قناة عشتار الفضائية
 

نيجيرفان بارزاني: لا يجب أن ننظر إلى بعضنا كمنافسين بل يجب العمل معاً بروح الشراكة

 

عشتار تيفي كوم – رووداو/


أكد رئيس اقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، على ضرورة عدم النظر إلى بعضنا كمنافسين، بل يجب العمل معاً بروح الشراكة.

جاء ذلك في كلمة لرئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم السبت (21 كانون الثاني 2023)، في حفل تأبين "يوم الشهيد العراقي" الذي أقامه تيار الحكمة الوطني، بمناسبة استشهاد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم.

وقال رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في كلمته: "أحييّ باسم شعب كوردستان، الروح الطاهرة لشهيد المحراب، وكلّ شهداء حرية العراق"، مضيفاً أنه "مع إحياء ذكرى شهيد المحراب، السيّد محمد باقر الحكيم، نستعيد جميع ذكريات النضال المشترك ضدّ الظلم والدكتاتورية".

وأوضح رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن "السيّد محمد باقر الحكيم يحظى باحترام كبيرٍ لدى الحركة التحررية الكوردستانية، لأنّه، كأحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية في العراق، كان مؤمناً على الدوام بلم شمل كلّ القوى"، مردفاً أنه "في مؤتمر نُصرة شعب العراق في طهران عام 1986، ساهم مع والدي إدريس بارزاني في تقوية النضال المشترك للكورد والشيعة وجميع مكوّنات العراق".

وأكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن "العلاقة القويّة بين السيّد محمد باقر الحكيم والرئيس مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني كانت تُفرِحُ الشعب العراقي بوحدة المعارضة العراقية وأصبحت عاملاً لكي يدعم المجتمع الدولي الشعب العراقي والمعارضة العراقية ضدّ الدكتاتورية"، موضحاً أن "تلك العلاقة القويّة بين الأطراف جعلت المعارضة العراقية في مؤتمر لندن في عام 2002 ومؤتمر صلاح الدين تتّفق على خطابٍ وبرنامجٍ موحّد لمرحلة ما بعد الدكتاتورية، على أساس ضمان حقوق جميع المكوّنات وإدارة العراق وفق نظامٍ فيدرالي".

وتابع رئيس اقليم كوردستان: "كان شهيد المحراب ومجاهد العراق الكبير السيّد محمد باقر الحكيم أحد علماء العراق في مجالات الشريعة والفلسفة والاقتصاد، ولذلك كان صاحب فكرٍ منفتح على جميع القوميات والمذاهب"، مردفاً أن "سعة علم الزعماء تجعلهم دائماً يبتعدون عن العداء القومي والمذهبي ويعملون على تقوية جسور التواصل والتعايش".

وبيّن نيجيرفان بارزاني أن "علاقة زعيم ثورة كوردستان المرحوم ملا مصطفى بارزاني مع مرجعية النجف، جعلت السيّد محسن الحكيم يدعم دعماً كاملاً الشعب الكوردي المضطّهد، ويُصدر في عام 1965 فتوى بتحريم قتال البيشمركة والكورد، كما كرّر شهيد العراق الكبير آية الله العظمى محمد باقر الصدر، عام 1974، بوضوح نفس الفتوى بتحريم قتال الكورد، وأيضا ساند آية الله العظمى السيّد علي السيستاني، أطال الله عمره، الدستور العراقي لأنّه منح الحقّ لجميع مكوّنات العراق. فقد أقرّ الدستور العراقي تعايش جميع العراقيين على أساس التوافق بين مكوّنات العراق بصيغة اتحادية".

رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني اشار الى ان "بناء الثقة والنضال المشترك لجميع الأطراف في سبيل التحرّر من الدكتاتورية والاضطهاد خلق المحبّة بين جميع قوميات ومكوّنات العراق. ونتيجة لذلك العمل الجماعي، كتبنا معاً دستوراً يحقّق الوحدة بين جميع مكوّنات العراق على أساس تأمين حقوق جميع المكونات بالمساواة".

كما أكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن "هذا الدستور هو عقدٌ سياسي واجتماعي بين جميع مكوّنات العراق لا يجوز إهماله مثلما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، حتى لا ترى الناس نفسها بعيدة عن العملية السياسية في العراق"، مشدداً أنه "يجب ضمان حقوق جميع المكوّنات وفق الدستور وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي وحقيقي نظاماً فيدرالياً، وهذا هو المبدأ الأساسي للدستور والنظام السياسي والإداري للعراق، والذي صوّت عليه الشعب العراقي في أكبر استفتاءٍ في تاريخ العراق".

ولفت رئيس اقليم كوردستان الى أن "من منظور تطبيق الدستور، نحن ندعم رئيس الوزراء السيّد محمد شيّاع السوداني، الذي يسعى إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، ويحاول تمهيد الأرضية للحوار والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، ويحاول تأمين الخدمات ومن بينها الضمان الصحي للمواطنين، ويحاول إعادة التوازن لمشاركة جميع مكوّنات العراق في جميع مؤسسات الدولة بما فيها الجيش العراقي".

