ابونا/

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر في أعمال الجمعية العامة الثامنة والتسعين لاتحاد الرؤساء العامين في روما وألقى مداخلة شدد فيها على ضرورة أن نكون كلّنا أخوةً، لافتا إلى أننا أيضا مدعوون لأن نكون صانعي السلام، خصوصا وأن دور الكنيسة يتمثل في صناعة السلام في العالم.

 شدد سيادته في كلمته على أن رسالة الكنيسة والبحث عن السلام مسألتان مترابطتان بشكل وثيق، وأشار إلى أن الحوار والتربية هما الدربان الأساسيتان للشهادة المسيحية للسلام. وتطرق رئيس الأساقفة غالاغر إلى تعاليم البابوات والكنيسة الكاثوليكية بشأن الالتزام في إخراج الأشخاص والشعوب من دوامات الحروب والضغينة والحقد، وفي قيادة الجميع نحو حياة مطبوعة بالمصالحة. وتوقف سيادته في هذا السياق عند الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس عام ٢٠١٥ أمام الأمم المتحدة، مؤكدا أن التنمية المتكاملة والممارسة التامة للكرامة البشرية مسألتان لا تتعارضان بتاتاً، بل لا بد من العمل على تعزيزهما في إطار التعاون بين جميع البشر.

 بعدها ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن البابا الراحل بولس السادس أنشأ عام ١٩٦٧ اليوم العالمي للسلام، واعتبر أن هذه المناسبة، التي يُحتفل بها في اليوم الأول من كل سنة، ليست حكراً على الكنيسة الكاثوليكية، إذ ينبغي أن تحظى بدعم كل الأصدقاء الحقيقيين للسلام. ولفت غالاغر إلى أن هذه الرغبة في العمل من أجل المصالحة ما تزال قائمة اليوم، وهي تُلهم نشاط الكنيسة في العالم، وقد ألهمت أيضا كلمات الأحبار الأعظمين الذين شددوا على ضرورة البدء من نبذ الحرب بشكل جذري، والسعي إلى تعزيز عمليات نزع السلاح، واعتماد درب الحوار والتفاوض.

 هذا ثم أشار سيادته إلى أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان يؤكد على أن السلام ليس غياب الحرب وحسب، مشددا على أهمية الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، لاسيما الحق الأساسي في حرية الضمير والحرية الدينية. واعتبر غالاغر أنه في كل مرة يُهمش فيها الإنسان أو يُستغل يتم النيل من السلام. وأشار في هذا السياق إلى أهمية التعاون بين أفراد الأسرة الدولية الذي ينبغي أن يكون مطبوعاً بالتضامن والمساواة بين جميع الشعوب.

 لم تخلُ كلمات المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى التزام الكرسي الرسولي على هذا الصعيد، إذ يسعى إلى بناء إنسان متكامل ومنفتح على قيم الروح والتضامن مع أخوته البشر، خصوصا وأن التربية على السلام تتطلب حياة داخلية ثرية، وقيماً خلقية واضحة، ومواقف وأنماطَ حياة ملائمة. وهذا ما يعني بناء ذهنية وثقافة السلام. وأوضح أن الدبلوماسية هي من بين الأدوات الكفيلة بتحسين التعاون الدولي، وتتطلب انفتاحا على المشاكل الواقعية للآخرين، وخيارَ اللجوء فقط إلى الوسائل السلمية، والبحث عن الخير العام الذي يُضمن من خلال معاهدات واتفاقات وبإشراف المؤسسات الوطنية والإقليمية دفاعاً عن الضعفاء.

 ختم غالاغر مداخلته لافتا إلى أن الرجاء المسيحي يعلمنا أن الأمر يستأهل النضال في سبيل الأهداف النبيلة، مدركين تماما أن قوى الشر لا تستطيع ثنينا عن ذلك، كما أن الحروب تحفز الكنيسة على الشهادة دوماً لضرورة السلام.