وأبدى رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني سعادته بزيارة بغداد، بالقول: "أنا سعيدٌ للغاية أن أزور اليوم بغداد بمناسبة خاصّة وليس من أجل مباحثاتٍ سياسية"، مضيفاً: "في الحقيقة بغداد مدينة عزيزة على قلوبنا. إذا تمّ احترام حقوق جميع الأقاليم والمحافظات في بغداد العاصمة الفيدرالية للعراق، وإذا أصبحت مؤسسات الدولة انعكاساً حقيقيّاً للنظام الفيدرالي، وإذا تمّ تأمين الحقوق والخدمات بمستوى عالٍ لجميع مواطني العراق، سوف تصبح بغداد قويّة جدّاً. حينها ستصبح بغداد حامية جميع أقاليم ومحافظات العراق. بتكاتفنا، نستطيع أن نكون أقوياء وأن نعزّز موقع العراق".

رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، نوه الى انه "في أسوأ الأوضاع التي شهدتها بغداد، كان جميع العراقيين يفتخرون بالأمن والإزدهار في إقليم كوردستان، لأنّه كان، كجزءٍ من العراق، أمل عودة الأمن والإزدهار إلى عموم العراق".

كما أكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن "الرئيس مسعود بارزاني يعتزّ دائماُ في خطاباته عن انتفاضة 1991 بأنّ مئات الألوف من الجنود العراقيين في عهد النظام السابق أٌعيدوا بسلام إلى بيوتهم. ونحن الآن لدينا أمرٌ آخر نعتزُّ به، وهو أنّ بعد حرب داعش جاء مليونان وثمانمائة ألف نازحٍ من مختلف مدن الشمال والوسط إلى كوردستان، ولكن حتى عودتهم وحتى الآن لم يقع أيّ حادث سيء أو أي حادثة عنف. وهذا محلّ افتخارٍ وعلامة على أنّ هناك محبّة بين أبناء العراق. وهذا يعني أيضاً أن الأرضية مهيّأة لتطبيق الدستور في العراق وأنّ الناس تدعم إنهاء المشاكل".

"كما ترون، نحن نحتاج  الى أن نساند بعضنا في الأوقات الصعبة، وكلّ نجاحاتنا هي نتاج عملنا المشترك، ولذلك الآن لدينا فرصة والوقت مناسبٌ جدّاً لكي يقرّر كلٌّ منّا العمل باتجاه التعايش وحلّ جميع المشاكل. لا يجب أن ننظر إلى بعضنا كمنافسين، بل يجب العمل معاً بروح الشراكة"، وفقاً لرئيس اقليم كوردستان.

ولفت الى أن "مناطق وأقاليم ومحافظات العراق، والقوميات والأديان والمذاهب في العراق ليست أعداء لبعضها، بل هذه التعددية القومية والدينية والمذهبية هي قوّة للعراق"، مبيناً أنه "ومن خلال المساواة يصبح جميعها قوّة تقدّمٍ للعراق. في نظامٍ ديمقراطيٍّ ومدنيٍّ واتّحادي، تصبح جميعها مكمّلة ومساندة لبعضها. إنّ عالم اليوم هو عالم متعدّد القوميات والأديان، حيث لم يعد هناك أيّ بلد أو مدينة ذات لونٍ واحدٍ، ولهذا السبب أصبح تطوّر العالم أسرع من أيّ وقتٍ آخر".

رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أردف انه "بالإضافة إلى الكورد والعرب والتركمان والأشوريين والكلدان، يعيش أبناء أكثر من أربعين قومية في إقليم كوردستان، وقد خلقوا معاً الإعمار والتنوّع الثقافي، ويعيشون جميعاً مع بعضهم بسعادة وبلا مشاكل في إقليم كوردستان. وهذا فخرٌ كبيرٌ لنا جميعاً".

واضاف نيجيرفان بارزاني: "لقد شاهدنا أنّ أكبر دكتاتورية، وأعنف نظام أمني وعسكريتاري ورافض للتنوّع في العراق لم يستطع الاستمرار، لأنّ العراقيين يريدون أن يفرحوا بتنوّعهم وسلامهم وأن يتعايشوا معاً. وكان هذا هو هدف شهيد المحراب آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدّس سرّه) وجميع شهداء حرية العراق"، موضحاً أن "الرغبة الحقيقية لجميع العراقيين هي العيش معاً في ظلّ المساواة، ولذلك يجب تحويل هذه الرغبة إلى ممارسة فعلية. وفي الختام، نفتخر جميعاً بالإعمار والتطوّر، وليس بإطالة وتعميق الخلافات والمشاكل"، معرباً عن أمله في أن "يتمّ حلّ جميع المشاكل قريباً وأن يعيش العراقيون بسعادةٍ متمتّعين بخدماتٍ جيّدة".